الرعاية طويلة المدى لكبار السن

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الرعاية طويلة المدى للمسنين

يعبر مفهوم الرعاية طويلة المدى للمسنين عن الأنشطة والبرامج التي تقدم لشخص ما تتضمن خدمة أو أكثر من خدمات الرعاية لفترة طويلة وممتدة زمنياً، كما أن هذا النوع من الخدمات يشتهر في المجتمعات الغربية التي تستخدمه بأنه نوع من الرعاية التي لا يُنتظر أن يكون لها مردود استثماري بمعنى أنها لا تتضمن إعادة بناء شخصية الفرد أو قدراته من أجل المستقبل.

وهي تتضمن بذلك مجموعة من الخدمات المواجهة لحاجات العملاء الذين لا تتوفر لديهم الإمكانيات والقدرات لمواجهتها بأنفسهم، وتجدر الإشارة إلى أن ذلك النظام من نظم الرعاية للمسنين والمعوقين والعجزة والمرضى بأمراض مستعصية او مزمنة لا يقابل المعنى المقصود بنظام الرعاية المؤسسية التي يودع بمقتضاها المحتاجين في مؤسسات مجهزة لتقديم الرعاية طويلة المدى وقد قصدنا من الإشارة إلى أنه قد يوجد أفراد مسنين يحصلون على خدمات الرعاية طويلة المدى وهم في منازلهم أو مع أسرهم أو لدى بعض الأقارب في المجتمع.

تعريف متلقي الرعاية الطويلة من كبار السن

يُعَرَّف متلقي الرعاية طويلة المدى بأنه الشخص ذكراً كان أو أنثى الذي وصل إلى حالة من المرض أو الانهيار المفاجىء أو التدريجي في أداء الوظائف السلوكية والإنسانية ممّا يتطلب تزويده بخدمات البرامج الطويلة المدى لفترة ممتدة زمنياً وهذه الخدمات قد تركز على الوقاية أو اعادة التأهيل أو العلاج لكثير من أنواع الخلل الذي قد يصيب الفرد وتستهدف زيادة الاستمتاع بفرص الحياة المتاحة أمام الفرد.

وهي بذلك تعمل على توفير أنشطة الحياة اليومية وتطوير وتحسين الصحة النفسية ومستوى المعيشة للشخص، وتشتمل خدمات الرعاية طويلة المدى على مجموعة مركبة من البرامج ومنها البرامج الطبية المتكاملة لمواجهة الخلل الصحي الجسمي والعقلي وتوفير الوجبات الغذائية اليومية والحصول على مسكن مناسب للحالة الصحية وتوفير الإشراف المهني المناسب لظروف حالة مُستحقي الخدمة.

وعلى ذلك فالأشخاص المُستحقين لهذا النظام من نظم الرعاية قد يكونون بحاجة إلى الرعاية الشاملة. أو قد يكونون بحاجة لنوع من المساعدة الخاصة في مواجهة حاجات ومطالب الحياة اليومية التي لا يستطيعون توفيرها معتمدين على انفسهم. وبحسب الدراسات هناك تزايد في أعداد كبار السن المحتاجون لمثل هذه الرعاية ولذلك لا بد من ضرورة التوسع في توفير هذا النوع من الخدمات.

رعاية طويلة المدى لكبار السن: تحديات وحلول في مسار الشيخوخة

مع زيادة متوقعة في نسبة كبار السن في مجتمعاتنا، يأتي تحدي تقديم رعاية طويلة المدى لهم. تعتبر الرعاية طويلة المدى جزءًا أساسيًا في دعم حياة كبار السن، خاصةً مع تزايد حالات الأمراض المزمنة وتحولات في الهياكل الاجتماعية. في هذا السياق، يتعين علينا فهم التحديات والحلول المرتبطة بتقديم الرعاية الطويلة لكبار السن.

تحديات الرعاية طويلة المدى لكبار السن

تزايد الحاجة: مع تقدم كبار السن في العمر، يزيد احتمال الاعتماد على الآخرين لتلبية الحاجات اليومية، وهو ما يتطلب توفير رعاية متخصصة ومتكاملة.

تكلفة الرعاية: قد تكون تكلفة الرعاية طويلة المدى باهظة، خاصةً في حال توفير الخدمات المتقدمة أو الإقامة في مراكز رعاية مخصصة.

نقص المقدمين: يواجه العديد من المجتمعات نقصًا في عدد المقدمين لخدمات الرعاية، مما يزيد من الضغط على النظام الصحي والاجتماعي.

الاعتماد على الأسرة: قد يضطر الكثيرون من كبار السن إلى الاعتماد على أفراد أسرهم لتلبية احتياجاتهم اليومية، وهو ما قد يؤدي إلى ضغوط كبيرة على الأسر وتحديات نفسية.

حلول تحديات الرعاية طويلة المدى لكبار السن

تعزيز الرعاية في المجتمع: يتعين تعزيز البرامج التي تسمح لكبار السن بالبقاء في مجتمعهم وتقديم الخدمات التي تساعدهم في تحقيق ذلك، مثل خدمات النقل والتسوق.

تطوير برامج التأمين الطويلة: يمكن أن تلعب برامج التأمين الطويلة دورًا هامًا في توفير تغطية للرعاية الطويلة، مما يساعد على تقليل الأعباء المالية على الأفراد والعائلات.

تعزيز التكنولوجيا: يمكن أن تسهم التكنولوجيا في تقديم الرعاية عن بُعد، مما يتيح للمسنين الاستفادة من الخدمات الصحية والاجتماعية دون الحاجة إلى التنقل الكبير.

تطوير مراكز الرعاية: يجب تطوير مراكز رعاية متخصصة تقدم خدمات مخصصة ورعاية طبية متقدمة لتلبية احتياجات كبار السن.

التركيز على التدريب والتوعية: يُعَدُّ التركيز على التدريب لمقدمي الرعاية وتوعية الجمهور بأهمية الرعاية لكبار السن أساسيًا لتحسين جودة الخدمات وتشجيع المشاركة المجتمعية.

يتطلب توفير رعاية طويلة المدى لكبار السن استراتيجيات شاملة وتعاونًا مشتركًا بين الحكومة والمؤسسات الصحية والأسر والمجتمع. من خلال التفكير المبتكر والاستثمار في الرعاية المستدامة، يمكن تحسين جودة حياة كبار السن وضمان رعايتهم الكاملة والملائمة.


شارك المقالة: