الزراعة الأحادية وأثرها على البيئة

اقرأ في هذا المقال


ما هي الزراعة الأحادية؟

هي عبارة عن الممارسة التي يكون فيها محصول واحد أو نوع حيواني واحد أو نبات من نوع واحد موحد وراثيًا في كل مرة، حيث يتضمن نظامًا زراعيًا أو إنتاجًا زراعيًا يُمارس في وقت واحد، وبالإضافة إلى ذلك ايضًا تم استخدامه في الزراعة الصناعية والزراعة العضوية، مما سمح بزيادة الكفاءة في الزراعة والحصاد – فضلاً عن خفض بعض التكاليف للمزارعين.
وعلى الرغم من أن هذه الممارسة قد سمحت بزيادة الكفاءة في الزراعة والحصاد فقد تم انتقادها؛ لأنها أدت إلى بيئات غير مستدامة، ولذلك فقد تم ربطه بتراكم ضغوط الأمراض وانخفاض المغذيات في التربة أو تدهور التربة وإزالة بعض الغابات، مما أدى إلى تدهور البيئة.

ما هي مزايا الزراعة الأحادية؟

  • البساطة: إن الزراعة الأحادية هي أنظمة زراعية بسيطة للغاية، وهي تتضمن عادةً في المقام الأول إعداد التربة والري وإدخال المواد الكيميائية عند الحاجة – وكلها تركز على تفضيلات نوع نباتي معين، وعلى هذا النحو فإن الحقول متخصصة بشكل كبير نحو تحقيق أقصى إنتاج للعائد من محصول معين، كما تتم معالجة بعض الآفات والأمراض أيضًا دون مراعاة آثار العلاج على النباتات الأخرى.
  • النتائج في عوائد أعلى: بالنسبة للزراعة الأحادية يمر كل نبات بنفس عملية الزراعة الموحدة من الصيانة والحصاد، وبالتالي ينتج عنه عوائد أعلى وتكاليف أقل، وبالنسبة – للحيوانات أو الماشية – فإنهم يمرون بنفس إجراءات الولادة والنمو والنضج، حيث تؤدي العملية أيضًا إلى انخفاض التكاليف من جانب المزارع بالإضافة إلى غلات ممتازة عندما تصبح الحيوانات ناضجة.
  • يخفض كمية الأرض الإضافية المطلوبة: تستخدم النباتات على وجه التحديد الأسمدة المركبة، مما قد يقلل من مساحة الأرض الإضافية اللازمة لإنتاج الغذاء، حيث تتطلب الحيوانات في نفس الوقت نفس آليات الإخصاب.
  • إنها أكثر كفاءة وربحية للمزارع: عندما يتم زراعة محصول واحد مميز في نفس الوقت فهذا قد يعني أن هناك حاجة إلى طريقة واحدة فقط للحصاد، حيث يمكن زراعة بعض المحاصيل الأكثر ملاءمة للحقل في مواجهة الظروف المناخية القاسية مثل الجفاف والرياح ومواسم النمو القصيرة، مما يفضل المحصول، وبالتالي يكون تأثيره أقل على المحصول. 

ما هي الآثار السلبية للزراعة الأحادية على البيئة؟

  • يدمر مغذيات التربة: بشكل عام تحتوي التربة على مغذيات ووظائف أخرى، وأن الزراعة الأحادية تلغي كل هذه الوظائف بسبب ممارسة زراعة أو تربية نوع واحد فقط من المحاصيل أو سلالات الحيوانات، ونتيجة لذلك لا توجد مجموعة من أنواع الكائنات الحية الدقيقة في التربة والحشرات؛ وذلك بسبب نقص تنوع المحاصيل الذي يعزز التنوع البيولوجي للحشرات وميكروبات التربة.
  • ينتج عنه استخدام بعض المواد الكيميائية الضارة: مع التخلص من العناصر الغذائية في التربة يتعين على بعض المزارعين إدخال منتجات اصطناعية يمكنها تكرار الوظائف والعناصر الغذائية المفقودة مثل إدخال كميات كبيرة من مبيدات الأعشاب والأسمدة ومبيدات الجراثيم ومبيدات الحشرات، حيث تُستخدم عادةً هذه المواد الكيميائية الاصطناعية لمنع المزيد من الأضرار التي لحقت بمحاصيلهم من قبل الحشرات والبكتيريا.
    ولسوء الحظ تترك المواد الكيميائية آثارًا في المحاصيل المخصصة للاستهلاك البشري، مما يعني أنها تنتهي في  السلسلة الغذائية، ويمكن أن تؤدي إلى عواقب صحية خطيرة بسبب التراكم الحيوي.
  • يلوث بعض إمدادات المياه الجوفية: حتى إذا تم حصاد النبات تظل المواد الكيميائية في التربة، ونظرًا لأنها غير عضوية لا يمكن معالجتها بواسطة الكائنات الحية الدقيقة في التربة إلى مادة عضوية، حيث إنها قد تتسرب عبر الأرض وتلوث في النهاية إمدادات المياه الجوفية وتغير النظم البيئية التي قد تكون بعيدة عن موقع الاستخدام، وعلى المدى الطويل قد تقتل المواد الكيميائية أو تضر أو ​​تستنفد تنوع وحيوية النظم البيئية المجاورة.
  • يؤثر سلبا ويغير النظام البيئي الطبيعي: إن الإفراط في استخدام هذه المواد الكيميائية غير العضوية يجبر بعض الكائنات الحية على التطور وتطوير مقاومة للمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب الاصطناعية، ومع استمرار سكب المزيد من المركبات غير العضوية في التربة فإنها تستمر في التأثير على النظم البيئية الطبيعية بشكل ضار.
  • يقضي على تدهور التربة وانجرافها: كما يؤدي استخدام الأسمدة الكيماوية في الزراعة الأحادية إلى تدمير صحة التربة، فعندما يتم حصاد المحاصيل لا توجد حماية طبيعية للتربة من التعرية بفعل الرياح أو المطر، وأيضًا لا تتجدد التربة السطحية ويرجع ذلك أساسًا إلى التآكل، وكل هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى زيادة تدهور التربة، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام في الزراعة، وقد يؤدي أيضًا ببعض الناس إلى إزالة الغابات للحصول على أراضٍ زراعية جديدة.
  • يتطلب الكثير من الماء للري: نظرًا لأن الزراعة الأحادية تؤدي إلى حصاد غطاء التربة السطحي فقد تفقد التربة السطحية العناصر التي يمكن أن تساعدها في الاحتفاظ بالرطوبة، ولذلك تتطلب ممارسات الزراعة الأحادية المعاصرة كميات هائلة من المياه لري المحاصيل، كما يتم ضخ المياه من الأنهار والبحيرات وخزانات المياه بمعدلات عالية، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد المائية
  • يستهلك الكثير من طاقة الوقود الأحفوري: عند بيع المحاصيل يتطلب فرزها وتعبئتها ونقلها كمية كبيرة من طاقة الوقود الأحفوري، حيث تلعب الطاقة المستخدمة والأسمدة الكيماوية والمبيدات وغيرها من الأساليب الصناعية لإنتاج مثل هذه الأطعمة دورًا كبيرًا في المساهمة في تلوث البيئة وتغير المناخ، كما أنه يستمر في تعريض البيئة للأجيال القادمة للخطر.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: