خلي الأولاد يوكلوا

اقرأ في هذا المقال


ما الأمثال إلّا مقولات ذات مغزىً وتحمل بين طيّاتها العظة والفائدة، والإيجاز من غير حشو أو إطالة هو أهم مميزات الأمثال، مع عمق في المعنى وكثافة في الفكرة، وقد توارثتها الأمم مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل عبارة محكمة البنية بليغة، شائع استعمالها عند طبقات المجتمع كافة، وإذ يلخّص المثل حكاية عناء سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة، فقد حظي عند الناس بثقة تامّة، فصدّقوه ذلك أنّه يُهتدى به في حلّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة من معضلة قديمة، وتلك المعضلة القديمة آلت إلى عبرة لا تُنسى، وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تُغني عن رواية ما جرى هي الأمثال، وفيما يلي بين يدينا مثل عربي مشهور هو: “خلي الأولاد يوكلوا”.

أصل مثل: “خلي الأولاد يوكلوا”

يُعتبر مثل: “خلي الأولاد يوكلوا”، من الأمثال الشّعبيّة السّاخرة، والتي يتداولها النّاس حتى يومنا هذا، وأصله يعود إلى إحدى البلدان العربيّة، إذ إنّه من العادات الطيبة عند العرب، أن يقوم الزّائر بشراء الهدايا، للشّخص الذي يزوره كنوع من أنواع المجاملة، وللمثل حكاية سآتي عليها في بضع سطور.

قصة مثل: “خلي الأولاد يوكلوا”

يُروى أنّ رجلًا جاء كي يزور أخته المتزوجة، وقد كانت تقطن في مكان بعيد، وكان عندها عشرة أولاد، غير أنّ الأخ حين أتى لزيارة أخته، لم يُحضر معه أيّ شيء كمجاملة لها، فأخذ يعتذر لعدم إحضاره هدايا لها وللأولاد، وأخذ يقول، وهو في غاية الإحراج والخجل: والله يا أختي، كنت سأحضر لك سلّة من العنب، وأنا سآتي إليك، فقالت له أخته: ولماذا تكلّف نفسك المشقّة يا أخي، فانتعش الأخ وواصل حديثه.

قال الأخ لأخته: يا أختي الغالية، ليس هذا فقط، وكنت أرغب أن آتيك بسلّة من التّين كذلك، وكنت سأحضر بعض الحلوى والفواكه، وكنت سأحضر بعض الهدايا والألعاب للأولاد معي، فردّت الأخت الطّيّبة مجاملة لأخيها: لا داعي للتّعب والغلبة يا أخي الحبيب، فأجابها الأخ منشرحًا: اسكتي يا أختي، خلي الأولاد يوكلوا، فصارت مقولته مثلًا مشهورًا ساخرًا، تناقله النّاس وتداولوه، إذ إنّه يُعبّر عن المبالغة الوهميّة في الأشياء.

المصدر: الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011 أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2000 حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010 الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000


شارك المقالة: