ما هو الادخار؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الادخار:

غالباً ما يستهلك الأفراد أموالاً تفوق حاجتهم ومن الممكن أن يقوموا بإنفاقها بأمور غير ضرورية وغير إلزامية؛ وهذا بسبب عدم تنظيم جدول النفقات الشهري والسنوي الخاص بهم. فعلى كل فرد مسؤول عن أسرة معينة أو حتى مسؤول عن نفسه أن يقوم بجداول وميزانيات شخصية لتقييم الاستلاك والنفقات، التي يقوم بها ورصد كل ما يزيد عن حاجته ويدّخره.
ويعتبر المفهوم البسيط للادخار بأنه تأجيل استهلاك وصرف الأموال في الوقت الحالي، كذلك حفظها لاستخدامها مستقبلاً. حيث يعتبر المنفذ الجيد لتوفير بعض الأموال للأزمات غير المتوقعة الحدوث، أو يتم الادخار للمستقبل لتعليم الأبناء أو حتى تزويجهم، كذلك يمكن الادخار لمرحلة ما بعد التقاعد، فكثير من الأحيان عندما يتقاعد الأفراد يصبحوا بدون دخل شهري؛ ممّا يؤدي إلى حاجتهم الملحة إلى الأموال؛ فيقوم بتوفير مبالغ مالية بسيطة شهرية حتى يتمكَّن من ايجادها مستقبلاً وقت الحاجة.

وسائل الادخار:

هناك مجموعة من طرق ووسائل وأساليب الاخار المستخدمة والمتاحة للأفراد؛ لمحاولة مساعدتهم على عملية الادخار والتي تُمكنهم من ادخار أموالهم بكل سهولة ويُسر. ومن هذه الوسائل ما يلي:

  1. البنوك بجميع أشكالها: عادة ما توفر البنوك خدمة الادخار للأفراد ليتمكنوا من حفظها من الاستهلاك، أو أن يقوم بصرفها ودون أن تخسر قيمتها؛ لأنه عند وضع الأموال في البنوك يتم تشغيلها. ومن الممكن أن تزيد هذه الأموال ونحصل على أرباح إضافية فوق المبلغ الأساسي الذي ادخرناه بالبنك. وهناك بنوك متخصصة للادخار بمختلف أنواعه وأشكاله مثل بنوك الادخار المتبادل.
  2. الادخار من خلال الاستثمار: وذلك من خلال القيام ببعض العمليات الاستثمارية البسيطة والمتاحة للأفراد، التي عادة ما تكون قليلة المخاطرة مثل السندات وسندات الادخار، حيث تعود عليهم بعائد ودخل شهري ثابت وبنسبة مخاطر قليلة جداً، أو الاستثمار بشراء الأسهم المالية المعروضة في سوق التداول؛ وهي عادة ما تكون مربحة ومتاحة للجميع.
    وهنا يجب علينا التمييز بين الادخار والاستمار، فالادخار هو الاحتفاظ بالأموال لفترات زمنية لحين الحاجة لاستخدامها، بينما يعتبر الاستثمار عملية مالية يقوم بها الأفراد بغايات الربح. والاختلاف الآخر هو المخاطرة فالادخار غالباً ما يخلو من المخاطرة وإذا كان هنالك مخاطرة فتكون نسبة ضئيلة جداً، بينما الاستثمار فيحتمل معدل مخاطرة عالي جداً.
  3. الادخار في المنزل: يُمكن الادخار بالمنزل بصورة طبيعية وسهلة، لكن الانتباه يجب أن لا تطول الفترة التي ندخر فيها الأموال بالمنزل؛ وذلك لكي لا تخسر النقود قيمتها، إذا مرَّ عليها فترة زمنية طويلة. ويجب أن لا تكون المبالغ كبيرة؛ كي لا تتعرض البيوت للسرقة ولا تكون الخسارة كبيرة.
  4. الادخار من خلال الجمعيات الشهرية: وذلك كأن يقوم الأفراد بالدخول بجمعيات شهرية بمبالغ مالية بسيطة ضمن قدرته ولا تُرتب عليه ضغوط مالية أو عوائق؛ ممّا يؤدي إلى حصوله على عائد مالي شهري. على سبيل المثال، أن يقوم الشخص بالدخول بجمعية شهرية بدفع 100دولار نهاية كل شهر، وعندها سوف يحصل على 1000 دولار في غضون عشر أشهر. ومن الممكن أن تكون شهرية بمبالغ بسيطة أو سنوية بمبالغ أكبر. وهو أمر جيد ومرغوب لدى الكثيرين من الأفراد ويمكنه أن يُكرر العملية كلَّما انتهى منها.

عوامل نجاح الادخار:

لكي تنجح بالادخار يجب عليك أن تُرشد استهلاكك بمختلف المسارات ومختلف الحالات، كما يجب ألّا تتعامل مع الموضوع بصورة أو بطريقة عشوائية، فهو أمر يحتاج إلى تخطيط ودراسة وصبر فبدون الصبر لا تنجح العملية حاول أن لا تسحب من المبالغ المُدخرة، إلا عند الحاجة الضرورية والمُلحَّة لذلك.
ويتم ترشيد الاستهلاك عن طريق مجموعة من الخطوات والإجراءات، منها: المحاولة من تقليل قيمة الفواتير المترتبة عليك مثل تقليل قيمة فاتورة الكهرباء من خلال تقليل الاستهلاك، تقليل عدد الأجهزة الكهربائية المستخدمة، محاولة تخفيض فاتورة الاتصال والإنترنت، كذلك توفير مصاريف الاستهلاك والنفقات المتعلقة بالمطبخ وجدول المشتريات الذي تقوم به، كأن لا نقوم بشراء ما لا نحتاج أو ما لا نستخدم.
يجب أيضاً ان تتجنب الدين بمختلف أشكاله سواء القروض البنكية أو بطاقات الائتمان؛ وذلك لأنه يترتب عليها فوائد وأرباح إضافية لمصلحة البنك. على سبيل المثال، عندما يقترض شخص مبلغ مالي من أحد البنوك عندها يتوجب عليه سداد المبلغ، بالإضافة إلى الفوائد المستحقة وغالباً ما تكون بنسبة 3%. ويجب عليك ايضاً تقليل كمية الديون من الأصدقاء، بينما تعتبر الديون من الأصدقاء التزام مُترتب عليك، لكنها تبقى ثابتة بدون زيادة ولا فوائد.

المصدر: كتاب مبادئ الإستثمار اسم المؤلف الدكتور زياد رمضان دار وائل للنشر الطبعة الثالثة2005كتاب الإدارة المالية المؤلف الدكتور زياد رمضان الطبعة سنة 1989كتاب التحليل المالي، الإدارة المالية، للدكتور محمد سعد عبد الهادي. دار الحامد- الطبعة الأولى 2008


شارك المقالة: