علم الاقتصاد والأنثروبولوجيا الاقتصادية

اقرأ في هذا المقال


بإمكان علم الاقتصاد توسيع حدوده ليشمل بشكل عملي جميع العلوم الاجتماعية، إلا أن وجهة النظر هذه تتلقى اعتراض من ناحية الكثير من علماء الاقتصاد والعلماء الاجتماعيين.

علم الاقتصاد والأنثروبولوجيا الاقتصادية:

يعنى بعلم الاقتصاد في كثير من الأحيان على أنه العلم الذي يقوم بدراسة العمليات الاقتصادية. والعمليات الاقتصادية هي توزيع الموارد المتوفرة على الأهداف المتنوعة. والموارد تحتوي أشياء متعددة مثل الطاقة البشرية والوقت والمهارات والعلم. أما بالنسبة للأهداف فعادةً ما يقصد بها أي شيء يشبع “الحاجة” البشرية، وذلك بمعنى كل شيء ترغب به أو تحتاجه الكائنات البشرية.

فالأوركسترا السيمفونية في المجتمعات الحديثة يوجد لها بكل تأكيد نواحي اقتصادية، وأيضاً لها مشكلات تحتاج إلى اتخاذ مجموعة من القرارات التي لها علاقة بتوزيع الموارد بهدف دعمها، ألا أن الأوركسترا لا تعتبر بشكل أساسي منظمة اقتصادية. حيث قد تدرس النواحي الاقتصادية للأوركسترا السيمفونية، لكن نواحيها السوسيولوجية والاجتماعية والثقافية والحضارية، والفنية هي التي تتلقى اهتمام كبير. لهذا يمكن ترك مهمة التعريف الشامل والدقيق لعلم الاقتصاد للاقتصاديين. أما علم الأنثروبولوجيا فيركز مع ذلك بمجموعة الظواهر التي يعطيها علم الاقتصاد اهتمامه، ويقصد بذلك إنتاج الخامات والسلع والخدمات والقيام بتوزيعها، وأيضاً استهلاكها عندما يتخذان طابعاً منظماً، أو بشكل صوري، ضمن الأنساق الثانوية الاجتماعية والثقافية. وأضافةً إلى ذلك فان عالم الأنثروبولوجيا يركز على دراسة العلاقة بين تلك النظم والأنساق الثانوية من جهة، والنواحي الثانية للنسق الاجتماعي والثقافي العام من جهة أخرى.

العلاقة بين علم الاقتصاد والأنثروبولوجيا:

ولقد بقيت العلاقة بين علم الاقتصاد بشكل خاص (النظرية الاقتصادية) والأنثروبولوجيا، مكاناً للجدل وموضوعاً طويلاً موجوداً إلى الآن ولا يزال مستمراً. حيث أن النظرية الاقتصادية الصورية نمت بشكل أساسي في المجتمع الغربي الصناعي. حيث تمكن علماء الاقتصاد بسبب صياغة نضريات محددة عن المجتمع وطبيعة الكائن البشري تحسين نماذج استنباطية تضم الظواهر الاقتصادية وهي عبارة عن نماذج استطاعت أن تثبت بمرور الوقت أنها ذات منزلة كبيرة عند المجتمعات الغربية.

ومن بين الفرضيات الرئيسية التي تتناولها النظرية الاقتصادية الصورية نلاحظ:

١- تحقيق أكبر ربح ممكن وفائدة ربحية، ويعني ذلك أن الإنسان عندما يعمل في النشاط الذي له علاقة بالإنتاج والتبادل الاقتصادي، فإنهم يسعون للحصول على أكبر عائد أو فائدة يمكن الحصول عليها.
٢- الترشيد يعني أن الإنسان يسعى بمساعدت الوسائل والأجهزة الترشيدية الواعية إلى تحسين قدراتهم على الإنتاج والتبادل.
٣- عملية العرض والطلب يعني أن قيمة السلع والخامات والخدمات تتحدد عن طريق عرض كل سلعة أو خدمة والطلب بشكل نسبي عليها.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: