عمارة عصر النهضة في فينيسيا

اقرأ في هذا المقال


يمتاز الطراز النهضي في فينيسيا عنه في أوروبا بخصائص ومعالم خاصة تنفرد بها فينيسيا، تلك المدينة البحرية الجميلة ذات الطابع المعماري القوطي، بعيدة كل البعد عن روما وتقاليدها التاريخية الكلاسيكية، على ذلك نرى أنه كان هناك فترة انتقال بين الطراز القوطي وبين الطراز النهضي المتطور، استعرضت فينيسيا في هذه الفترة طرازاً جمع بين القوطي وبين الطراز النهضي المتطور كالذي نراه في قصر دودج، من استعمال العقد المدبب في واجهة نهضية.

قنوات فينيسيا:

كان لقنوات فينيسيا تأثيراً كبيراً على تصميم المساقط الأفقية للفيلات والقصور والمباني العامة، حيث كانت القوارب تحل محل العربات في وسائل النقل، كما احتوت الواجهات على بلكونات تطل على القنوات في الطوابق العليا، تجمعت النوافذ في أشكال هندسية بديعة، ممّا ساعد على حسن ونتسيق الواجهة وعلاقة الأجزاء المصمتمة والأجزاء المفتوحة، إلى غير ذلك من العناصر المعمارية الجميلة، هذا فضلاً عن استخدام الكباري والقناطر ذات المعالجات المعمارية الهندسية.

كانت فينيسيا في ذلك العصر من أجمل مدن العالم، وذلك بفضل وجود القناة الكبرى التي تنساب بين القصور في الناحية الغربية وبين كنيسة سانتا ماريا، فكانت هذه القناة ليست مجرد مائي، بل كانت مرآة ساحرة، فضلاً عن ذلك فإن فينيسا في العصور الوسطى سبقت في تخطيطها أفضل نظريات التخطيط في القرن العشرين، فالذي يحدث حالياً في حركة المرور بالسفن السريعة الكبيرة في القناة الكبرى عن حركة المرور البطيئة في شبكة القنوات الصغرى، جنباً إلى جنب طرق المشاة، يعتبر ابتكاراً رائعاً في تخطيط المدن، البحيرات الضحلة الواقعة بين الجزر تؤدي مهمة النظائر المائية للإطارات الخضراء، وطريق المرور الرئيسي هو القناة الكبرى يوضح العلاقة المثالية بين هذا الشريان والمدينة.

طراز الباروك في فينيسيا:

فيما يتعلق بطراز الباروك فقد لقي مجالاً خصباً في فينيسيا وفرصة طيبة للتعبير عن إظهار تأثيراته، حيث كانت الفرصة متاحة لظهور طراز جديد في بلد كانت مستعدة لإقامة كنائس للعبادة بعد خلاصها من همجية العصور الوسطى ومن الفوضى التي استشرت قبل ذلك التاريخ.

لم يكن طراز الباروك ملائماً في إنشاء مباني القصور والفيلات التي تقام على أراضي تطل مباشرة على القنوات وتعكس صورها على الماء، والتي تحتاج إلى خطوط مستقيمة وصريحة في الواجهات، ولكن لا يتطلب ذلك في الكنائس التي تقام على أرض متسعة والدخول بها إلى الوراء عن أخر القنوات، فكان من السهل تطبيق نظام الباروك عليها وعلى جميع واجهات المباني المتصلة ببعضها البعض.

قصر دودج فينيسيا:

قصر ذا تكوين تخطيطي معبر وعقود مدببة من الطراز القوطي، بني في عصر النهضة، وهو ذا زخارف جميلة ملونة منقوشة على الحوائط والأسقف، وتلك القنطرة التي تربط بين القصر والسجن.

المصدر: تاريخ أوروبا في العصور الوسطى/ المؤلف سعيد عبد الفتح عاشور/ طبعة 2009تاريخ العمارة الجزء الثاني في العصور المتوسطة/المؤلف الدكتور توفيق عبد الجواد/طبعة 2009تاريخ العمارة في العصور الوسطى القديمة الأوروبية/الؤلف عبد المعطي خضر/ طبعة 1998


شارك المقالة: