كيف عرف علماء الاجتماع مشكلات أزمة الهوية في مرحلة الشباب

اقرأ في هذا المقال


هي من مشكلات الشباب في فترة المراهقة والشعور بالضياع في مجتمع لا يساعدهم على فهم مَن هُم والإحساس بالعجز التام عن عمل أيِّ شيء محدَّد وربما لا شيء على الإطلاق.

تعريف علماء الاجتماع لمشكلة أزمة الهوية

ايريك فروم: أزمة الهوية عند ايريك فروم من أهم مشكلات الشباب في فترة المراهقة وما بعدها والتي يترتب عليها عدم اكتمال القدرة على الحب الناضج الذي يتمثَّل في الرعاية لموضوع الحب والإحساس بالمسؤولية تِجاهه واحترامه ومعرفته معرفة كاملة.

بول جوردمان: يقول أنَّ أزمة الهوية تعني إحساس الشباب بالضياع في مجتمع لا يساعدهم على فهم من يكونون ولا تحديد لدورهم في الحياة ولا يُوّفِّر لهم فرصاً يمكن أن تعينهم على الإحساس بقيمتهما الاجتماعية.

إنَّ أزمة الهويَّة تتناول وجود المراهق بأكمله وعلاقة هذا الوجود بتحديات المجتمع فالمراهق يشعر في بداية المرحلة بالغموض والتناقضات حيث تظهر أسرار كثيرة غامضة مثل أسرار التغيرات الجسدية والجنسية وهناك الالتزام الدراسي والمهني والصراع من أجل المستقبل وهناك الصِّراع الاجتماعي والأيدولوجي وإنَّ المراهق يتساءل عن كل هذه الأسرار وكيف بإمكانه أن يُلِمّ بكل أسراره الجسدية؟ وكيف يعيش تجربة الحب مع نفسه ومع الآخرين؟ وكيف يستطيع مواجهة الجنس الآخر؟ وماذا يقول الآخرون عنه وكيف ينظرون إليه؟ وما هو دوره وماذا يستطيع أن يكون في المستقبل؟

كل هذه التساؤلات تُشكِّل محور الوجود عند المراهق وهي بداية التشكل في الهوية ولكن إذا حاول المراهق أن يهرب من الواقع وتناقضاته المختلفة فإنَّه يُغامر بنفسه ويدفعها نحو العُزلة أو الانطواء أو نحو العنف والتمرُّد وخاصّةً عندما يشعر أنَّ وطأة الكبار والعالم الخارجي شديدة عليه.

أريكسون: يقول أريكسون في تعريف مشكلة أزمة الهوية “لقد وجدنا الاضطراب نفسه عند الشباب الذين يتعرضون للصراعات الخطيرة بما في ذلك الشعور بالضياع الناجم عن المعركة الداخلية وكذلك الأمر عند المُتَمردين المُنحرفين والجانحين المُدَمرين الذين هم في حرب مع المجتمع”. وإنَّ كل شاب في هذه المرحلة يريد أن يكون قوياً مُستَقِلاً يُريد أن يتحرر من سُلّطَة الكِبار ويُريد أن يُحدد هويته وهو يُردّد دائماً مَن أنا؟ ومن أكون؟


ويُركِّز أريكسون على ما يُسَميه” غموض الدور” والذي يصل إلى حدّ الإحساس بالعجز التام عن عمل أي شيء مُحدَّد وربما أيِّ شيء على الإطلاق، والذي يَصحَبه عادةً مشاعر الحيرة وعدم الاستقرار والاعتماد على الغير، ويقول أريكسون: ” وما التوحُّد الزائد -المَرَضي – مع بعض الأبطال -القدوة- والميل الشديد إلى جماعات الشباب إلّا لإحساسهم بغموض الهوية”.

دور الأخصائي الاجتماعي في حل مشكلة أزمة الهوية لدى الشباب

يَقع على عاتق الأخصائي الاجتماعي مسؤولية كبيرة وعظيمة وهي مساعدة الشباب على أن يعرفوا هَوِيَتِهم ويعرف كل منهم من هو ومن يكون، ويساعدهم على تحديد الأدوار ووضوحها حتى يَخرجوا من حيرَتِهم ويصبحوا قادرين على تَحمُل المسؤولية بصورة مُتَدرجة ويؤدونها بنجاح لتنمو ثقتهم في أنفسهم ويصبح كلٌ منهم قوياً قادراً مُستَقِلاً لهُ شخصية قوية وناضجة وهذا هو الهدف الأول لرعاية الشباب.

أمّا إذا غاب دور الأخصائي الاجتماعي عن الشباب في هذه المرحلة فإنَّها قدّ تؤدِّي بهم إلى اختلال توازنهم الانفعالي والاجتماعي والعقلي ممّا يؤدِّي إلى صعوبة توافقهم مع المجتمع الأمر الذي قدّ يُبعدهم عن الواقع ويهربون منه إلى عالم الخيال وأحلام اليقظة.

إنَّ حماية الشباب من كل هذه المشكلات الخطيرة ووقايتهم منها يَقع على عاتق الأخصائي الاجتماعي والخدمة الاجتماعية التي ترعى الشباب في جميع المجالات وليس مجال رعاية الشباب فقط.


شارك المقالة: