الاحتياجات العامة والخاصة لكبار السن

اقرأ في هذا المقال


تُعَدّ احتياجات كبار السِنّ مُتعدّدة ومتنوعة، وترتبط احتياجاتهم بخصائص المرحلة العمرية والأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها، والتي تجعل لهم طبيعة خاصة، ولكي يؤدّي كبار السِنّ الدور المطلوب منهم والتكيّف مع الأوضاع الاجتماعية الموجودة يجب أن نتفهَّم هذه الاحتياجات ونوفّر سُبل إشباعها.

تعريف الحاجة في علم النفس والاجتماع

يُعرّف علاء النفس والاجتماع الحاجة بأنها: حالة من النقص والافتقار والاضطراب الجسمي أو النفسي، إن لم تَلقَ إشباعاً أثارت لدى الفرد نوعاً من التوتر والضيق لا يلبث أن يزول متى أُشبِعَت الحاجة.

الحاجات العامة لكبار السن

يشترك فيها كبار السِنّ مع غيرهم من الناس مثل:

  • الرعاية الصحيّة وتشمل الغذاء والدَّواء والمسكن الملائم.
  • الرعاية الاجتماعية لمواجهة احتياجات أُسر كبار السِنّ بما في ذلك التأمينات والمُساعدات والمعاشات والخدمات المختلفة.
  • الرعاية الترويحيّة حتى يتمكَّن كبار السِنّ من قضاء وقت فراغهم الطويل بطريقة مُثمرة.

الحاجات الخاصة لكبار السن

ترتبط هذه الاحتياجات بطبيعة مرحلة العمر التي يمرّ بها كبار السِنّ، وتظهر هذه الاحتياجات مع المشاكل المتنوعة التي تتعلّق بالتكيّف الاجتماعي لكبار السِنّ ومن هذه الاحتياجات الحاجة للتَّقبُّل والعطف والشعور بالأهمية والإنتاج والتقدير. ولقد حاول أحد الباحثين أن يُحدّد أهم ما يتمناهُ كبار السِنّ على النحو الآتي:

  • صحة الجسم حتى لا يصبح أسير الفِراش ويحتاج إلى مَن يُعاونه.
  • صحة النفس وتعتمد أساساً على الطمأنينة وراحة البال وعلى تقبُّل حالة التقدّم في السِنّ برضى ودون تذمُّر.
  • حالة من القناعة حيث تساعدهم على أن يتقبَّلوا ما لا يستطيعون تغييرهُ.
  • حالة من اليُسر المادي حيث نجد أنَّ معظم كبار السِنّ يعرفون أنَّ المال لن يصنع لهم السعادة في شيخوختهم، ولن يُعوّض لهم صحتهم أو شبابهم، لكنَّهم ينظرون إليه كوسيلة لتوفير احتياجاتهم الأساسية.
  • الأصدقاء حيث يحتاجهم كبار السِنّ على الرغم من أنه كلَّما تقدَّم بهم العمر فقدوا المزيد من الأصدقاء، وهذا هو القانون المُحزن للحياة.
  • نوع من النشاط حيث يُشعرِهم هذا النشاط بأنهم ما زالوا ذوي قيمةٍ، وبأن هناك أشياء ما زالوا يستطيعون أداءها.
  • علاقات أسرية سعيدة حيث يريدون ألّا يُعاملوا مثل التُّحف الأثرية بل كأشخاص في العائلة لهم أدوارهم.
  • رؤية أبنائهم وأحفادهم وهم يكبرون كاستمرار لهم.
  • أداء أعمال وخدمات للآخرين حيث يُشعرِهم ذلك بالسعادة.

الرعاية المتكاملة لكبار السن: نحو حياة صحية ومستدامة

مع تقدم العمر، تصبح الرعاية المتكاملة لكبار السن أمرًا حيويًا لضمان حياة صحية ومستدامة. يعبر هذا المقال عن أهمية تقديم رعاية شاملة تلبي احتياجات كبار السن بشكل فعّال، مما يسهم في تحسين نوعية حياتهم وتعزيز ازدهارهم.

1. التفهم العميق للاحتياجات الفردية:

الرعاية المتكاملة تبدأ بالتفهم العميق للاحتياجات الفردية لكل شخص. يجب أن يشمل الاستشارات مع المريض وأفراد أسرته لفهم التحديات الصحية والاجتماعية التي قد تواجهها الفرد.

2. الرعاية الطبية الشاملة:

تتضمن الرعاية الصحية لكبار السن فحوصات دورية وإدارة فعّالة للأمراض المزمنة. يجب أن تتمثل هذه الرعاية في التشخيص المبكر والعلاج الفعّال للمشاكل الصحية المحتملة.

3. تشجيع على النشاط البدني:

برامج تمارين خفيفة ومناسبة لكبار السن تعزز صحتهم العامة وتساعد في الحفاظ على قوتهم البدنية ومرونتهم.

4. الدعم العاطفي والاجتماعي:

تقديم الدعم العاطفي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين الحياة النفسية لكبار السن. الفهم والتفاهم يعززان الصلة الاجتماعية ويقللان من الشعور بالعزلة.

5. السكن الملائم:

ضمان أن يكون لدى كبار السن سكنًا يتلاءم مع احتياجاتهم يعزز الراحة ويحد من التحديات المرتبطة بالبيئة المحيطة.

6. التكنولوجيا المساعدة:

استخدام التكنولوجيا المساعدة يمكن أن يساعد كبار السن في تسهيل الحياة اليومية، سواء كان ذلك في التواصل أو إدارة الأدوية.

7. تفعيل الشيخوخة النشطة:

تشجيع كبار السن على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية يساهم في تحسين جودة حياتهم ويعزز شعورهم بالانتماء.

8. إدارة الألم والأمراض المزمنة:

توفير استراتيجيات فعّالة لإدارة الألم والأمراض المزمنة يسهم في تحسين راحة كبار السن ويساعدهم في الحفاظ على استقلاليتهم.

الرعاية المتكاملة لكبار السن تعد جسرًا إلى حياة صحية ومستدامة. يجب أن تكون هذه الرعاية مبنية على الاحترام والتفهم، مع التركيز على التخصيص وتلبية الاحتياجات الفردية. من خلال هذا النهج، يمكننا تعزيز جودة حياة كبار السن وتحقيق شيخوخة تتسم بالرفاهية والسعادة.


شارك المقالة: