من هو جرير بن عبد الله البجلي؟

اقرأ في هذا المقال


أخبرنا أبو الفضل الخطيب أخبرنا أبو الخطاب بن البطر، أخبرنا عبد الله بن عبيد الله المعلم أخبرنا الحسين المحاملي أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد، أخبرنا حسين الجعفي عن زائدة عن بيان البجلي، عن قيس بن أبي حازم أخبرنا جرير بن عبد الله قال: “خرج علينا رسول الله ليلة البدر، فقال: “إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته”.

من هو جرير بن عبد الله البجلي؟

هو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن حزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، كان يمتاز بطول القامة والجمال، كما أنّه أحد شعراء العرب وخطيب لسن، وصفه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ب”يوسف هذه الأمّة”.

من الواضح أنّ جرير البجلي كان ذو جثة ضخمة، يستدل على ذلك من الحديث في مسند أحمد بن حنبل والذي نصّ على: “قال عبد الله حدثنى محمد بن عبد الله المخرمى حدثنا الصلت بن مسعود الجحدرى حدثنا سفيان حدثني ابن الجرير بن عبد الله قال كانت نعل جرير بن عبد الله طولها ذراع”، ربما بسبب ضخامته كان لا يثبت على الخيل، فأشتكى هذا الأمر للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، فدعى له النبى صلى الله عليه وسلم بالثبات.

توفي جرير بن عبدالله بن جابر بن مالك البجلي في 51 هجري في بلدة قرقيسيا شرق سوريا، يكنّى بأبي عمرو، جعله عثمان بن عفان والياً على همذان، شارك في العديد من المعارك والحروب مثل معركة القادسية، هو صحابي جليل من صحابة رسول الله وأحبهم إليه، نُقل عن جرير قوله:”ما حَجَبَنِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُنْذُ أسْلَمْتُ، ولَا رَآنِي إلَّا تَبَسَّمَ في وجْهِي. ولقَدْ شَكَوْتُ إلَيْهِ إنِّي لا أثْبُتُ علَى الخَيْلِ، فَضَرَبَ بيَدِهِ في صَدْرِي، وقالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ واجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا”.

أسلم جرير وقومه في رمضان من السنة العاشرة للهجرة، فقام الرسول بإرساله ليرأس فرسان من بجيلة لهدم ذي الخلصة (هو صنم بالسراة كانت جيلة وخثعم وباهلة ودوس والأزد يقومون بعبادته)، روي عن قصة إسلام جرير أنه عندما وصل المدينة المنورة كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- جالساً بين أصحابه في المسجد فقال لهم: “يدخل عليكم من هذا الباب رجل على وجهه مسحة ملك” فكان الداخل من الباب جرير البجلي الذي أسلم بين يدي الرسول وبايعه على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.

حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا يونس عن المغيرة بن شبل قال: “قال جرير لما دنوت من المدينة أنخت راحلتى ثم حللت عيبتى ثم لبست حلتي ثم دخلت المسجد فإذا النبي يخطب فرمانى الناس بالحدق قال فقلت لجليسي يا عبد الله هل ذكر رسول الله من أمرى شيئاً، قال نعم ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال: إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمنٍ ألا وإنَ على وجهه مسحة مَلَكٍ قال جرير فحمدت الله عز وجل”.

إعجاب الرسول بجرير بن عبد الله البجلي:

كان رسول الله معجب بجرير بسبب مظهره الجميل وعقله النير، فقام بوضع يده الكريمة على صدر جرير وقال:” اللهم ثبته وأجعله هادياً مهديا”، كما قال عنه عمر بن الخطاب: ” جرير يوسف هذه الأمة وهو سيد قومه”، أيضاً قال علي بن أبي طالب :”جرير منا آل البيت”، أرسل النبي محمد جرير البجلي إلى تبالة الواقعة بمنطقة بيشة،  حتى يهدم ذي الخلصة؛ هو بيت كان يقال له الكعبة اليمانية وكان بداخله صنم عبارة عن مروة بيضاء منقوش عليها كهيئة التاج.

كان جرير موضع ثقة للرسول صلى الله عليه وسلم قال جرير: “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك”، نال جرير شرف الصحبة إلّا أنّه لم ينل شرف الجهاد تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ذكر له في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه، يقول الأندلسي أنّ جرير بن عبد الله البجلي صاحَبَ النبي عليه الصلاة والسلام.

المصدر: تاريخ الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء والأشراف في الإسلام، ستانلي بول، ترجمة، عباس إقبالالخلفاء الراشدون، أمين القضاةأدب صدر الإسلام، عبد المجيد الإسداوي عصر صدر الإسلام، يوسف عطا الطريفي


شارك المقالة: