نشأة الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية

تعتبر الممارسة العامة أحد التطورات الحديثة في ممارسة وتعليم الخدمة الاجتماعية والتي ظهرت في بداية السبعينيات من القرن العشرين وأصبحت تمثل أساساً جوهرياً في تعليم الخدمة الاجتماعية في أغلب دول العالم، بل لا يتم الاعتراف العلمي بأي قسم من أقسام الخدمة الاجتماعية في اتحاد تعليم الخدمة الاجتماعية إلا بعد أن يثبت أنَّ مناهجه تتضمن الممارسة العامة كإطار أساسي لدراسة تخصص الخدمة الاجتماعية، كما اتجهت بعض بلدان العالم العربي إلى تبني الممارسة العامة كأساس لتعليم الخدمة الاجتماعية فيها.

الأصول التاريخية للممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية

منذ أن نشأت مهنة الخدمة الاجتماعية وهي تسعى إلى بلورة نماذج عملية تساعدها في تفعيل وجودها والتأثير في المجتمع المهاجر وتحقيق أهدافها، واستخدمت هذه النماذج كمبررات علمية تساعدها في تحديد وجهتها العلمية للعمل مع أنساق للممارسة المختلفة ومحاولة التوصل إلى تكامل بين هذه الأنساق الفرد، الجماعة، الأسرة، المنظمة، المجتمع المحلي، والمجتمع الكبير. وهي لا تعيش وتنمو وتتطور بمعزل عن الأنساق الأخرى في البيئة المتكاملة.

وتسعى الخدمة الاجتماعية إلى التوصل إلى مجموعة من النظريات والنماذج لاختفاء صفة العلمية والموضوعية في كل ممارستها مع أنساق العملاء لكي تمنح الممارسين فرصة أكبر وأوسع لاختيار وانتقاء ما يناسب المواقف والقضايا التي يتصدون لها وإلى استمرار سعي هذه الممارسة إلى التوصل إلى وضع تصوّر متكامل للممارسة، للوصول إلى مزيد من الفعالية لممارستها وتحقيق أهدافها.

حيث قد وجهت تطوير تكيّفاتها الفنية واستخدام أطر نظرية جديدة توجه الممارسة على النحو الذي يمكنها من اكتساب الفعالية المطلوبة وبحيث تتوافق هذه الممارسة مع ظروف نسق العميل وواقع البيئة التي يعيش فيها فكان على الخدمة الاجتماعية أن تعيد النظر في طرقها التقليدية والمتغيرات إلى تطوير خططها البحثية وأن تتواكب مع المتغيرات المحلية والعالمية وتعديلها بما يتماشى مع متغيرات الممارسة.

وكانت نتيجة ذلك ظهور الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية وتلك النوعية من الممارسة المهنية التي تربط الخدمة الاجتماعية بقضايا المجتمع والبيئة بعد أن كانت منحصرة ومختصرة في علاقته بين الأخصائي الاجتماعي والعميل، كما تتضمن التحرك من العمل مع شخص في موقف ما إلى إنسان في بيئة.

مراحل تاريخ الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية


تاريخ الممارسة العامة في ميدان الخدمة الاجتماعية يمثل رحلة طويلة من التطور والتغيير، حيث نشأت هذه الممارسة استجابةً لتحديات المجتمع واحتياجات الأفراد. يعود أصل هذا النهج الشامل إلى الجهود المستمرة لتطوير وتحسين الخدمة الاجتماعية على مر العصور.

1. الفترة النشأة: في أوائل القرن العشرين، بدأت ممارسة الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية تأخذ شكلها الأولي. كان الهدف الرئيسي هو تحسين ظروف الحياة للفرد والمجتمع من خلال تقديم الدعم الاجتماعي والنصح.

2. تأثير الحروب والكوارث: تسارع نمو الممارسة العامة في مجال الخدمة الاجتماعية خلال فترات الحروب والكوارث. كان لها دور كبير في التخفيف من آثار الحروب العالمية والأزمات الاقتصادية، حيث تطوع الممارسون لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتأثرين.

3. تأثير الحقوق المدنية والحركات الاجتماعية: في فترة حقوق المرأة والحقوق المدنية، نمت الممارسة العامة بشكل كبير. شهدت زيادة في التركيز على قضايا العدالة الاجتماعية ومكافحة التمييز، حيث سعت الممارسة العامة إلى تحقيق توازن في المجتمع وتعزيز المساواة.

4. ثورة التكنولوجيا وتأثيرها: مع ثورة التكنولوجيا في العقد الأخير، شهدت الممارسة العامة تغيرات هائلة. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية جزءًا لا يتجزأ من الخدمة الاجتماعية، مما يمكن الممارسين من التفاعل بشكل أفضل مع الجماهير ونقل المعلومات بفعالية.

5. التطورات القانونية والأخلاقية: شهدت الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية تطورات هامة في المعايير القانونية والأخلاقية. تم تعزيز التركيز على حقوق الإنسان والتنوع الثقافي، مما دعم التزام الممارسين بتقديم خدمة ذات جودة وبمراعاة القضايا الأخلاقية.

6. الرؤية المستقبلية: يظهر المستقبل المشرق للممارسة العامة في ميدان الخدمة الاجتماعية من خلال مواكبتها للتطورات الاجتماعية والتكنولوجية. من خلال مواجهة التحديات المستقبلية مثل التغير المناخي والعدالة الاجتماعية، ستستمر الممارسة العامة في تقديم الدعم الشامل للأفراد والمجتمعات.

نشأة الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية تمثل رحلة ملهمة لتلبية احتياجات المجتمع والعمل نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين جودة حياة الأفراد. يتطلع الممارسون إلى المستقبل بتفاؤل، متمسكين بالمبادئ الأساسية التي تجعل من الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية جزءًا أساسيًا من بناء مجتمعات أكثر استدامة ورفاهية.


شارك المقالة: