تصنيف بيانات التقويم في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تصنيف البيانات التي تتعلق بتقويم الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تكون من خلال الملاحظة لقياس سلوك الفرد أو من خلال الاختبارات.

تصنيف بيانات التقويم في التربية الخاصة

نستطيع تصنيف بيانات التقويم بعدة طرق، فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون البيانات وصفية نوعية أثناء القيام بتحديد انتماء الشخص لنوع أو فئة أو لعرق، أو أثناء وصف أدائه أو أثناء وصف سلوكه، مثل أن نصف بأنه عدواني أو أن نصف أنه أنطوائي أو عصبي المزاج، وتستطيع أن تكون بيانات التقويم بيانات كمية، تأخذ قيمة عددية أو ممكن أن تكون درجات أو تكون علامات؛ بسبب تطبيق اختبارات أو طرق ملاحظة مختلفة.

وأيضاً نستطيع تصنيف بيانات التقويم بناءً على نوع الاستجابة أو على الأداء المتوقع من الفرد المفحوص، مثل أن تكون الاستجابة المتوقعة كلاماً مكتوباً أو أن تكون محكياً، فهي لفظية أو تكون الاستجابة حركة في أعضاء الحركة، فيمكن أن توصف بأنها أدائية ويفترض في المقوم أن يقوم بتحديد نوع الاستجابة المتوقعة وطريقة وصفها؟ هل ستكون الاستجابة استجابة لفظية أو استجابة حركية عند تقويم فرد معوق سمعياً أو فرد معوق بصرياً أو فرد معوق عقلياً، وإلى أي نسبة يمكن أن نحصل على تقديرات كمية للاستجابة أو تقديرات عددية للاستجابة.

ويمكن أن يكون التصنيف الأكثر انتشاراً لبيانات التقويم هو التصنيف الذي يعتمد على طريقة جمع البيانات، وهل ممكن أن يكون بالملاحظة أم أن يكون بتطبيق اختبارات أم أن يكون بالاعتماد على تقديرات وأحكام أفراد مشاهدين أو أفراد مختصين أو أفراد خبراء؟ يحتاج المقوم في أغلب الحالات أن يعتمد على كل الطرق المتاحة له أثناء القيام بجمع البيانات إذا كان يتوخى أن يكون تقويمه أو أن تكون شمولية أو تكاملية.

وفي أغلب الأحيان لا يتيسر للفرد المقوم الوقت ولا تتوفر الكفاية ولا حتى الخبرة حتى يتم القيام بجمع أنواع عديدة من البيانات، فلا بد له من أن يعتمد على أفراد آخرين من الأشخاص ذوي الخبرة وذوي الكفاءة، على سبيل المثال إذا كان السلوك المستهدف بعملية التقويم يقع خارج نطاق المدرسة، فعلى الفرد المقوم أن يأخذ مشاهدات ويأخذ أحكام من يتيسر لهم ملاحظة الحالة أحد أبناء الأسرة.

1- يمكن باستخدام أسلوب الملاحظة الحصول على بيانات فيها درجة معقولة من الدقة

كما نستطيع التحقق من صحة البيانات والتحقق من ملاحظة الظروف، وكذلك من المواقف الخاصة التي وقعت فيها تصنف الملاحظة بصورة عامة إلى نوعين مفتوحة غير مقننة أو غير منتظمة أو غير مقيدة، ومقيده أو منتظمة أو مقننة في النوع الأول يعني الملاحظة المفتوحة، يقوم الملاحظ بمتابعة شخص في بيئته الطبيعية ويسجل ملاحظات عن جوانب في تصرفاته أو في مظاهر في شخصيته يقدر أن لها دلالات خاصة في القيام بتشخيص الحالة.

ويتم وصف نتائج الملاحظة تلك بالذاتية؛ وذلك لأنها تعتمد على ذاتية الملاحظ أو تعتمد على تقديراته الخاصة، أما فيما يخص الملاحظة المقيدة أو المنتظمة، فيحاول الفرد الملاحظ فيها أن يلاحظ سلوكات محددة يقوم بتحددها ويقوم بتعريفها مسبقاً، ومن ثم يعمل على ملاحظة مواصفاتها أو معدل تكرارها أو شدتها أو فترات كمونها أو زمن استمرارها.

هنا يقتصر الفرد الملاحظ على مراقبة سلوكات محددة دون غيرها، أي أنه يفضل سلوكات أو يفضل مظاهر أخرى غير مستهدفة في خطته، من الصعوبات التي يواجهها الفرد المقوم الذي يستعمل طريقة الملاحظة، سواء كانت منتظمة أم كانت غير منتظمة، أن كلفتها من الوقت أو كلفتها في الجهد كبيرة، ومن جانب آخر فإن وجود الفرد الملاحظ في الموقف يشكل عنصر غريب قد يحصل تغييراً في طبيعة الموقف، وقد لا يتيح له الفرصة نقية حتى يتبين السلوك المعتاد أمام الفرد الملاحظ.

2- الاختبارات وسيلة التقويم الأكثر شيوعا

وهذه تؤلف مواقف استثارة محددة البناء، فالاختبار يتألف من عدد معين ومسبق من الأسئلة، أو من المثيرات أو من المهمات التي تحتاج إلى استجابات معينة من كل شخص على حد سواء، وبما أن قام بتطبيق الاختبار يستدعي من كل شخص نفس السلوك، ويقوم بتطبيق نفس القواعد ونفس الإجراءات  المقررة سابقاً على كل المفحوصين، يصبح من المتيسر جداً مقارنة الأشخاص الذين يطبق عليهم نفس الاختبار ببعضهم بعضاً، من دون النظر على الفرد الذي يقوم بالتطبيق، إذاً هناك محاولة لضبط كل العوامل الدخيلة.

ونستطيع أن نحصل من خلال تطبيق الاختبارات على بيانات كمية؛ وذلك على شكل تقديرات عددية تعبر عنها العلامات أو الدرجات التي يحصل عليها كل فرد مفحوص في الاختبار، ومن الأمثلة على ذلك كانت علامة فرد في اختبار 75، وكانت علامة فرد آخر مقارنة مع أفراد صفه 66، وحقق أحدهم معامل ذكاء (110) في مقياس وكسلر لذكاء الأطفال.

3- يمكن أن تعطينا الاختبارات دلالات نوعية

تشمل ملاحظات غير منتظمة عن سلوك المفحوص أثناء الاختبار وتساعد الفرد الفاحص في استيعاب وتفسير جزء من الجوانب التي لا تعبر عنها القيمة الرقمية للعلامة، مثل أن نلاحظ أن فرداً في أحد الصفوف الابتدائية الدنيا إذ قام بحل صحيح لتمارين الجمع ولتمارين الطرح  في اختبار الحساب بدون التمارين المعتمدة على الاستقراض في عملية الطرح.

4- الأحكام والتقديرات التي يمكن الحصول عليها من خبراء ومتخصصين

أو من أفراد موثوق بهم ممن أعطي لهم فرص معرفة الأشخاص المستفيدين بعملية التقويم، ومن الأمثلة على أحكام أفراد خبراء بتشخيص حالات تم القيام باحالتها إلى فرد خبير قياسات سمعية، أو إلى أخصائي طب عيون أو الى معلم اللغة وغيرها، كذلك فإن الأحكام والتوصيات التي يقوم بتقديمها مدرس التربية الخاصة أو يقدمها المرشد أو يقدمها المختص النفسي، لها ضرورة خاصة في عملية تشخيص بعض الحالات.

هناك أحكام وتقديرات تركز على ألفة المقدر أو تركز على الحكم بالفرد أو الحكم بسلوك الأشخاص المستهدفين بعملية التقويم،  فالمدرسين يمكن أن يعطوا أحكامهم عن درجة التحصيل الدراسي لأفرادهم، وربما من نماذج من السلوك الصفي التي يصفون بها جزء من الأفراد لكن الأمر هنا أمر مختلف تماماً أثناء إحالة فرد إلى مختص نفسي؛ بهدف الحصول على تشخيص شخص متخصص.

أن الأحكام التي يركن عليها في عملية التقويم أو عملية التشخيص، هي تلك التي يؤتمن فيها أفراد من ذوي الخبرة، عرفت عنهم نزاهتهم وكذلك موضوعيتهم، أما الأحكام التي تنتج عن أفراد غير موضوعيين، لا يمتلكون الخبرة ولا المعرفة المتخصصة، فهي أحكام مضللة ويمكن أن تسبب الى تقييم خطأ أو إلى قرارات خطأ.

ويرى أغلب العلماء أن البيانات التي تجمع في الوقت الحالي، ممكن أن لا تكون كافية لإعطاء صورة شاملة عن المشكلة المستهدفة بالتقويم، إذ أن أصولها تعود إلى الماضي في مرحلة محددة في تاريخ الحالة، فيحتاج الفرد المقوم أن يرجع الى سجلات سابقة أو إلى أن يرجع إلى معلومات يتذكرها أفراد لهم علاقة وثيقة بالحالة.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- تيسير صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع. الأردن. 3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة. 4- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة.


شارك المقالة: