التنظيم الاجتماعي للمستوصفات والمسستشفى في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


التنظيم الاجتماعي للمستوصفات المسستشفى في علم الاجتماع الطبي:

أتقن العلماء في أخذهم للمستشفيات وهي تعتبر دار المرضى، وأظهروا عدة أفكار تدور بشأن الإنشاء الاجتماعي للمستوصف، والوظائف المختلفة التي تشرف عليها، والمؤثرات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها، وكيفية ارتباطها بالمجتمع المحلي ونوعية العقبات التي تقف أمامها، وهي أفكار تدخل حديثاً ضمن الأهمية في علم الاجتماع الطبي.

المستوصفات في الحضارة القديمة:

وفي الحقيقة أن المستوصفات في الحضارة القديمة كانت تنقسم إلى نوعين، نوعاً متنقلاً ونوعاً ثابتاً، أما النوع المتنقل فقد كانت تتنقل من مكان إلى آخر حسب احتياج المصابين لها، وكانت تمتاز هذه المستوصفات بالمعدات والأدوات  والأجهزة والأدوية المناسبة، التي يحتاجها الطبيب في معالجة المرضى، فكان ينصبون هذه المستوصفات في الحرب من خلال إنشاء خيمة تتوفرفيها الأدوية لمعالجة المصابين، فهي تعتبر أساساً لازدهار وتشجيع الطب العسكري والمستوصفات المتنقلة.

ثم توسع الخلفاء والملوك من بعد المستوصفات الحربية المتنقلة حتى أصبح المستوصف منها معدّاً ومهيئاً بكافة ما يحتاجه المريض من علاج ومأكل ومشرب، وملابس وأطباء وصيادلة، وكان ينقل من مكان إلى الأمكان التي لم يكن فيها مستوصفات ثابتة، مثلاً بلغ بعض المستوصفات المتنقلة في زمن السلطان محمود السلجوقي مستوصفات كبيرة بحيث يحمل أربعين جملاً.

أما النوع الثاني وهي المستشفيات الثابتة، فهي توجد في المدن والعواصم، ولم تقطع بلدة صغيرة في العالم القديم يومئذ من مستوصفات فأكثر، وفي نفس الوقت ذاته اختلفت المستشفيات، فهناك مستوصفات للقوات المسلحة يقوم عليها أطباء مختصون عدا أطباء الخليفة والأمراء، وهناك مستوصفات للمساجين يذهبون عليها الأطباء في كل يوم، فيعالجون مرضاهم بالأدوية الضرورية واللازمة.

وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك المستوصفات العامة الكثيرة التي كانت تفتح لهم المجال بمعالجة أفراد المجتمع، وكانت تلك المستوصفات تتجزء إلى جزئين أحدهما للرجال وثانيهما للنساء، وفي كل مستوصف صيدلية يطلق عليها خزانة الشراب، فيها أنواع الأشربة والمعالجين النفسية وأصناف الأدوية والعطور المتميزة، كما كان يلحق بكل مستوصف مكتبة مليئة بكتب الطب وغيرها، مما يحتاجه الأطباء والمتدربين، وعلى سبيل المثال كانت مستوصف ابن طولون يمتاز بحتوائه على خزانة كبيرة مليئة بالكتب العلمية التي يحتاجها كل متدرب وأخصائي.

المصدر: فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.


شارك المقالة: