المقرنصات في العمارة الدمشقية

اقرأ في هذا المقال


وصف المقرنصات في العمارة الدمشقية:

المقرنص هو كل ما تدلى ولغوياً هو مقرنس، وقرنس السقف أو البيت زينة بخوارج منه ذات تدريج مناسب، وهو العنصر الزخرفي الذي تتميز به العمارة الإسلامية عن غيرها من العمارات، ونشأ المقرنص أصلاً في بلاد فارس، ووصل إلى ذروته في القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر للميلاد، ثم انتشر في سائر بلاد الخلافة وبلغ أوجه في العصر المملوكي، ثم بدأ بالإضمحلال في العهد العثماني، لكنه عاود الانتعاش من جديد في أيامنا هذه غير أنه اقتصر على المشيدات الدينية كبوابات المساجد والجوامع الكبرى.
والمقرنص حلية معمارية تتألف من مجموعة من المحاريب والحنايا الصغيرة المتراكبة والمترابطة بصفوف وأنساق مدروسة التوزيع والتجميع والتراص، بحيث تشبه أقراص الشهد أو خلايا النحل، وتسمى واحدتها خلية المقرنص أو حلية المقرنص أو حنية المقرنص، ويطلق الغرب عليها مجازاً إسم النوازل أو الهوابط أو الدلايات، تشبيهاً لها بنوازل فحمات الكالسيوم التي تتدلى من سقوف المغاور، تماماً كما هو الحال في النوازل والصواعد، لكن يفضل أن يطلقوا عليها (Muqamas)، كما يلفظ في العربية فنحن أولى منهم بتسميتها.
وتختلف المادة التي تصنع منها المقرنصات بين الحجر كما في بوابات المساجد الكبرى أو الجص أو الخشب في أعلى المنابر وأسفل شرفات المآذن.

أشكال المقرنصات الإسلامية:

  • محاريب ملساء أو مخططة كالمظلة.
  • حنايا ضحلة أو مظلية.
  • أقواس أو عقود.
  • نوافذ صماء أو مفتوحة.
  • دلايات.

توزيع المقرنصات في مشيدات دمشق:

  • في أعلى بوابات المشيدات الدينية كالمساجد الكبرى والخوانق وما شابه.
  • في رقبات القباب وتأخذ شكلاً مغايراً لمألوف مقرنصات البوابات، وهي في دمشق نموذجين: الأول المقرنصات الهرمية المقلوبة وتكون قاعدة الهرم فيها في الأعلى وذروته في الأسفل، كما هو الحال في رقبة قبة المدرسة النجيبية في العهد المملوكي في حي الحريقة في دمشق، والمجددة على طراز مجاورتها المدرسة النورية الكبرى في عام 1977 ميلادي، ولم تكن على هذا الشكل في السابق إذ لم تعهد العمارة المملوكية مثل هذا الطراز من الزخرفة.
    وثانيها: المقرنصات المختلطة وتتألف من أنساق من المحاريب والحنايا والنوافذ المقوسة والأهرامات المقلوبة فوق بعضها البعض، كما في رقبة قبة المدرسة النورية الكبرى المشيدة في العهد الأتابكي في سوق الخياطين في دمشق.

المصدر: العمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010فنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانيةزخارف العمارة الإسلامية في دمشق/ تأليف قتيبة الشهابي/ طبعة 1996


شارك المقالة: