ما هو علم الشيخوخة الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يُعد علم الشيخوخة الاجتماعي آخر تطور تمَّ إدخاله إلى ميدان الدراسات العلمية لظاهرة الشيخوخة، ولقد بدأ التفكير في قيام هذا العلم منذ عام 1952 على اكتشاف مجموعة من العلماء المهتمين بالأمور الطبية والاجتماعية.

كيف انتشر علم الشيخوخة الاجتماعي

لقد كان للمؤسَّسات والهيئات التي تهتم برعاية كبار السن بالولايات المتحدة الأمريكية أثر كبير في انتشار علم الشيخوخة الاجتماعي وإجراء الدراسات العلمية للشيخوخة. وما زال علم الشيخوخة يولي حتى وقتنا الحالي كل اهتمامه في الأمور ذات الصبغة الطبية، وما زالت العلوم الاجتماعية تفتقر إلى الأسلوب العلمي المتكامل الذي يميزها عن غيرها، فضلاً عن عدم وجود فارق ملحوظ بين الجوانب النظرية لعلم الشيخوخة الاجتماعي وبين تطبيقاته العملية.

ولقد كان لتركيز المؤسَّسات والهيئات التي تهتم برعاية كبار السِّن على البحوث الخاصَّة بِكِبَر السن أثرها المبكر في ابراز مدى حاجة العلماء الاجتماعيين المهتمين بأمور الشيخوخة والتقدُّم في السِّن إلى اتخاذ إطار علمي مستقل، حيث لم تعد الأساليب والنظريات البيولوجية والطبية وحدها كافية لهذا العلم الجديد، ويدلنا النقص في أساليب التعليم والتدريب على أنَّه لم يكن هناك اهتمام يذكر لتكوين أساس علمي منظم ترتكز عليه الدراسات الاجتماعية والنفسية لظاهرة التقدُّم في السن.

ولقد كانت بعض مناهج الشيخوخة تُدَرَّس في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أقسام العلوم الاجتماعية بالكليات والجامعات الأمريكية، ولم يكن هناك كتاب أو مرجع واحد يضم المعارف والمعلومات التي تراكمت بسبب التوسع في البحوث المتصلة بهذا الميدان ولهذا وضعت الجمعية الأمريكية لعلم الشيخوخة أول الخطوات التي تعد بمثابة الأساس الذي قام عليه علم الشيخوخة الاجتماعي، وذلك بعد أن استرعى انتباهها المشكلات الناتجة عن الافتقار الموجود في الأشخاص المدربين نظرياً وعملياً على الموضوعات الخاصة بكبر السن، في الوقت الذي توجد فيه أعداد متزايدة من الراغبين في تلقي مثل هذا اللون من التدريب.

أهداف علم الشيخوخة الاجتماعي

يسعى علم الشيخوخة الاجتماعي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي توفر لكبار السن الحياة الكريمة ومن هذه الأهداف ما يلي:

  • وقاية كبار السن من الأمراض وخاصة أمراض الشيخوخة.
  • إدماج كبار السن في الحياة الاجتماعية العامة.
  • الاستفادة من طاقات وخبرات كبار السن في مجالات تخصصهم.
  • مساعدة كبير السن على مواجهة المشكلات الناتجة عن كِبَر السن.
  • تقوية العلاقات بين الجيل القديم والجيل الحديث مع استفادة الجيل الحديث من خبرات وتوجيهات الجيل القديم.

الموضوعات الخاصة بالمسنين الذي يتناولها علم الشيخوخة الاجتماعي

يتناول علم الشيخوخة الاجتماعي العديد من الموضوعات الخاصة مثل: العوامل السكانية والصحية والثقافية في حياة كبار السن، والتغيرات التي تطرأ على المراكز والأدوار والتكيف الاجتماعي للأفراد المُعَمرين، وكذلك تأثير التقدم في السن على البنيان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع، والتدابير التي يمكن التدرع بها للمعاونة في النهوض بكيان كبار السن من المواطنين، هذا بالإضافة إلى تحديد العوامل الاجتماعية المؤثرة في حياة كبار السن والتي تشتمل على الجوانب البيولوجية والعقلية وغيرها التي تكتنف كبار السن، وتأثير ذلك على الأفراد الذين يتقدم بهم العمر، هذا مع دراسة مختلف التغيرات التي تطرأ على الحواس وعوامل التفكير والدوافع عند كبار السن.

فهم تأثيرات التقدم في العمر على المجتمع

تشهد المجتمعات اليوم تحولًا سريعًا في هيكلها العمري، حيث يتزايد عدد الأفراد الذين يعيشون لفترات طويلة بعد التقاعد. هذا التحول يفتح أمام علم الشيخوخة الاجتماعي أفقًا جديدًا لفهم تأثيرات التقدم في العمر على المجتمع وتفاعل هذا العنصر السكاني مع بنية ووظائف المجتمع بأكمله.

يعتبر علم الشيخوخة الاجتماعي فرعًا من علم الاجتماع يدرس التأثيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لعملية الشيخوخة. يقوم الباحثون في هذا المجال بفحص كيفية تفاعل المسنين مع المجتمع، وكيف يؤثر وجود هذه الفئة العمرية في العديد من المجالات، بما في ذلك العمل، والصحة، والسكن، والحياة الاجتماعية.

في مجال العمل، يقوم علم الشيخوخة الاجتماعي بدراسة كيف يمكن تكامل المسنين في سوق العمل وكيف يمكن أن تساهم خبراتهم ومهاراتهم في تحسين الأداء الاقتصادي. يتطلب هذا التحليل التفاتًا خاصًا إلى قضايا مثل التمييز العمري في مكان العمل وإيجاد سياسات تشجع على استمرارية المسنين في سوق العمل.

من ناحية أخرى، يدرس علم الشيخوخة الاجتماعي تأثير الشيخوخة على الصحة والخدمات الصحية. يتناول الباحثون قضايا مثل الرعاية الصحية المناسبة للمسنين، وتحسين نوعية الحياة الصحية، وتقديم الدعم الاجتماعي الضروري.

في مجال السكن، يعتبر علم الشيخوخة الاجتماعي المساكن المناسبة والملائمة لاحتياجات المسنين ويبحث في كيفية تكاملهم في المجتمعات المحلية بشكل فعّال.

يسهم علم الشيخوخة الاجتماعي أيضًا في فهم دور المسنين في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للمجتمع. يتيح لنا هذا الفهم تقدير مساهمات المسنين في نقل الخبرات والقيم الثقافية إلى الأجيال الصاعدة.

في الختام، يعتبر علم الشيخوخة الاجتماعي أداة قوية لفهم التحديات والفرص التي تطرأ نتيجة لتزايد نسبة الشيخوخة في المجتمعات الحديثة. يسهم هذا العلم في توجيه السياسات والبرامج لضمان تكامل المسنين بشكل فعّال وتحقيق جودة حياة أفضل لهم وللمجتمع بأسره.


شارك المقالة: