ولاية العهد - وفاة المنصور

اقرأ في هذا المقال


ولاية العهد وفاة المنصور:

من الأحداث المؤثرة التى وقعت فى عهد المنصور أنه أخرج ابن أخيه عيسى بن موسى من ولاية العهد، وأعطى البيعة لابنه المهدي، بالرغم من أن هذا الأول كان قد أنقذ له مُلكه أكثر من مرة. ويبدو أن الخليفة فكَّر في خلع ابن أخيه في بداية عهده. فيُذكر الطبري أنه أوفد عيسى بن موسى لمحاربة من غير الدين وفي نيته أن يتخلص إما من ولي عهده؛ ليُحوّل الخلافة إلى ابنه المهدي. أو من محمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم. وقال: “لا أبالي أيهما قتل صاحبه”.

لكن شيوخ الدولة ورجالها كانوا قد حلفوا في دين السفاح على بيعة عيسى بن موسى، ولم يكن من السهل عليهم نقضها، ولم يكن ثمة مناص لتحللهم منها إلا بحمل عيسى بن موسى على الانسحاب طوعاً والتخلي عن ولاية العهد؛ ويبدو أنه لم يكن راغباً في ذلك مما دفع المنصور إلى استعمال وسائل الترغيب والترهيب التي أدّت بدورها إلى اضطراره إلى خلع نفسه ومبايعة المهدي في عام (147‏ هجري)/(764 ميلادي).

وتشكلت ولاية العهد للمهدي أولاً ثم تشكلت لعيسى بن موسى من بعده، وأسرع المنصور فحمل الناس على بيعة المهدي، وأوصاه بوصية تكشف عن السياسة الرشيدة التى يجب عليه تطبيقها تجاه رعيته، فحثَّه على الرأفة بهم والسهر على راحتهم وبسّط العدل بينهم والتقرب إلى الله بحسن السيرة وإجلال أهل العلم والدين وعمارة الأرض لتخفيف الخراج ونشر الإسلام والجهاد في سبيل إعلاء كلمته.

توفي المنصور ليلة السبت لست مضين من ذي الحجة عام (‎158‏ هجري) شهر تشرين الأول عام (775 ميلادي) وكان يشكو من عسر الهضم فخرج لأداء فريضة الحج وعانى أثناء الطريق من الآلام الموجعة ولم يكد يصل إلى بئر ميمون؛ على بعد ستة أيام من مكة، حتى توفي عند السحر في خيمته.


شارك المقالة: