خلاصة الدولة العثمانيّة في بدايتها

اقرأ في هذا المقال



الإمبراطوريّة العثمانيّة، هي الإمبراطوريّة الإسلاميّة التي أُنشئت من قبل القبائل التركيّة في الأناضول (آسيا الصغرى) والتي قد نمت لتصبح واحدة من أقوى الدول والإمبراطوريّات في العالم خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر.

امتدت الفترة العثمانيّة لأكثر من (600) عام ولم تنته إلّا في عام (1922)، عندما تمّ استبدالها بالجمهوريّة التركيّة ومُختلف الدول في جنوب شرق أوروبا، والشرق الأوسط.

شملت الإمبراطوريّة معظم جنوب شرق أوروبا إلى أبواب فيينا، بما في ذلك المجر الحاليّة ومنطقة البلقان واليونان وأجزاء من أوكرانيا، وأجزاء من الشرق الأوسط يحتلها الآن العراق وسوريا وإسرائيل ومصر، وشمال أفريقيا حتى أقصى غرب الجزائر، وأجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربيّة.

متى بدأ التوسع العثماني؟


المصطلح العثماني هو تسمية سلالة مُشتقة من عثمان الأول (بالعربي: عثمان)، رئيس التركمان الرُّحل الذي أسّس كل من السلالة والإمبراطوريّة حوالي عام (1300).


الدولة العثمانية إلى (1481) هو عصر التوسع تميزت الفترة الأولى من التاريخ العثماني بالتوسع الإقليمي شبه المُستمر، حيث انتشرت السيادة العثمانيّة من إمارة شمال غرب الأناضول الصغيرة لتغطية معظم جنوب شرق أوروبا والأناضول.


أصول وتوسع الدولة العثمانية ، (1300-1402) في المراحل الأولى من توسعهم، كان العثمانيون قادة المحاربين الأتراك من أجل إيمان الإسلام، والمعروفين باللقب الشرفي غازي (العربية: “رايدر”) الذين قاتلوا ضد الدولة المسيحيّة البيزنطيّة المتقلصة.

كان أسلاف عثمان الأول، مؤسّس السلالة، أعضاء من قبيلة كايي الذين دخلوا الأناضول مع كتلة من البدو التركمان الأوغوز هؤلاء البدو، الذين هاجروا من آسيا الوسطى، وقد أسّسوا لأنفسهم سلالة سلجوقيّة في إيران وبلاد ما بين النهرين في مُنتصف القرن الحادي عشر، وطغت على بيزنطة بعد معركة ملادذكر (1071) ، واحتلت شرق ووسط الأناضول خلال القرن الثاني عشر.

قاتل الغازيون ضد البيزنطيين ثم المغول، الذين غزوا الأناضول بعد إنشاء إمبراطوريّة الخانيد (Ilhanid) في إيران وبلاد الرافدين في النصف الأخير من القرن الثالث عشر مع تفكك السلطة السلجوقيّة واستبدالها بالسيطرة المغولية، التي فرضها الاحتلال العسكري المباشر على جزء كبير من شرق الأناضول، ظهرت إمارات تركمانيّة مُستقلة – واحدة منها بقيادة عثمان – في ما تبقى من الأناضول.


عثمان وأورخان بعد هزيمة المغول النهائيّة للسلاجقة في عام (1293)، ظهر عثمان كأمير (باي) لإمارة الحدود التي استولت على البيزنطيّة البيثنيّة في شمال غرب الأناضول حول بورصة، وقادت الغازية ضد البيزنطيّين في تلك المنطقة.

محاصرة في الشرق من قبل الإمارة التركمانيّة الأكثر قوة في جرميان، وركز عثمان وخلفاؤه المباشرون هجماتهم على الأراضي البيزنطيّة المطلة على مضيق البوسفور وبحر مرمرة إلى الغرب.

اجتذب العثمانيّون، الذين تركوا المنافسين المسلمين الرئيسيين للبيزنطة، جماهير من الرحل والعاطلين عن العمل في المناطق الحضرية الذين كانوا يتجولون في الشرق الأوسط بحثًا عن سبل لكسب رزقهم ويسعون إلى تحقيق رغبتهم الدينيّة في توسيع أراضي الإسلام.

كان العثمانيّون قادرين على الاستفادة من انحلال نظام الدفاع عن الحدود البيزنطيّة وصعود السخط الاقتصادي والديني والاجتماعي في الإمبراطوريّة البيزنطيّة، وبداية تحت حكم عثمان واستمر في عهد خلفائه أورهان (أورخان ، حكم 1324-1360) واستولى مراد الأول (1360–1389) على الأراضي البيزنطيّة أولاً في غرب الأناضول ثمّ في جنوب شرق أوروبا.

فقط تحت حكم بايزيد الأول (1389-1402) تمّ استخدام الثروة والقوة المكتسبة من هذا التوسع الأولي لاستيعاب إمارات الأناضول التركيّة في الشرق وبحلول عام (1300) حكم عثمان منطقة في الأناضول تمتد من إسكي شهير (دوريوم) إلى سهول إزنيق (نيقية)، بعد أنّ هزم العديد من الجهود البيزنطيّة المنظمة لكبح توسعه.

المحاولات البيزنطيّة لتأمين دعم الخانيد ضد العثمانيّين من الشرق باءت بالفشل، واستخدام الإمبراطور البيزنطي لقوات المرتزقة من أوروبا الغربية تسبب في المزيد من الأضرار لمنطقته أكثر من الأتراك.

ومع ذلك، افتقر العثمانيون إلى معدات الحصار الفعّالة، ولم يتمكنوا من الاستيلاء على المدن الرئيسية في بيثينيا ولا يُمكنهم التحرك ضد جيرانهم التركمان الأقوياء بشكل مُتزايد، سلالات أيدين وكاراسي، التي استولت على الأراضي البيزنطيّة في جنوب غرب الأناضول.


بدأ أورهان السياسة العسكريّة، التي وسعها خلفاؤه، بتوظيف قوات المرتزقة المسيحيين، ممّا قلل من اعتماده على البدو سرعان ما تمكن أورهان من الاستيلاء على المدن البيزنطيّة المُتبقيّة في شمال غرب الأناضول: إزنيق (1331) وإزميت (1337) وأوسكودار (1338).

بعدها تحرك ضد جيرانه التركمان الرئيسيين في الجنوب استفاد أورخان من النزاعات الداخليّة، وضم كاراسي في عام (1345) وسيطر على المنطقة الواقعة بين خليج إدرميت وكابيدازي (سيزيكوس)، ووصل إلى بحر مرمرة.

وهكذا وضع نفسه في وضع يسمح له من أجل إنهاء الاحتكار المُربح الذي كانت تتمتع به مدينة أيدين، وقد كان توفير قوات المرتزقة من أجل الفصائل البيزنطيّة المُتنافسة في تراقيا بالإضافة إلى العاصمة البيزنطيّة القسطنطينيّة (اسطنبول الحالية).

كما مكّن التوسع العثمانيّين من استبدال أيدين كحليف رئيسي للإمبراطور البيزنطي جون السادس كانتاكوزينوس، أعطى دخول القوات العثمانيّة اللاحق إلى أوروبا فرصة مُباشرة لرؤية إمكانيات الفتح التي قدمها الانحطاط البيزنطي.

إن سقوط أيدين بعد وفاة حاكمها أومور بك، جعل العثمانيين وحدهم قادة للغزو ضد البيزنطيين ساعد أورهان كانتاكوزينوس على التربع على عرش بيزنطة من جون الخامس باليولوجوس وكجائزة حصلت على الحق في تدمير ثراس وتزوج ابنة الإمبراطور ثيودورا.

بدأت أحزاب الإغارة العثمانيّة في التحرك بانتظام عبر جاليبولي إلى تراقيا عززت كميات هائلة من الغنائم التي تمّ الاستيلاء عليها من قبل القوة العثمانيّة، وجذبت الآلاف من الجماهير التركمانيّة المهاجرة في الأناضول إلى الخدمة العثمانيّة.

بدءًا من عام (1354)، قام ابن أورهان سليمان بتحويل غاليبولي، شبه جزيرة على الجانب الأوروبي من الدردنيل، إلى قاعدة دائمة للتوسع في أوروبا ورفض المغادرة، على الرّغم من احتجاجات كانتاكوزينوس وغيرها.

من عصابات Gallipoli Süleyman انتقلت من نهر ماريتسا إلى جنوب شرق أوروبا، مداهمة بقدر Adrianople وتمكن من السيطرة على كانتاكوزينوس التي خرجت من السلطة جزئياً على الأقل بسبب تعاونه مع الأتراك، وبدأت أوروبا تدرك مدى الخطر التركي.


شارك المقالة: