الخليفة المستظهر بالله أحمد بن عبد الله المقتدي

اقرأ في هذا المقال


الخليفة المستظهر بالله أحمد بن عبد الله المقتدي:

هو أبو العباس أحمد بن عبد الله المقتدي بالله، ولد فى شوال من عام (470 هجري)، كان خيّراً فاضلاً، ذكياً، بارعاً، كتب الخط المنسوب، وكانت أيامه ببغداد كأنها أعياد، وكان راغباً في البر والخير، مُسارعاً إلى ذلك، لا يرد سائل، وكان جميل العشرة لا يصغى إلى أقوال الوشاة من الناس، ولا يثق بالمباشرين، وقد ضبط أمور الخلافة جيداً، وأحكمها وعلمها، وكان لديه علم كثير، وله شعر حسن.

ومن العجيب أنه عندما توفي السلطان ألب أرسلان توفي بعده الخليفة القائم، وعندما توفي السلطان ملكشاه توفي بعده المقتدي، وعندما توفي السلطان محمد توفي بعده المستظهر هذا، في سادس عشر ربيع الثاني، وله من العمر إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوم. بويع بالخلافة عند وفاة أبيه وعمره سبع عشرة سنة، وفي أيامه بدأت الحروب الصليبية على المشرق الإسلامي. وتوفي عام (512 هجري).

إمارة المُرابطون والأندلس في عهد الخليفة المُستظهر بالله:

عندما توفي يوسف بن تاشفين عام (500 هجري)، بويع بعده ابنه علي، ولم يكن أكبر إخوته، وكان أبوه قد جعله ولياً للعهد، وأخذ البيعة له في قُرطبة عام (497 هجري)، وأوصاه بالإحسان إلى أهل قرطبة وإلى قبيلة مصمودة ومهادنة بني هود ملوك سرقسطة. نازع علي بن يوسف ابن أخيه يحيى بن أبي بكر بن يوسف صاحب فاس، فسار إليه ففرَّ من وجهه.

تطلع علي إلى القضاء على مقاومة النصارى، وخاصة ألفونس السادس صاحب طليطلة الذي أصبح يغير على أطراف بلاد المسلمين في الأندلس بعد وفاة يوسف بن تاشفين، فولّى علي أخاه تميماً على غرناطة وجعله قائد الجيش المرابطي في الأندلس، وقد استطاع تميم أن ينتصر على النصارى انتصاراً كبيراً في معركة (إقليش)، التي تُعد من أكبر المعارك بعد (الزلاّقة)، وذلك عام (502 هجري).

وقد قتل في (إقليش)، ابن ألفونس السادس قائد جيش النصارى ومعظم من كان معه من الأمراء ونحو عشرة آلاف من جنده، وعندما وصل خبر المعركة إلى علي بن يوسف فرح فرحاً شديداً، وقرّر المسير إلى الأندلس والقضاء على شأفة النصارى فيها، فاجتاز بحر الزقاق عام (503 هجري)، وسار إلى قرطبة، ومنها توجه للجهاد.

واستطاع أن يفتح ثمانية وعشرين حصناً من حصون النصارى من بينها حصن مجريط (وهي اليوم مدينة مدريد)، ثم حاصر طليطلة شهراً كاملاً لكنه لم يتمكن من دخولها. كما سار إلى الجهاد عام (504 هجري)، واستطاع أن يفتح عدة حصون في غرب الأندلس من بينها أشبونه (لشبونة)، كما هزم النصارى هزيمةً منكرة عام (505 هجري)، وأسر عدداً كبيراً، وحصل على غنائم لا تحصى.

غير أن النصارى قد استطاعوا عام (513 هجري)، أن يستولوا على مدينة سرقسطة، وأن يصلوا قلعة أيوب في شرقي بلاد الأندلس التي تُعدّ من أقوى القلاع وأحصنها، وربما كان لسقوط هذه القلعة بيد النصارى أثر على ضعف المُرابطين. وفي عام (514 هجري)،‏ وقعت فتنة بين أهل قرطبة وجند المُرابطين أدت إلى فرار الوالي المرابطي ثم قدوم علي بن يوسف من المغرب واستنكاره لِمَا وقع، وتم الصلح.

إمارة اليمن:

في عام (483 هجري)، عاد جيّاش بن نجاح من الهند إلى زبيد وملكها، واستمر في حكمها حتى عام (498 هجري)، حيث خلفه ابنه فاتك بن جياش حتى عام (503 هجري)، حيث تولى بعده ولده منصور بن فاتك حتى عام (521 هجري). أما الصليحيون فكان أميرهم سبأ بن أحمد بن المظفر الصليحي الذي تزوج أروى بنت أحمد الصليحي، وتوفي سبأ عام (492 هجري).

فبقيت سيدة الموقف أروى وقد خرج عن طاعتها ابن بخيت واليها على جَنَد فوجهت إليه جيشاً قوامه عشرون ألفاً أسره، وجاء به للسيدة أروى مُستغفراً طائعاً، وكان الخليفة العبيدي يطلبه فرفضت تسليمه، ثم إن أعداءه قد عظموا للسيدة أروى خلافها للعبيديين فأرسلته، وأرسلت إلى الخليفة العبيدي تستعطفه في الإحسان إليه. وتوفيت أروى عام (532 هجري)، في مدينة (ذي جبلة).

وفي عدن كان بنو زريع يحكُمونها، وكان في هذه الآونة أبو السعود بن زريع الذي توفي عام (494 هجري)، ومن جهة ثانية كان محمد بن أبي الغارات الذي توفي عام (488 هجري)، فخلفه ابنه علي، وقد حاربه سبأ بن أبي السعود قرابة عامين، واستطاع سبأ أن ينتصر على خصمه، وأن يحكم المنطقة كاملةً، وقلده الخليفة العبيدي بمصر الدعوة لذا لقب بالداعي، وتمكن أن يقتل أبناء عمه أولاد ابن أبي الغارات جميعاً، واستمر سبأ في حُكمه عدن حتى عام (532 هجري).

المصدر: ❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر الجزء الثاني صفحة (238 – 240)❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش


شارك المقالة: