مراحل التقاعد عند كبار السن

اقرأ في هذا المقال


عملية التقاعد تتضمَّن ستُّ مراحل متعاقبة وعلى المتقاعد أنْ يتكيّف مع كلّ مرحلة من هذه المراحل عند مواجهتها، وليس من الضروري أنْ يواجه الفرد هذه المراحل جميعها أو يقابلها بنفس الترتيب المقترَح لها.

مراحل التقاعد:

1- مرحلة ما قبل التقاعد وتنقسم هذه المرحلة إلى مرحلتين:

  • المرحلة القريبة: وتبدأ عندما يصبح المرء واعياً إلى أنَّه عليه أنْ يتقاعد في المستقبل القريب، وأنَّ التكيّف ضروري بغرض تحقيق حالة من التحول الناجح والانتقال من القوى العاملة إلى التوقف عن العمل والتقاعد. وقدّ يُقابل البعض هذه المرحلة بنوع من الاتجاهات السالبة عندما يكون واقع التقاعد واضحاً بما تتضمنَّه من عوامل محيطة للفرد ومؤثرة في كيانه. أو عندما لا يكون قد استوفى المتطلبات اللازمة لحصولة على دخل كافي عند تقاعده. ويُراود كثير من العاملين تخيلات حول التقاعد ويحاولون تصوّر ما يمكن أنْ يكون عليه نمط حياتهم عندما يتوقفون عن العمل، ويبدو أنَّ البرامج التي تتناول مرحلة ما قبل التقاعد يمكن أنْ تكون مفيدة في التخفيف من حِدّة القلق لدى الأشخاص المُقبلين على الدخول في مرحلة التقاعد.
  • المرحلة البعيدة: وفيها يتم استيعاب التقاعد باعتباره حدثاً سوف يحدث بعد مدَّة معقولة في المستقبل، وهذه المرحلة يمكن أنْ تبدأ حتى قبل أن يترك الإنسان عمله أو مهنته، وعادةً ما يكون الإعداد لعملية التقاعد في هذه المرحلة مسألة غير خاضعة لأي شكل من أشكال التنظيم. وبالطبع فإنَّ الاتجاهات السالبة أو الموجبة نحو التقاعد تتوقف في جزء منها على وجهات النظر السائدة حول التقاعد بين الزملاء والأصدقاء والأقارب.

2- مرحلة السعادة: وهذه المرحلة تتلو مباشرة الحدث الخاص بالتقاعد فعلاً، وغالباً ما تكون متميزة بإحساس من حُسن الحال وهي نتاج في جزء منه الشعور لدى المرء بحالة جديدة من الحرية. وهي عادةً ما تكون مرحلة مليئة بما يشغل الإنسان، وحيث يمارس خلالها نشاطات عديدة وهوايات مختلفة، وإنْ كان ذلك يتوقف على عوامل مثل المصادر المالية ونمط الحياة والظروف الصحيَّة والموقف العائلي وغير ذلك.


3- مرحلة زوال الوهم: عندما تنتهي مرحلة السعادة تبدأ اشباعات الحياة في البطء فيشعر بعض المتقاعدون بأنَّهم قد خُذِلوا، وينتاب البعض الآخر مشاعر الاكتئاب ويتوقف عمق هذه المشاعر على عوامل عدَّة مثل: تدهور الحالة الصحية أو عدم الكفاية المالية أو عدم التعوُّد على مثل هذا النمط من الحياة، وقد يفقد البعض البهجة التي كان يتصورها في ممارَسة نشاطات وهوايات معينة.

4- مرحلة إعادة التبصر: وفيها تعمل خبرة المرء باعتباره شخصاً متقاعداً على قيام نظرة أكثر واقعية للبدائل القائمة في الحياة، والعمل على استطلاع مصادر جديدة للنشاط فقد يميل البعض إلى الالتحاق بعمل أو أداء مهام معينة إمّا على أساس تطوعي أو مقابل أجر معين.

5- مرحلة الاستقرار: لا يعني الاستقرار هنا عدم وجود حالة من التغير وإنَّما قيام معايير رتيبة لمواجهة التغير، والأشخاص الذين يدخلون في هذه المرحلة يكون قد استقرت لديهم معايير تسمح لهم بمواجهة الحياة بأسلوب مُنظّم مريح بشكل أو بآخر. فهم يعرفون نواحي قوتهم وجوانب الضعف فيهم.

6- مرحلة النهاية: ومع أنَّ الموت قد ينهي حالة التقاعد في أي مرحلة من مراحله، وليس في آخر مرحلة فحسب، لأنَّ دور الإنسان عادةً ما يعوقه المرض والعجز وغير ذلك من تغيرات تصاحب التقدم في السِّن. وعندما لا يعود الإنسان قادراً على إدارة شؤونه المنزلية أو رعاية نفسه، فإنَّه يتحوّل من دوره كإنسان متقاعد إلى دور المريض والعاجز. ويحدث هذا التحوّل في دور الإنسان بسبب فقدانه القدرة الجسمية والتلقائية. وهما عاملان أساسيان في قيام المرء بدوره كإنسان متقاعد.

المصدر: الشيخوخة في البيئات البدوية الريفية الحضرية، أحمد رأفت عبد الجواد، المؤتمر الاقليمي الأول للمسنين، مديرية الشؤون الاجتماعية، 1988.تنظيم مجتمع المسنين، مدحت فؤاد تنوح، دار النهضة العربية، 1996.الخدمة الاجتماعية مع الفئات الخاصة الشيخوخة والمسنين، عبد الفتاح عثمان، مكتبة عين شمس، 1998.


شارك المقالة: