التكامل الاقتصادي للأسواق التقليدية في الأنثروبولوجيا الاقتصادية

اقرأ في هذا المقال


يتناول هذا المقال التكامل الاقتصادي للأسواق التقليدية في الأنثروبولوجيا الاقتصادية، السوق كنسق اقتصادي من حيث البناء والوظائف في الأنثروبولوجيا الاقتصادية، الخصائص الاقتصادية المميزة للأسواق التقليدية في الأنثروبولوجيا الاقتصادية، تباين الأسواق التقليدية من منظور الأنثروبولوجيا الاقتصادية.

التكامل الاقتصادي للأسواق التقليدية في الأنثروبولوجيا الاقتصادية:

يظهر التكامل الاقتصادي للأسواق التقليدية في الأنثروبولوجيا الاقتصادية في عمليات التسويق كأحد المبادئ الأساسية المتفق عليها، والتي تتضمنها أعراف السوق. حيث يكفل السوق لكافة تجاره في حدود طبيعة العلاقات بينهم حق الاعتماد على بعضهم البعض، بشكل دائم وطوال ساعات العمل، في الحصول على ما ينقصهم من بعض أنواع البضائع التي يطلبها المستهلك، ولا تكون متوفرة بالمتجر.

وتكشف النتائج عن استمرار العمل بهذا المبدأ حتى الآن، بل هناك تأكيد على أنه أصبح أكثر شيوعاً عن ذي قبل، فقديماً كان يستعاض عن جلب البضائع في بعض الأحيان بإرسال المشتري مع أحد الصبية إلى أحد المتاجر حيث تتوافر السلعة المطلوبة، أو يرسل في طلب السلعة حيث تباع للمشتري داخل نفس المتجر. أما اليوم فإن النمط الأخير هو الأكثر شيوعاً. حيث يتم إحضار السلعة من المتجر الذي تتوافر به، ويتم الحساب بين التجار بعد انتهاء عمليات البيع. وقد أشار الإخباريون إلى أن هذا المبدأ يضمن احتفاظ كل متجر بزبائنه.

وجدير بالإشارة أن هذا التكامل الاقتصادي ينهض على قاعدة من الثقة والأمانة بين العاملين بالسوق. فقد لوحظ في بعض الأسواق كسوق القماش، أن التاجر حين يرسل في طلب نوع محدد من القماش عادة ما يرسل له ثوباً كاملاً، وبعد أن تتم عمليات البيع، يتم إرجاع ما يتبقى من الثوب ويتم الحساب بين التجار بعد إتمام عمليات البيع، وتكون كلمة التاجر بعدد الأمتار التي باعها كلمة ثقة لا محل للشك فيها.

أما فيما يتعلق بالسعر فعادة ما يتم الحساب على السعر المتفق عليه في السوق كحد أدنى، أياً كان السعر الذى بيعت به. إذ أن من القواعد المتفق عليها أيضاً أن سعر البيع هو مهارة من التاجر، ومن ثم فهو أحق بعائدها. أما العائد من هذه العملية فهو الحد الأدنى من الربح المتفق عليه ضمن أسعار السوق، علاوة على استمرار عمليات التكامل بشكل دائم تتبادل فيه جميع الأطراف احتياجاتها من البضائع التي تنقصها.

السوق كنسق اقتصادي من حيث البناء والوظائف في الأنثروبولوجيا الاقتصادية:

تشكل الأسواق التقليدية في الأنثروبولوجيا الاقتصادية في مجموعها نسقاً كلياً، مكون من وحدات أساسية. قد تقلصت وظيفتها الإنتاجية بشكل ملحوظ بينما ازدادت وظيفتها التجارية وهي مجموعة الأسواق التي ما زال الطابع الإنتاجي غالباً عليها.

وتنقسم كل وحدة من هذه الوحدات الأساسية إلى عدة أسواق فرعية، تتسم بدرجة عالية من التكامل والاعتماد الوظيفي المتبادل. هذا بالإضافة إلى علاقات التكامل التي تربط بين الوحدات الأساسية.

وتظهر أبرز صور هذا التكامل في اعتماد بعض هذه الأسواق على البعض الآخر كمصدر للحصول على ما يلزمها من المواد الخام ولوازم الإنتاج.

الخصائص الاقتصادية المميزة للأسواق التقليدية في الأنثروبولوجيا الاقتصادية:

تتميز الأسواق التقليدية من منظور الأنثروبولوجيا الاقتصادية بأنها أسواق إنتاجية، حيث كان بعضها ولا يزال قائماً على إنتاج ما تخصص في عرضه وبيعه من سلع وبضائع، أي أنها ذات وظيفة مزدوجة إنتاجية وتسويقية في آن واحد. ومن أبرز السمات المميزة لعمليات الإنتاج والتبادل التجاري التي تتم داخل هذه الأسواق أنها لا تشكل عناصر منفصلة عن بعضها البعض، بل هي أجزاء متداخلة ومتكاملة.

تشكل في مجموعها نسقاً اقتصادياً. فالورشة وحدة الإنتاج هي ذاتها وحدة التسويق، والصانع المنتج هو نفس القائم بعمليات التبادل التجاري، سواء تمت جملة أو بالقطعة، كما أن السلعة المنتجة هي ذاتها أهم ما يعرض للبيع. وهكذا. ولعل ما تقدم يشكل سمة أساسية من سمات الصناعات الصغيرة بالمجتمع، حيث أشارت دراسة شتاوت لورش الألومنيوم إلى أن الإنتاج السلعي الصغير والتبادل التجاري والورش والأسواق فيما بينها تشكل النسق الاقتصادي.

تباين الأسواق التقليدية من منظور الأنثروبولوجيا الاقتصادية:

تتباين الأسواق التقليدية من منظور الأنثروبولوجيا الاقتصاديةمن جوانب عديدة نذكر أهمها:

1- نوع الحرفة السائدة بكل سوق.

2- نوع البضائع أو السلع المنتجة والمباعة.

3- مدى سيطرة الطابع الإنتاجي أو التسويقي أو الجمع بين كليهما.

رغم هذا التباين كشفت الدراسة عن قدر هائل من التماثل بينها، فيما يتعلق بنظامي الإنتاج والتسويق. ويصل هذا التماثل إلى الحد الذي يجعل في إمكاننا أن نصدر بعض التعميمات حول خصائص هذين النظامين في معظم الأسواق التي غطتها الدراسة الميدانية.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: