محاولات تحديد مجالات علم الاجتماع الطبي عند بوريس جونسون

اقرأ في هذا المقال


محاولات تحديد مجالات علم الاجتماع الطبي عند بوريس جونسون:

1- العوامل الاجتماعية للمرض:

كان الطب إلى فترة قريبة يعتبر أن العوامل البيولوجية وهي دراسة الحياة بأشكلها المختلفة والطبيعية، فقد هي العوامل الوحيدة التي تحدث المرض، ولكن علم الاجتماع والأنثروبولوجيا عملا سوياً في تفسير أهمية الأبعاد الاجتماعية والثقافية في مسائل الصحة والمرض، ومن ثم ساعد علم الاجتماع الطبي في التركيز على أهمية العوامل الاجتماعية في إحداث المرض، وعلاجه والوقاية منه، كما امتد نطاق المرض ليتضمن الحياة الاجتماعية والنفسية للمريض.

2- علاقة الطبيب بالمريض:

تقدم علم الاجتماع إسهاماً في وقتنا الراهن في نمو وإزدهار إدراكنا للعلاقات الاجتماعية الغير مبسطة في المجتمع الحديث، علاوةً على أنه يعطي لنا تمهيداً مختصاً لدراسة الإرتباطات البشرية في المجالات الاجتماعية والطبية وغيرها، ومعرفتها حق المعرفة، وأما علم الاجتماع الطبي، فقد بين أهمية الارتباط بين الحكيم والمصاب على أصل أنها لا تقتصر على مجرد التشخيص والعلاج فقط، وإنما تمتد لتتضمن احترام الحكيم وتعاطفه مع المصاب، وبخاصة في حالة الأمراض الحساسة كالجدري والدرن والطاعون والجذام والأمراض العقلية.

وقد كشفت بعض الدراسات الجديدة أوجه هذه العلاقة، بحيث أثبتت على تفسير الأدوار المتبادلة بين الحكيم والمصاب، وأسلوب العلاقة بينهما، والنزاع والضبط في هذه العلاقة الثنائية، وما يتخللها من إغراء واتفاق حيناً، وتنازع وغموض حيناً آخر، وأداء علمي حيناً ثالثاً.

3- الطبقة الاجتماعية والخدمات الصحية:

من الواضح أن المرض مرض طبقة، وبالتالي فدراسة الطبقة توضح لنا نوعية المرض ذاته، ونوعية العلاج رسمي شعبي، ونوع الخدمة الصحية المقدمة في المؤسسات الصحية، وقد أكدت دراسات لويس ولوبريتو، ووليم أوسلر، وغيرهما على العلاقة الوثيقة بين الوضع الطبقي وبين استخدام الخدمات الصحية، فالطبقة الوسطى أكثر استفادة من الخدمات الصحية من الطبقة العاملة.

4- التنظيم الاجتماعي للمستشفى:

يبرز الاهتمام الحديث لعلم الاجتماع الطبي في محاولة معرفة القطاعات الطبية، وما تحتويه من علاقات مباشرة وغير مباشرة، واستكشاف تشديدات وإلتباسات القطاعات الصحية، ولذلك كشفت الدراسات الجديدة في هذا المجال مدى أهمية القطاعات غير الرسمية للمستشفى، واستناد المساعدة الصحية فيها على طبيعة تكوينها التنظيمي.

ومن جانب آخر تثبت هذه الدراسات على جدوى انتفاع المستشفيات وجميع القطاعات الصحية من اشتراكات علماء الاجتماع عامة، وعلم الاجتماع الطبي على بشكل خاص، إذ بمقدورهما تفسير تكوين المستشفى والوظائف التي تضطلع بها، والمؤثرات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها، وطبيعة علاقتها بالمجتمع المحلي ونوعية العقبات التي تعترضها.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: