الأروقة في المعابد اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


ما هو الرواق؟

الرواق: عبارة عن صف من الأعمدة تحمل سقف يرتكز من جهة على أعتاب تمتد فوق الأعمدة وعلى جدار المعبد من جهة أخرى، ويمثل بذلك مساحة مسقوفة تقتح واجهتها للداخل من خلال الأعمدة التي يختلف عددها من رواق لآخر، وقد قورن مصطلح الرواق في المعابد اليمنية القديمة بالمحراب في اللغة العربية الفصحى، على اعتبار مكان كل منهما واحتوائهما على صف من الأعمدة تحمل سقف.
وقد ظهر الرواق كنعصر معماري في مرحلة ازدهار الممالك اليمنية القديمة، وذلك في المعابد التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن الثامن قبل الميلاد، مثل معبد أوام في مملكة سبأ، وهو بذلك يمثل مرحلة إنشائية متقدمة عن العمارة البدائية، حيث اقتضى التطور المعماري زيادة مساحة المعبد حول الفناء وقد لبى الرواق ذلك الأمر، إلى جانب توفير مكان مسقوف يستظل تحت سقفه ويدخل إليه الضوء ويطل على بقية العناصر الأخرى في المعبد، وغالباً ما تحيط الأروقة بالفناء المكشوف أو الساحة.

خصائص الأروقة في المعابد اليمنية:

اختلفت عدد الأروقة المطلة على الفناء من معبد لآخر بحسب تخطيطه، فهناك معابد لها ثلاثة أروقة وأخرى ليست لها سوى رواق واحد وثالثة بدون أروقة، ففي المعابد المستطيلة وخاصة السبئية بلغ عدد الأروقة ثلاث في أغلب الأمثلة وصممت على شكل حرف (U) أو حدوة الفرس، ومثال على ذلك قاعة المدخل في معبد أوام ومعبد عثتر في تمنع.
وتميزت عدد من معابد معين بوجود رواقين فقط يحفان بالفناء من الجانبيين على المحور الطويل، ومثال ذلك معبد عثتر ذي رصف والمعبد المبني داخل مدينة هرم، وقد تشابهت معابد معين مع معابد مملكة حضرموت في وجود رواقين فقط في المعبد، ولكن برزت اختلافات في التصميم وخاصة في التوزيع.
وهنالك معابد ليس لها سوى رواق واحد مثل معبد صرواح (الخربة) في مملكة سبأ، وصمم مواجهاً للفناء الداخلي للمعبد، وتكاد تخلو المجمعات الشعائرية الكبيرة من الأروقة باستثناء رواق معبد صرواح، وقد استبدل ذلك بعدد كبير من الغرف التي تطل على الساحات الكبيرة.
وتمكن أهمية الرواق في المعابد اليمنية القديمة فيما تحتويه من مكونات وفي طبيعة الطقوس الدينية التي تقام فيه، فأغلب الأروقة التي تم الكشف عنها احتوت على مصاطب أو مقاعد لجلوس المتعبدين من الجهتين على جدار المعبد وبين الأعمدة التي تحمل سقف الرواق.

المصدر: خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولىالفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولىالخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة واستمراريتها/ تأليف الدكتور أحمد إبراهيم حنشور/ الطبعة الأولى 2011


شارك المقالة: