من صفات الداعية إلى الله في القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال



من صفات الداعية إلى الله في القرآن الكريم :

يكاد بعضهم أن يستهين بوصف ( الداعية) ونسي أنّ سيد الخلق أجمعين هو إمام الدعاة، ووصفه ربه بذلك بقوله تعالى: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَـٰهِدࣰا وَمُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا (٤٥) وَدَاعِیًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجࣰا مُّنِیرࣰا (٤٦)) صدق الله العظيم.

فالدعوة إلى الله شرفٌ عظيم، والداعية إلى الله يمضي في طريق يرفع لواء سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم.

هذا التعظيم اللائق بالدعوة والداعية يوجب علينا إهتماماً أكبر في تأهيل الدعاة، وإكرامهم، والعناية بهم، وهذا التعظيم للدعوة يوجب على الدعاة كذلك – أن يتذكروا دائماً أنّهم دعاة إلى الله تعالى، فيجب أن يكون ذلك كما يُحب الله تعالى، فالدعوة ليست لما يحب الداعية ويهوى، بل لما يحب رب العالمين.

حين أدعو الناس لبعض أحكام الشريعة، وأُغفل في دعوتي ما هو أعظم وأجل عند الله منها، فهل هذه دعوة لما يُحب الله، أو لما يُحب الداعية؟؟!!

وكذلك الدعوة للشيء فرعٌ عن حبه والتعلق به، هكذا هو الإنسان، لا يحب شيئاً ويتلعق به، ويتصف به، إلّا ودعا إليه، ولذلك تجد لكل مذهب وملِّه، دعاة يدعون ويُرغبون، حتى (البُخل) تجد الآمرين به، والداعين إليه  قال تعالى: :﴿ٱلَّذِینَ یَبۡخَلُونَ وَیَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ وَیَكۡتُمُونَ مَاۤ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا﴾  صدق الله العظيم[النساء ٣٧]، جاء في كتب التفسير سبب نزولها: وسبب نزول الآية ما أخرجه ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، بسند صحيح، عن ابن عباس قال: «كان كردم بن زيد حليف كعب بن الأشرف، وأسامة بن حبيب، ونافع بن أبي نافع، وبحري بن عمرو، وحيي بن أخطب، ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجالا من الأنصار يتنصحون لهم فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم فإنّا نخشى عليكم الفقر في ذهابها، ولا تسارعوا في النفقة؛ فإنّكم لا تدركون ما يكون، فأنزل الله تعالى: ﴿الذين يبخلون﴾ إلى قوله سبحانه: ﴿وكان الله بهم عليما﴾ صدق االله العظيم.

كذلك الداعية إلى الله لا ييأس من هداية أحد، أيّاً كان بُعده وفُجوره، عليه الدعوة، وعلى الله الهداية.

خذ مثالاً: سيدنا (موسى عليه السلام) يوم الزينة، حيث التحدي والحشد الهائل؛ حتى يتلقي موسى مع كبار السحرة وأساطيرهم، هو يدعو إلى الله، وهم يدعون إلى فرعون، هو يدافع عن الحق والحقيقة، وهم ينافحون عن الباطل والخرافة، ومخبوءٌ في القدر أنّ أول المؤمنين بموسى عليه السلام، هم ألدّ أعدائه، الطبقة الأسواء في المجتمع، السحرةُ الكفرة قال تعالى عنهم: ﴿إِنَّا نَطۡمَعُ أَن یَغۡفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَـٰیَـٰنَاۤ أَن كُنَّاۤ أَوَّلَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ صدق الله العظيم [الشعراء ٥١].

المصدر: تفسير الشعراوي- الشعراويلعلهم يتفكرون - عبدالله القرشي تفسير ابن كثير - ابن كثير احياء علوم الدين - الغزالي


شارك المقالة: