البحث المسحي في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


البحث المسحي في التربية الخاصة:

تنطوي بحوث المسح على جميع بيانات لاختبار الفرضيات أو الإجابة عن أسلئة حول آراء الناس في بعض المواضيع أو القضايا، ويعتبر المسح أداة لجمع البيانات التي تصف خصائص مجموعة سكانية محددة على سبيل المثال، وقد يقوم الباحثون بسؤال المدرسين الذين يمتلكون من (١-٣) سنوات من الخبرة سلسلة من الأسئلة في محاولة لجمع معلومات حول جوانب مهنتهم، ويكون عندها المعلمون الجدد الأكثر تحدياً ويمكن استخدام البحث المسح لجمع المعلومات حول المعتقدات والمواقف والسلوكيات والتركيب السكانية.
حيث يمكن أن تجمع في استبيان يتم إرساله بالبريد العادي أو بالبريد الإلكتروني، أو في مقابلة عبر الهاتف أو شخصياً وتتكون الاستطلاعات إما من مسح العينة أو مسح التعداد وفي مسح العينة يحاول الباحث استنتاج معلومات حول المجتمع استناداً إلى عينة ممثلة مأخوذة من هذا المجتمع، وليتم تعميم بيانات مسح العينة على المجتمع بأكملها يجب أن تستجيب العينة للدراسة الاستقصائية بدقة، بحيث تمثل جميع المجموعات الفرعية داخل هذا المجتمع، وأما في مسح التعداد فيحاول الباحثون الحصول على معلومات من كل فرد في المجتمع وتجري مسوحات التعداد عادة عندما يكون عدد أفراد المجتمع صغيراً نسبياً ويمكن الوصول إليه بسهولة.
على الرغم من أن إجراءات البحوث المسحية قد تبدو واضحة إلى حد ما، إلا أن هناك ما هو أكثر بكثير من مجرد طرح الأسئلة وإعطاء الإجابات، فكثيراً ما تعاني دراسات المسح من عدم وجود استجابة من قبل المشاركين العديد من المشاركين المحتملين لا يرجعون الاستبيانات بالبريد ولا يحضرون المقابلات المقررة، وتؤدي هذه العينة المحددة إلى تحريف البيانات وتجعل من الصعب على الباحث التوصل إلى استنتاجات دقيقة من الدراسة وخاصة إذا تصرفت العينة بشكل مختلف عن المجموعة الفرعية من المجتمع مثل النساء، وإذا نظر الباحثون إلى آراء أولئك فقط تعطي استنتاجات خاطئة جداً.
غالباً ما يسعى الباحثون إلى إجراء مسح للمعلومات غير المتوفرة بالفعل وعادة ما يحتاجون إلى تطوير إدارة مناسبة أي مجموعة من الأسئلة وإذا كانت الأداة صحيحة وموثوقة المتوفرة، ويمكن للباحثين بالتأكيد استخدامها ولكن استخدام أداة في متناول الجميع ليست فكرة جيدة لأنه؛ إذا رغب الباحث في الحصول على الإجابات المناسبة عليه أن يسأل الأسئلة المناسبة إضافة إلى ذلك يجب أن يجرى الباحثون مسحاً دقيقاً جداً، وذلك بتحديد أسئلة واضحة لا لبس فيها ونادراً ما يكون لدى الباحث فرصة ليشرح للمشاركين الذين يجيبون عن الاستبيان أي سؤال أو كلمة قد تصعب عليهم وإذا ما وضع الباحثون الأداة، فيجب عليهم تجربتها وتنقيحها حسب الحاجة قبل جمع البيانات البحثية.

أقسام تصاميم البحث المسحي في التربية الخاصة:

تقسم تصاميم الدراسات المسحية إلى مستعرضة وطولية، والفرق الأساسي بين هذين النوعين هو عدد المرات التي يتم فيه المسح، ففي الدراسات المستعرضة يتم المسح مرة واحدة وفي الدراسات الطولية يتم المسح أكثر من مرة مع فترات زمنية طويلة تفصل بين كل دراسة استقصائية.

الدراسات المستعرضة في البحث المسحي في التربية الخاصة:

يتم في هذا النوع جمع البيانات من أفراد معينين وفي وقت محدد وتعتبر التصاميم المستعرضة فعالة بإظهار السلوكيات والمواقف والمعتقدات الحالية لمجموعة من الأفراد، كما توفر البيانات بسرعة بحيث لا يجب الانتظار لسنوات كما هو الحال في كثير من الأحيان في الدراسات الطويلة للقيام بتحليل واستخلاص النتائج، وفي الدراسات المستعرضة يتم المسح مرة واحدة.
وتكون الدراسات المستعرضة غير فعالة في حال هدف الباحث إلى فهم الاتجاهات أو التطور على مر الزمن، وإضافة إلى ذلك فإن جميع البيانات في وقت معين في كثير من الأحيان لا يوفر منظوراً واسعاً بما يكفي لاتخاذ قرارات صائبة حول التغيرات في العمليات والأنظمة بشكل موثوق على سبيل المثال تغيير مناهج الرياضيات في المدرسة.

الدراسات الطولية في البحث المسحي في التربية الخاصة:

في الدراسات الطولية يتم جمع البيانات في فترات زمنية مختلفة ومتعددة لأكثر من مرة، وهي مفيدة لدراسة ديناميات موضوع أو قضية مع مرور الوقت والزمن، وتتطلب الدراسات الطويلة التزاماً من قبل الباحث والمشاركين فهناك بعض الصعوبات والتحديات في تتبع أفراد العينة بمرور الوقت والحفاظ على رغبة أفراد العينة في المشاركة في الدراسة ويعتبر الاستنزاف أي تسرب المشاركين من عينة الدراسة أمراً شائعاً، وفي الدراسات الطولية يتم المسح أكثر من مرة مع فترات زمنية طويلة تفصل بين كل دراسة استقصائية.

المصدر: 1_أبراهيم الزريقات ومحمود القرعان.قضايا معاصرة وتوجهات حديثة في التربية الخاصة.عمان: درا الفكر.2_إسماعيل بدر. مقدمة في التربية الخاصة. الرياض: دار الزهراء.3_فاروق الروسان. سيكولوجية الأطفال غير العاديين. عمان:دار الفكر للطباعة والنشر.4_عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض:دار الزهراء.


شارك المقالة: