أهمية وجود قسم للخدمة الاجتماعية في التنظيمات الطبية

اقرأ في هذا المقال


تلعب الخدمة الاجتماعية دوراً مهماً في المجال الطبي، ولهذا وَجَبَ وجود أقسام للخدمة الاجتماعية في كلِّ التنظيمات الطبية الكبيرة منها والصغيرة.

ماذا يعطي البناء التنظيمي الخدمة الاجتماعية

  • هوية مهنية مستقلة.
  • قوة في اتّخاذ القرارات المُتّصلة بسياسة المستشفى.
  • سُلطة التحكُّم في موارد الخدمة الاجتماعية وكيفية التصرف فيها لتحقيق أهداف المستشفى.

رئيس قسم الخدمة الاجتماعية

هناك اتّفاق في الرأي العام على ضرورة تعيين رئيس لقسم الخدمة الاجتماعية مسؤول مباشرة أمام مدير المستشفى، وله صلاحيات رؤساء الأقسام الأخرى ويتولَّى الإشراف على زملائه الاخصائيين الاجتماعيين بالقسم.

وقد أيَّدت وثيقة هامَّة صدرت في عام 1982م عن الاتحاد الأمريكي للمستشفيات موضوعها “أساسيات برامج الخدمة الاجتماعية في المستشفيات” وضرورة إعطاء رئيس قسم الخدمة الاجتماعية الصلاحيات اللازمة للقيام بأعباء وظيفته، ومع تحمُّله المسؤولية عن تخطيط وتنظيم برنامج الخدمة الاجتماعية في المستشفى، وأن يقوم بمتابعة تنفيذ هذا البرنامج بما يتوافق مع السياسة العامة لإدارة المستشفى وبالتعاون مع رؤساء الأقسام الطبية به، وإلى أنه ينبغى أن يكون برنامج الخدمة الاجتماعية جزءاً لايتجزأ من المهام العامة للمستشفى مع توضيح وتحديد العلاقات بينه وبين الأقسام الأخرى في خريطته التنظيمية.

ويُلاحظ أن الأمر قد يتطلَّب في المستشفيات ذات الحجم الكبير تخصيص واحد أو اكثر من الأخصائيين الاجتماعيين للعمل في كل قسم من أقسام المستشفى مثل قسم الأمراض الباطنية أو الجراحة أو الأطفال أو العيادة النفسية، وفي تلك الحالة فإنَّ هؤلاء جميعاً ينبغي أن يكونوا خاضعين من الناحية المهنية لإشراف قسم الخدمة الاجتماعية أيّاً كانت الأقسام أو الوحدات التي يتبعونها.

وترجع أهمية هذا النوع من التنظيم الداخلي للعمل إلى أنه يضمن المحافظة على مستوى الأداء المهني في المستشفى ككل، أمَّا في المستشفيات الجامعية فإنَّ رئيس قسم الخدمة الاجتماعية أو الأخصائي الاجتماعي قد يجد نفسه مسؤولا أمام إدارة المستشفى من جهة وأمام إدارة كلية الطب من جهة أخرى، وهنا فإنَّ من المهم توضيح حدود المسؤولية تجاه كل منهما بأن تكون المسؤولية أمام إدارة المستشفى هي عن تقديم الخدمات المباشرة للمرضى وأمام إدارة الكلية عن الأنشطة التعليمية.

مركزية أنشطة الخدمة الاجتماعية واللامركزية

إنَّ قضية مركزية أنشطة الخدمة الاجتماعية أو لا مركزيتها لا زالت تحتمل أكثر من رأي:

فهناك من يرى أن يكون التنظيم مركزياً: بمعنى وجود جميع الأخصائيين الاجتماعيين في المستشفى تحت سقف واحد حيث يقوم القسم بالإدارة والتوجيه لأداء الأعمال المطلوبة في أقسام المستشفى الأخرى بحسب الحاجة، وحجة أصحاب هذا الرأى أنَّ هذا النوع من التنظيم يضمن توحيد مستوى الخدمة في المستشفى ككل.

أما من يرى أنَّ يكون التنظيم لا مركزياً: بمعنى وجود وحدة إدارية صغيرة فقط في القسم مع التحاق الأخصائيين بالأقسام والأدوار بشكل مستمر، فإنَّ حجتهم في ذلك أنه يُقرّب الأخصائيين الاجتماعيين من مواقع اكتشاف الحالات بشكل مباشر، كما أنّه يزيد من تراكم الخبرة لدى الأخصائيين في التعامل مع أنواع معينه من الحالات، وعموماً فإنَّ القرار المتَّصل بتبنَّى اتجاه المركزية أو اللامركزية ينبغي ألّا يُتَّخذ على أساس فلسفي نظري، وإنّما على أساس واقع المستشفى وظروفه، ومدى توافر أماكن كافية لإجراء المقابلات أو العلاج فيه.

مؤهلات مدير ورئيس قسم الخدمة الاجتماعية في المستشفى

بالنسبة لمؤهلات مدير ورئيس قسم الخدمة الاجتماعية في المستشفى فإنه ينبغي أن يكون حاصلاً على درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية، مع خبرة إدارية ويُفضل أن تكون له خبرة سابقة في العمل في المجال الطبي.

وفي الواقع إنَّ توفُّر مثل هذه المؤهلات والخبرات تساعده على التعامل مع المهام المعقدة والمسؤوليات الإدارية ذات الحساسية التي عادة ما يواجهها من يمارسون الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي، ويساعد المدير عدداً من الأخصائيين الاجتماعيين الحاصلين على درجة الماجستير أيضاً ممَّن يستطيعون بفضل تأهيلهم الجيد أن يتحمَّلوا مسؤولية العمل والممارسة المهنية وِفقاً لأخلاقيات المهنة، وأن يمتلكوا المعارف العلمية والمهارات المناسبة للعمل في هذا المجال.

أمَّا الأخصَّائيُّون الاجتماعيون الحاصلون على درجة البكالوريس في الخدمة الاجتماعية، فإنهم يستطيعون ممارسة العمل في أقسام الخدمة الاجتماعية تحت إشراف مُستمرٍّ من جانب زملائهم الحاصلين على درجات علمية أعلى.


شارك المقالة: