المدن الأندلسية

اقرأ في هذا المقال


كان يوجد في الأندلس العديد من المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، كما كان بعضها يقوم على أطلال مدن قديمة ترجع إلى العصر الروماني أو القوطي، وهذا هو حال الأغلبية العظمى، أما بعضها الآخر الذي يبلغ حوالي ثلاث وعشرين مدينة فهي مدن حديثة أو أنها ذات مخطط حديث أو تأسست من جديد، ويحدثنا المقدسي بأنه كان يوجد في الأندلس أربعون مدينة أقيمت لأسباب مختلفة في المناطق السهلية أو على مناطق مرتفعة بعض الشئ أو في قمم الجبال، كما كان هناك عدد من الرقع العمرانية والحصون الريفية غير الحضرية.

سبب وجود المدن في الأندلس:

يرجع سبب وجود المدن المذكرة وكذلك الرقع السكنية لأسباب عديدة نبرز منها ثلاثة عناصر رئيسية هوي: مورث الحضارات السابقة على الإسلام في هذا القطاع الموجود في أقصى غرب البحر المتوسط، كذلك البعد الحربي، وهو عنصر حاسم، وله أولوية كبيرة مع بداية العصر الإسلامي في إضفاء الطابع والقانون الإسلامي، حيث كان التأثير الإسلامي ذا مسيرة طويلة من المشرق ماراً بشمال إفريقيا حتى جزيرة إيبيريا في الأندلس، وقد ترك الطابع الإسلامي بصمته على كل من المدن والقرى التي مرت بها، بذلك تتطورت هذا المدن بشكل متشابه نسبياً ابتداءاً من القرن الثامن حتى القرن الخامس عشر.
كذلك يمكن أن نضيف سبب آخر، وهو الطبوغرافيا التي فرضت وجود رقع عمرانية متنوعة للغاية، وأدى ذلك بالتالي إلى ظهور عدد محدد من الأشكال أو الأنماط المعمارية، وكانت قلب مدينة الأندلس تنقسم إلى مراكز أو أقاليم لها عاصمتها في الحصون المقامة في المناطق البارزة، مثل القلاع والحصون ولها تتبع العديد من القرى.

ملامح المدن الأندلسية:

بعد إلقاء نظرة على العديد من المدن الأندلسية ومعرفة ملامحها أو تفردها، يمكننا الخروج بملامح المدينة العربية، حيث كانت تقوم هذه المدن على العديد من المكونات أهمها: المسجد، الأسواق، أسواق الحبوب، القيساريات، القصور، القصبة، الشوارع والدروب، وتدخل كل تلك العناصر في مساحة من الأرض لها سياج جيد يتخلله أبراج، وهذه هي المدينة بكامل معناها، ثم أخذت تنمو مع مرور الزمن من خلال أحياء خارج الأسوار، أو ما يطلق عليها بالربض، وكلما ازداد حجم المدينة زادت مكوناتها، وزادت مساحة المسجد الجامع الذي يجتمع فيه المسلمون لأداء فريضة الجمعة.
كما أن المناطق المحيطة بالرقعة العمرانية مليئة بالحدائق والمنيات والقصور، بالإضافة إلى المقابر الكائنة داخل السور وخارجها، وكلها من المكملات الحقيقة للمدينة، غير أن ما كان يميز المدينة عن الأرباض والأجزاء المحيطة بها يتمثل في المسجد الجامع، فهو بالإضافة إلى كونه داراً للعبادة يتخذ مكان للتعليم، كما كانت القلعة توجد داخل المدينة.

المصدر: العمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الأسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانيةفنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانية


شارك المقالة: