الصعوبات والمعوقات التي تواجه عمل الأخصائي الاجتماعي الطبي

اقرأ في هذا المقال


مسؤوليات الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي

يقوم الأخصائي الاجتماعي بمسؤولياته في المجال الطبي، وقد تكون مهمته سهلة وميسرة، وقد تكون صعبة معقَّدة إلَّا أنَّ الأدوار المهنية ليست سهلة وميسرة على الدوام، ونحن نتعامل مع عناصر مجتمعية واسعة، ونتعامل أيضاً مع نفس بشرية شديدة التعقيد والتقلُّب والتغيُّر، وكذلك نتعامل مع عناصر مجتمعية واسعة الاختلاف، فتكون أحياناً متعارضة ومتقاربة مع الأهداف والوسائل.
ومما يزيد الأمر تعقيداً أن تكون إدارة المستشفى نفسها أو الأطباء والمرضى غير مدركين لطبيعة دور الأخصائي الاجتماعي وأهميته، وقد يزيد الأمر حدَّة حينما يكون الأخصائي الاجتماعي ذاتهُ يواجه الصعوبة بعينها كضعف المؤهلات العلمية والإعداد المهني، أو أنه لم يكن بالكيفية المطلوبة لتحقيق أهداف الخدمة الاجتماعية الطبية.

تحديات عمل الأخصائي الاجتماعي الطبي

تنقسم المعوقات إلى ثلاثة أقسام:

أولاً: معوقات ترجع إلى طبيعة المشكلات الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالمرض من حيث:

أ- مدى إدراك المريض لطبيعة المرض حيث توجد فروق فردية في إدراك المرض لاحتياجات النظام الغذائي للمرض مثل مرض السكري.
ب. طبيعة المخاوف المرتبطة بالمرض حيث إنَّ هناك مرضى شديدي الحساسية وشديدي المخاوف فيزداد تأثرهم بشكل دائم، ويرفضون الخروج من دائرة الحزن التي يتطلَّب الأخصائي الاجتماعي أن يخرجهم منها.
ج. المشكلات المالية المصاحبة للمرض حيث إنَّ الأمراض يمكن أن تستنزف كل الميزانية.

ثانياً: معوقات ترجع للأخصائي الاجتماعي نفسه:

أ- قد تتحوَّل المشاعر السالبة نحو العلاج الحكومي إلى مشاعر عداء للأخصائي الاجتماعي، نظراً لنقص الإمكانيات الحكومية.

ب- قد يكون الأخصائي الاجتماعي قليل الخبرة جديد بالعمل فيؤثّر ذلك سلباً على أدائه.

ج. كثرة الحالات المرضية وضغط العمل قد يسبب إعاقة في الإدراك المهني السليم للأخصائي.

ثالثاً: معوقات ترجع إلى إدارة المستشفى بقسم الخدمة الاجتماعية:

أ. قد تجهل إدارة المستشفى كثير من مهام ومسؤوليات الأخصائي الاجتماعي ومن ثم لا يتمّ التعامل معه بصورة مناسبة.

ب. عدم توفير الميزانية المطلوبة من قبل إدارة المستشفى ممَّا يعيق الأخصائي الاجتماعي عن القيام بدوره المهني.
ج. قد لا توفّر الخدمة الاجتماعية الطبية المكان المناسب لقسم الخدمة الاجتماعية.

د. شكوى بعض العاملين في إدارة المستشفى أن الأخصائي الاجتماعي يتدخَّل في أعمالهم لذا لا يتعاونون معه وأن هذه الإدارات ما زالت لديها فكرة خاطئة في أنَّ الأخصائي الاجتماعي هو موجودٌ لمنح المساعدات ودراسة الحالات الاقتصادية.

رابعاً: الصعوبات التي يواجهها الأخصائيون الاجتماعيون في المؤسسات الطبية

والتي ترجع للمؤسسات الطبية نفسها من حيث قصور نظرتها تجاه عمل الأخصائي الاجتماعي والدور الذي يقوم به ضمن الفريق الطبي، وقد لا تعترف الإدارة بقيمة جهود نسق الخدمة الاجتماعية، كما أن بعض الأطباء لا يعتقدون بأهمية العوامل النفسية والاجتماعية في العلاج.

تقديم الرعاية وتجاوز العقبات للأخصائي الاجتماعي الطبي

تعدّ مهنة الأخصائي الاجتماعي الطبي واحدةً من الوظائف الحيوية في ميدان الرعاية الصحية، إذ يقدم الدعم الاجتماعي الضروري للمرضى وأسرهم. ومع ذلك، يواجه هؤلاء الأخصائيين تحديات ومعوقات تجعل مهمتهم أحياناً أكثر تعقيدًا واستدعاءً للإبداع والمرونة.

1. ضغط العمل والأعباء النفسية: يتعرض الأخصائي الاجتماعي الطبي لضغط العمل الشديد نتيجة للحاجة المتزايدة إلى خدماته في الوحدات الطبية. يجد نفسه يتعامل مع أعباء نفسية كبيرة لدعم المرضى في مواجهة التحديات الصحية.

2. نقص الموارد المالية: تواجه الوحدات الصحية نقصًا في الموارد المالية، مما يؤثر على قدرة الأخصائي الاجتماعي على تقديم الخدمات بشكل فعّال. يمكن أن يحد هذا النقص من نطاق البرامج والمشاريع الاجتماعية المقدمة.

3. تحديات التواصل والتنسيق: يحتاج الأخصائي الاجتماعي إلى التنسيق مع فرق طبية متعددة والتفاعل مع مختلف الأطراف، مما قد يؤدي إلى صعوبات في التواصل والتنسيق، خاصةً في بيئات صحية معقدة.

4. التحديات الثقافية واللغوية: تتطلب العمل في بيئة صحية متنوعة التعامل مع تحديات ثقافية ولغوية. قد يكون من الصعب فهم احتياجات المرضى الذين يأتون من خلفيات ثقافية متنوعة، مما يتطلب مهارات إضافية في التفاعل الثقافي.

5. ضغط الوقت: يتعرض الأخصائي الاجتماعي لضغط الوقت نتيجة لحاجة المرضى إلى دعم فوري وخدمات اجتماعية فعّالة. يجب عليه إدارة وقته بشكل فعّال لتلبية الاحتياجات الملحة للمرضى.

6. التغييرات في السياسات الصحية: يتأثر الأخصائي الاجتماعي بالتغييرات في السياسات الصحية واللوائح، مما قد يؤدي إلى تحديات إدارية وتغييرات في هيكل الخدمات الاجتماعية.

7. التحديات التكنولوجية: مع تقدم التكنولوجيا، يتعين على الأخصائي الاجتماعي التكيف مع التحديات التكنولوجية والتفاعل مع الأنظمة الإلكترونية لإدارة الملفات وتقديم الخدمات.

يظهر عمل الأخصائي الاجتماعي الطبي كرحلة معقدة تتطلب التحلي بالقوة والمرونة. رغم هذه التحديات، يظل الأخصائي الاجتماعي الطبي سفيرًا للرعاية الشاملة، يعبر عن التفاني والالتزام في تقديم الدعم للأفراد والمجتمعات في أوقات الحاجة.


شارك المقالة: