مدينة أوليتي

اقرأ في هذا المقال


موقع مدينة أوليتي:

توجد مدينة أوليتي في نابارة (Navarra)، وهي مدينة تتسم بجمال طبيعي وتعتبر مدينة قوطية في إسبانيا، كما يُعد حصنها أكثر الحصون تعقيداً في شبة جزيرة أيبيريا، وقد اكتسبت هذه المدينة اليوم أهمية كبيرة، وذلك عندما كشفت الدراسات عن أسوارها القديمة، والتي كانت تدرس على أنها رومانية، وما هي إلا أسوار عربية ترجع إلى القرن العاشر، كما تشير الدراسات أن مدينة أوليتي كانت مدينة ذات تصحينات عظيمة في العصر الإسلامي.

خصائص مدينة أوليتي:

لم يظهر اسم أوليتي في حملات التي سيرها عبد الرحمن الثالث عام 942 ميلادي، وبالتالي فمن المحتمل أن يكون الحكم الثاني هو الذي أسسها كحصن عربي، ولا زال هذا الحصن محفوظاً ومعه الرقعة التي كانت مأهولة بالسكان، إذاً كانت المدينة الحصن بكل معنى الكلمة، والنقطة المتقدمة في المكان.
كان الحصن يقع في مكان عالي، وهو عبارة عن مخطط مستطيل الشكل، حيث يبلغ طول الضلع الأطول 23.70 متراً، وله أبراج في الأركان الأربعة، ثلاث منها ذات مساحة صغيرة، أما الرابع تبلغ أبعاده 7.36 * 3.43 متراً، ويدل حجم هذه الأبراج إلى رجوعها إلى القرن العاشر بسبب صغر حجمهم، كذلك كتل الحجارة تشبه التي كانت سائدة في عصر الموحدين (عصر عربي).
بالإضافة إلى ذلك كانت الأبراج مفرغة من الداخل، وكذلك وجود خندقاً، وهذه السمات كثيراً ما نجدها في الحصون العربية، مثلما هو الحال في حصن غور ماج (حصن عربي) وقصبة ماردة، ويلاحظ أن مخطط الحصن يتوافق مع نمط الحصن ذي المخطط المستطيل أو المربع ذي الأبراج الموجودة بالأركان، مثل تلك التي نراها في حصن البقر بقرطبة.
فيما يتعلق بسور المدينة فهو عبارة عن مخطط شبه منحرف، وله أبراج محفوظة بشكل جيد نسبياً وخاصة في القطاع الغربي، وتبلغ المسافة بين الأبراج حوالي 29 متراً كما أن متوسط مقاساتها 4.25 عرضاً * 22 عمقاً، وتبلغ مساحة أوليتي حوالي هكتارين، وهي مساحة ضئيلة جداً بالمقارنة بالمساحات الحضرية المسجلة بالنسبة لبعض البلدات العربية التي كانت تتراوح مساحتها بين خمسة عشر هكتاراً وثلاثة وعشرين هكتاراً، إذاً كانت أوليتي بلدة صغيرة تقع على الحدود، ولها أهمية استراتيجية كبيرة، على نفس الدرجة التي كانت عليها تطيلة (بلدة عربية).

المصدر: العمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الأسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانيةفنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانية


شارك المقالة: