الاحتباس الحراري

اقرأ في هذا المقال


ما هو الاحتباس الحراري؟

هو الارتفاع المستمر لمتوسط ​​درجة حرارة النظام المناخي للأرض، حيث جمع علماء المناخ منذ منتصف القرن العشرين ملاحظات تفصيلية لظواهر الطقس المختلفة مثل درجات الحرارة وهطول الأمطار والعواصف والتأثيرات ذات الصلة على المناخ مثل تيارات المحيط والتكوين الكيميائي للغلاف الجوي، وتشير هذه البيانات إلى أن مناخ الأرض قد تغير على مدار كل مقياس زمني يمكن تصوره تقريبًا منذ بداية الزمن الجيولوجي وأن تأثير الأنشطة البشرية منذ بداية الثورة الصناعية على الأقل قد تم ربطه بعمق في نسيج تغير المناخ.
أيضاً يمكن تعريف الاحتباس الحراري بأنه: الزيادة السريعة غير المعتادة في متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض خلال القرن الماضي ويرجع ذلك أساسًا إلى غازات الاحتباس الحراري التي يطلقها الأشخاص الذين يحرقون الوقود الأحفوري، حيث ارتفع المتوسط ​​العالمي لدرجة حرارة السطح عن معدله الطبيعي من 0.6 إلى 0.9 درجة مئوية وذلك بين عامي 1906 و 2005 وتضاعف معدل زيادة درجة الحرارة تقريبًا في الخمسين عامًا الماضية.
يعتبر التأثير البشري العامل الأكبر في انبعاث غازات الاحتباس الحراري مع أكثر من 90٪ من التأثير من ثاني أكسيد الكربون(CO2) وغاز الميثان(CH4)، حيث يعد حرق الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي لهذه الغازات، وبذلك تلعب الانبعاثات الزراعية وإزالة الغابات أدوارًا مهمة أيضًا في انبعاث بعض من غازات الاحتباس الحراري، كما تتأثر الحساسية المناخية لهذه الغازات بالتغذية المرتدة مثل فقدان الغطاء الثلجي وزيادة بخار الماء وذوبان التربة الصقيعية.
من بين جميع هذه الغازات يعد ثاني أكسيد الكربون(CO2) هو الأكثر أهمية وذلك سواء لدوره في تأثير الاحتباس الحراري أو لدوره في الاقتصاد البشري، إذ تشير التقديرات إلى أنه في بداية العصر الصناعي في منتصف القرن الثامن عشر كانت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تقريبًا 280 جزءًا في المليون، أما بحلول منتصف عام 2018 كانت قد ارتفعت إلى 406 جزءًا في المليون، وإذا استمر حرق الوقود الأحفوري بالمعدلات الحالية فمن المتوقع أن تصل إلى 550 جزءًا في المليون بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين.

تأثير الاحتباس الحراري على الأرض:

تبدأ درجة حرارة الأرض بالارتفاع عندما تقترب من الشمس، تقريباً 30 في المائة من ضوء الشمس القادم ينعكس إلى الفضاء بواسطة الأسطح الساطعة مثل الغيوم والجليد وحوالي 70 في المائة المتبقية يتم امتصاص معظمها عن طريق البر والمحيط والباقي يمتصه الغلاف الجوي، حيث أن الطاقة الشمسية الممتصة تعمل على تسخين كوكبنا.
مع ارتفاع درجة حرارة الصخور والهواء والبحار تشع طاقة أي بمعنى (حرارة وتسمى بالأشعة تحت الحمراء الحرارية)، تنتقل هذه الطاقة إلى الغلاف الجوي، حيث يمتص معظمها بخار الماء وغازات الدفيئة طويلة العمر مثل: ثاني أكسيد الكربون والميثان، عندما تُمتص الطاقة التي تشع من سطح الأرض تتحول المياه المجهرية أو جزيئات غازات الدفيئة إلى سخانات صغيرة مثل الطوب في الموقد، حيث تشع الحرارة في جميع الاتجاهات، كما أن الطاقة التي تشع إلى الأرض تُسخّن كلاً من الغلاف الجوي السفلي والسطح مما يعزز التسخين الذي يتم الحصول عليه من أشعة الشمس المباشرة.
هذا الامتصاص والإشعاع للحرارة من الغلاف الجوي مفيد للحياة على الأرض، إذا لم يكن هناك تأثير من الغازات الدفيئة فسيكون متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض باردًا جدًا 18 درجة مئوية بدلاً من 15 درجة مئوية.

كيف يختلف الاحتباس الحراري اليوم عن الماضي؟

لقد تعرضت الأرض لتغير المناخ في الماضي دون مساعدة من الإنسان بسبب الأدلة الموجودة في حلقات الأشجار ورواسب المحيطات ومكونات من الجليد ومكونات من الصخور الرسوبية وبعض من الشعاب المرجانية وهذه الأدلة كلها عملت على تغير المناخ، فعلى سبيل المثال فقاعات الهواء في الجليد الجليدي تحجز عينات صغيرة من الغلاف الجوي للأرض مما يمنح العلماء تاريخًا من غازات الدفيئة التي تمتد لأكثر من 800000 سنة حيث يوفر التكوين الكيميائي للجليد أدلة على متوسط ​​درجة الحرارة العالمية.
باستخدام هذا الأدلة القديمة بنى العلماء سجلاً لمناخ الأرض الماضي أو”المناخات القديمة”، حيث يُظهر سجل المناخ القديم أن الاحتباس الحراري الحالي يحدث بشكل أسرع بكثير من أحداث الاحترار الماضية، ومع خروج الأرض من العصور الجليدية على مدى ملايين السنين الماضية ارتفعت درجة الحرارة العالمية ما مجموعه 4 إلى 7 درجات مئوية على مدى 5000 عام تقريبًا، في القرن الماضي وحده ارتفعت درجة الحرارة 0.7 درجة مئوية.
تتوقع النماذج أن الأرض ستسخن بين درجتين و 6 درجات مئوية في القرن المقبل، عندما حدث الاحتباس الحراري في أوقات مختلفة خلال مليوني عام استغرق الكوكب حوالي 5000 عام لتدفئة 5 درجات، حيث أن معدل الاحترار المتوقع للقرن المقبل أسرع 20 مرة على الأقل.

المصدر: كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005


شارك المقالة: