كلب حي خير من أسد ميت - A living dog is better than that a dead lion

اقرأ في هذا المقال


تنبثق الأمثال من مصادر عديدة، فأحيانا يكون مصدرها حادثة واقعية، أو ما يستمد من حكاية أو نكتة شعبية، ومنها ما أخذ عن الفصحى بنصه وأحدث فيه شيئا من التغيير، وأيضا كانت تؤخذ من التراث الشعبي والأدبي، أو استمدت من الأغاني الشعبية، ومنها ما أخذ من ملاحظات طبيعية ومناخية والزراعية والجغرافية، وأخرى من معتقدات قديمة أو ملاحظات دقيقة لإعماق الأنفس البشرية أو التجربة الشخصية، وغيرها أخذ من الصور الكاريكتيرية الساخرة التي أعجب الناس بجماليتها، ومنه من أخذ من التعامل مع ثقافات وشعوب أخرى.

مضمون مثل “كلب حي خير من أسد ميت”:

يتضمن هذا المثل أسلوب المفاضلة، فيفضل الحي على الميت فبالرغم من أن الميت أعلى شاناً من الحي إلا أن وجود الحي يأخذ من الأسد هذه الميزة، فضرب هذا المثل للتمسك بقليل الشأن في حالة غياب الأحسن، فالإنسان المدرك يأخذ بالموجود ويعتمد على المتاح حتى وإن كان ليس كما يريد وإنما حتى يكتفي منه لإتمام مهامه.

قصة مثل “كلب حي خير من أسد ميت”:

حدثت قصة هذا المثل في لندن حيث كانت تقام هناك عروض الحيوانات والسيرك، فبدأت فقرة الأسد وليتمكن الناس من المشاهدة كان يجب أن يدفعوا النقود أو يقوموا بتقديم القطط والكلاب كطعام لتلك الحيوانات، وفي إحدى المرات جاء شخص لمشاهدة العرض وكان معه كلباً وجده هائماً في الشارع، فسمحوا له بالمشاهدة وأخذوا منه الكلب ووضعوه في قفص الأسد ليأكله، فحزن الكلب جداً وقام بضم ذيله إلى جسمه وجلس في زاوية القفص، ينتظر ما سوف يحصل له اقترب الأسد منه وبدأ يشمه فإطمئن الكلب وانبطح على ظهره وأخذ يهز بذيله ورفع رجليه، فقام الأسد بالمسح عل الكلب بيده وتركه وشانه.

فوقف الكلب على رجليه الخلفيتين وأدى تحيته للأسد بنظراته فبادله الأسد نفس النظرات، وأخذ بالنظر يساراً ويميناً ولم يقرب من الكلب للمساس به، فقام الحارس برمي قطعة من اللحم للأسد فأكل الأسد جزءاً منها وترك الباقي منها للكلب ليأكلها، فأصبح الأسد والكلب منذ ذلك الوقت صديقان لا يفترقان يونس كل منهما الأخر ويتقاسمان كل شي من طعام وشراب.

وفي مرة من المرات جاء شخص ما لحضور العرض، فتعرف إلى الكلب الذي كان بالقفص فقد كان صاحبه وفقده في أحد الأيام وبحث عنه ولم يجده، فطلب من صاحب السيرك أن يأخذ كلبه فوافق وأعطاءه إياه، مما أثار غضب الأسد وأخذ يزمجر بصوته فقد حاولوا نزع صديقه منه ولم يتجرأ أي شخص دخول القفص وأخذ الكلب، فتراجع صاحب الكلب عن أخذه.

وبعد ذلك عاش الأسد مع الكلب لمدة عام في نفس القفص بسعادة وهدوء، وذات يوم أصيب الكلب بمرض خطير حتى مات، حينها امتنع الأسد عن الطعام وظل يشتم رائحة الكلب ويحسس عليه بكفه، كما أنه كان يعامله وكأنه حي، فأدرك الأسد أن الكلب قد مات، ولن يسمع صوت نباحه ولن يشاركه في شي بعد الان، وأخذ باللف حول نفسه وكأنه فقد أعز ما لديه، فأخذ يزمجر طوال اليوم، ثم رقد بجانب جثة الكلب؛ فلم يقدر أحد على إخراجها، وقام الأسد يضرب جسمه بذيله حزناً على الصديق الوحيد، فبدأ يزهد الحياة، فخشي عليه صاحب السيرك أن يصير إلى ذات المصير، ففكر بإحظار كلب أخر يحل محل صديقه، فرفض وجود الكلب الجديد وقام باحتضان جثة صديقه الكلب لمدة خمسة أيام وفي اليوم السادس توفي الأسد داخل القفص حزناً على صديقه الكلب.

المصدر: كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - مجلة الكتب العربيةكتاب أمثال ومقولات - حمدي عثمان - 2020كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - الماستركتاب قاموس الأمثال الإنجليزية - محمد عطيه


شارك المقالة: