دور الأسرة في رعاية كبار السن

اقرأ في هذا المقال


رعاية كبار السن عن طريق أسرهم

يمكن القول بصفة عامّة أنَّ رعاية كبار السن عن طريق أسرهم لا يعتبر مدخلاً مُنظّماً أو مؤسَّسياً مُعاصراً ولكنَّه أحد الوظائف التقليدية للأسرة في رعاية أفرادها سواء كانوا صِغاراً أم بالغين أم كبار السِّن.
تعد الأسرة من أهم المؤسسات التي تلعب دورًا حيويًا في رعاية ودعم كبار السن. يتوجب على أفراد الأسرة فهم أهمية دورهم وكيفية تلبية احتياجات كبار السن لضمان حياة مستدامة وجودة رفاهية عالية.

ماذا نقصد بالرعاية داخل الأسرة لكبار السن

يُقصد بالرِّعاية داخل الأسرة أو عن طريقها تحمّل عضو أو أكثر من أعضاء الأسرة مسؤولياتهم تِجاه رعاية الآباء والأمهات المُسنين أو أيِّ فرد آخر ينتمي إلى الأسرة كالأشقَّاء أو زوجاتهم وغيرهم.

أهمية رعاية كبار السن عن طريق الأسرة

تبدو أهمية رعاية كبار السن عن طريق أسرهم عندما نضع في الاعتبار الخصوصية المتميزة لكل حالة من حالات كبار السن وصعوبة الوصول إلى برامج عامّة ذات طبيعة موحَّدة لمواجهة حاجات الأفراد من كبار السن، ممّا يُلقي أعباءً على برامج أفراد هذه الفئة في بيئتهم الطبيعية وبدون عَزلهم عن الحياة الاجتماعية في المجتمع متى توافرت الظروف الملائمة لذلك.

كذلك تبدو أهمية رعاية كبار السن في الأسرة من ملاحَظة الآثار السلبية التي تنعكس على كبار السِّن عند نقلهم أو إجبارهم على مغادرة الحياة الأسرية إلى حياةٍ مختلفة في مؤسَّسة لكبار السن أو بيئة مُغايرة عن تلك البيئة التي ألِفوها وعاشوا فيها خصوصاً إذا كانت ظروف البيئة الجديدة لا تتناسب مع الأوضاع التي وصلوا إليها، وحيث يفقد كبير السن في هذه النَقلة الجديدة الشعور بالأمن الذي يستمدُّه من الحياة في كَنَفِ أسرته، الأمر الذي يترتب عليه الإحساس المتزايد بالعجز والمرض والذُّعر والهلع أو على أقل تقدير يتكوّن لديه الشعور بعدم الاستقرار والخوف.

نتائج الدراسات على رعاية الأسرة لكبار السن

كشفت الدراسات والبحوث الاجتماعية عن أهمية رعاية الأسرة لكبار السن، واتضح أنَّه على الرغم من أنَّ عدداً كبيراً من المُسنين قدّ يعيشوا بعيداً عن أبنائهم إلّا أنَّ الروابط الأسرية ظلّت قائمة تمارِس وظيفتها في توفير المساعدة لهؤلاء الكبار عند وقت الحاجة لها، وقدّ تتجاوز الآباء والأمهات المُسنين إلى بعض الأقارب أو الجيران والأصدقاء في المجتمع المحلي.

وتُظهِر نتائج دراسات أخرى أنَّ كبار السن الذين قدّ يوجد لديهم أبناء بالغين يُفَضِّلون تلقي الرعاية في بيوت أبنائهم رافضين تلقي أيَّ شكل من أشكال الرعاية المؤسَّسية الداخلية المغلقة لكبار السن. وتُظهِر دراسات أخرى أنَّ للأسرة أهمية بالغة كنظام اجتماعي لتوفير وتقديم خدمات طويلة المدى لأفرادها من المُسنين والعَجزة، وتؤكِّد هذه الدراسات على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الأسرة في رعاية كبار السن من أفرادها وذلك لأنَّ تشجيع الاعتماد على الدولة في رعاية المُسنين سوف يؤدِّي إلى رفض الأبناء القيام بمسؤولياتهم تِجاه ذويهم ممّا يعني زيادة الطلب على الخدمات الحكومية للقيام بهذا الدور، وبذلك من المُتَوقع حدوث نتائج اقتصادية واجتماعية سيئة تهز جوانب الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية في المجتمع.

 تظل الأسرة الركيزة الأساسية في رعاية كبار السن، حيث يجسد أفراد الأسرة المصدر الرئيسي للحنان والدعم. من خلال تلبية احتياجات كبار السن وتوفير بيئة داعمة، يمكن للأسرة أن تحقق التوازن المثلى لضمان حياة كريمة ورعاية فعّالة.


شارك المقالة: