أقرى من آكل الخبز

اقرأ في هذا المقال


صاحب المقولة

عبدالله بن حَبيب العَنبريّ، من بني العَنبر من بني تَميم. أحَد بني سُمرة، وكان سيّد بني العنبَر في زَمانهِ. وقد سُمِّيَ بآكلِ الخُبز، لأنَّه كان لا يأكل التَّمر، ولا يَرغَب في اللَّبن( الحليب)، وكان قومهُ بني العَنبر إذا تَفاخَروا قالوا: مِنَّا آكل الخُبز؛ ومِنَّا مُجِير الطَّير، ومُجير الطَّير فهو” نور بن شَحمة العَنبري”.

قصة المقولة

يَذكر أبو عبيدة بن هَوذَة بن علي الحنفيّ، بأنَّ عبدالله بن حبيب العَنبريّ، دخل على” كسرى أبَرويز” مَلِك الفُرس، فقال له كِسرى: يا عبدالله، أيّ أولادِكَ أحبّ إليك؟ قال عبدالله: الصَّغير حتى يَكبُر، والغَائب حتى يَقدُم، والمريض حتى يَبرَأ؛ قال: ما غِذاؤكَ ببَلدِك؟ قال: الخُبز؛ فقال كسرى: هذا عَقلُ الخُبزِ؛ لا عَقل اللَّبن والتَّمر،( أي أنَّ كسرى مَدَحهُ لأنّهُ كان يأكل الخُبز)، فَصار الخُبز عندهم مَمدُوحاً؛ كما صار ما يُناسِبهُ بَعضَ المُناسَبةِ مَمدُوحاً أيضاً، وهو” الفَالُوذج” لأنّه أشرَف طعامٍ وقعَ إليهم، ولَمْ يُطعِم الناس هذا الطعام أحَدٌ من العَرب إلّا” عبدالله بن جَدعان” فمدحهُ بذلك الشَّاعر” أميّة بن أبي الصَّلت”.

ثمَّ اشتَهرَ أيضاً من الطَّعام الشَّبيهِ للخُبزِ عندَ العَرب، وهو يُناسِبهُ كلَّ المُناسبة؛ وهو” الثَّرِيد”( مَرَقة اللَّحم مع الخُبز)، وكان هذا الطعام في أشرَافِهم، فَعَامَ وَغَلبَ عليه” هاشم بن عبد مَناف”، الجَدّ الثاني للرسول_ صلى الله عليه وسلم_، حين هَشَمَ الخُبز لقَومهِ{ أي فَتَّتَ الخُبز وقدَّمهُ مع الثَّريد}. وَكَانَ هَاشِمٌ فِيمَا يَزعُمُونَ أَوّلَ مَنْ سَنّ الرّحلَتَيْنِ لِقُرَيشِ[ رِحلَتَي الشّتَاءِ وَالصّيفِ]، وَأَوّلَ مَنْ أَطعَمَ الثّرِيدَ بِمَكّةَ، وَإِنّمَا كَانَ اسْمُهُ عَمْراً، فَمَا سُمّيَ هَاشِماً إلّا بِهَشْمِهِ الْخُبْزَ بِمَكّةَ لِقَوْمِهِ. فَقَالَ شَاعِرٌ مِنْ قُرَيشٍ، أَو مِنْ بَعْضِ الْعَرَبِ:
عَمْرُو الّذِي هَشَمَ الثّرِيدَ لِقَوْمِهِ ** قَوْمٌ بِمَكّةَ مُسْنِتِينَ عِجَافِ

سُنّتْ إلَيْهِ الرّحْلَتَانِ كِلَاهُمَا ** سَفَرُ الشّتَاءِ وَرِحْلَةُ الْأَصْيَافِ

المصدر: أطعمة العرب للجاحظمجمع الأمثال؛ النيسابوري


شارك المقالة: