محاولة الخليفة الراشد بالله استعادة نفوذ الدولة العباسية

اقرأ في هذا المقال


محاولة الخليفة الراشد بالله استعادة نفوذ الدولة العباسية:

كان الناس ببغداد قد بايعوا أبا جعفر منصور بن المسترشد بالله بالخلافة، ولقب بـ (الراشد بالله)، وكان والده قد أخذ له المُبايعة لتوليه العهد، ولم يكن السلطان مسعود راغباً في خلافة الراشد بالله الذي سيواصل سياسة والده العدائية لحكم السلاجقة والسعي لتحرير الخلافة من نفوذهم، ويتمثل هذا في قول السلطان مسعود: (لا أريد أن يجلس في الخلافة) إلا من لا يُداخل نفسه في غير أمور الدين، ولا يجند ولا يجمع ولا يخرج عليّ ولا على أهل بيتي.

أرسل السلطان مسعود إلى الراشد بالله بعد توليه الخلافة سنة (530 هجري)، أحد أُمرائه يطلب منه أن يدفع المبلغ الذي سبق أن تعهد والده المسترشد بالله بدفعه عند إجراء الصلح معه، لكن الراشد رفض أداء ذلك المبلغ، واستشار كبار رجال دولته في موقفه من السلطان، فأشاروا عليه بمحاربته، فمنع ذكر أسمه في الخطبة، وأخذ يجمع العساكر استعداداً للقتال. ثم قوى جانب الخليفة الراشد بالله بانضمام عدد كبير من حكام الولايات اليه،‏ وأقام الخطبة للسلطان داود بن السلطان محمود.

ويذكر ابن العمراني أن جيش الخليفة وأنصاره بلغ ثلاثين ألف جندي فشجعه ذلك على الخروج لحرب السلاجقة للأخذ بثأر أبيه. فلا علم السلطان مسعود بعزم الخليفة، سار بجيشه إلى بغداد. وصل السلطان مسعود إلى بغداد، قبل أن يخرج الخليفة لمُحاربته، وحاصرها قرابة خمسين يوماً، وفي أثناء ذلك كتب للخليفة وأصحابه طالباً الصلح، فرفض أصحاب الخليفة، وأصروا على مواصلة القتال، فلم يجد الخليفة بدأ من موافقتهم على ذلك.

النقلابات التي جرت على الخليفة الراشد بالله:

وبعد فترة قصيرة وصل للسلطان امدادات عسكرية جديدة من واسط فأسقط في يد الخليفة وأصحابه، ونتج عن هذا أن انسحب السلطان داود بجيشه من صفوف الخليفة، وعاد إلى أذربيجان. وفي الوقت نفسه حدث نزاع بين عماد الدين زنكي وبين حاكم أصبهان وحاكم قزوين، فخشى عماد الدين منهما، وانسحب بجيشه، ففت ذلك في عضد أصحاب الخليفة، وقيل أن السلطان مسعود كاتب عماد الدين زنكي سراً، وحلف له أن يوليه بلاد الشام جميعها، إذا تخلى عن الخليفة.

وفي نفس الوقت كاتب الأمراء، وتعهد لمن يقتل عماد الدين زنكي أن يعطيه ولاية الموصل ولمّا عرف زنكي ذلك أشار على الخليفة الراشد بالله بأن يرحل في صحبته إلى الموصل، فخرج الراشد معه، ودخل السلطان مسعود بغداد في منتصف شهر ذي القعدة من عام (530 هجري).

أخذ السلطان مسعود بعد دخوله بغداد ينفذ مخططه الذي يرمي إلى خلع الخليفة الراشد بالله، وتولية محمد بن المستظهر بالله الخلافة، فدعا العلماء والفقهاء والقضاة والأعيان، وحملهم على إقرار محضر بخلع الخليفة الراشد بالله، وولّى مكانه محمد بن المستظهر بالله، ولقب بـ (المقتفي لأمر الله)، أما الخليفة الراشد بالله فقد سار بعد انفضاض أنصاره عنه إلى أصبهان حيث قُتِلَ بها في شهر رمضان من عام (532 هجري).

المصدر: ❞ كتاب نظام الوزارة في الدولة العباسية ❝ مؤلفه محمد مسفر الزهراني صفحة (56 – 58).❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث.❞ كتاب الخلافة العباسية في عهد تسلط البويهيين ❝ مؤلفته وفاء محمد علي. ❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش.


شارك المقالة: