ما هو نموذج جوبا في الإدارة؟

اقرأ في هذا المقال


نموذج جوبا (Guba):

تتشابه وظيفة رجل الإدارة في مجال ما مع رجل الإدارة في الميادين الأخرى، فإن علم الإدارة يمكن أن النظر له على أنه علم إدارة السلوك البشري.

حيث يؤكد جوبا على أن القيمة الحقيقية لنظرية الإدارة كعملية اجتماعية، تتمثل في توضيح الواجب الأساسي لرجل الإدارة هو قيامه بدور الوسيط بين فئتين من القوى الموجهة للسلوك التنظيمي (Nomothetic) وللسلوك الشخصي (Idiograbhic)، حتى يظهر سلوك مفيد من الجانب التنظيمي، ويحقّق الرضا النفسي كل هذا مع توضيح الأسلوب التي يمكن بها عمل ذلك.

من ثم قدم لنا جوبا نموذج آخر غير نموذج جيتزلز، ففي هذا النموذج ينظر جوبا إلى رجل الإدارة على أنه يقوم بممارسة قوة ديناميكية يكون هناك تفاعل بين المركز الذي يملكه في ارتباطه بالدور الذي يقوم بممارسته، والمكانة الشخصية التي يتميز بها ويحظى رجل الإدارة بحكم مركزه بالسلطة التي يخولها هذا المركز.

وهذه السلطة يمكن أن ينظر إليها على أنها سلطة رسمية؛ لأنها تفوض إليه من السلطات العليا، أمّا المصدر الثاني للقوة يتعلق بالمكانة الشخصية وما يصحبه من قدرة على التأثير فإنه يمثل قوة غير رسمية ومن غير الممكن تفويضها، وجميع رجال الإدارة بلا استثناء يحظون بالقوة الرسمية الممنوحة لهم، لكن ليس جميعهم يحظون بقوة تأثير الشخصية ورجل الإدارة الذي يمتلك السلطة فقط دون أن يمتلك قوة التأثير يكون في الواقع قد فقد نصف قوته الإدارية، ولذلك يتوجب على رجل الإدارة أن يتمتع بالسلطة وقوة التأثير معًا، وهما مصدران رئيسان للقدرة بالنسبة لرجل الإدارة.

ویری جوبا أن بعض التعارف بين الدور والشخصية أنه من غير الممكن إهماله عندما يكون الموظفين في المنظمة أكثر من فرد واحد، فهذا التعارض بين دور وشخصية الفرد مثل قوة طرد سلبية تعمل ضد النظام وتقوم بتفكيكه في ذات الوقت.

حيث توجد قوة إيجابية تعمل على الحافظ على تكامل النظام، وهذه القوة تنبع من الإنفاق على الغاية ومن القيم المنتشرة في المنظمة،و هكذا يكون بعض القادة في أدائهم لأدوارهم أقرب إلى البعد المعياري أو البعد التنظيمي وآخرون أقرب إلى البعد الشخصي، ومن الممكن أن نميز بين أنماط القيادة:

  • النمط المعياري أو التنظيمي للقيادة: ويميز فيه سلوك رجل الإدارة بالتأكيد على تحقيق الهدف واتباع القواعد والتعليمات والمركزية للسلطة على حساب الأفراد، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بجانب المنظمة ووضع مصلحتها فوق مصلحة الموظفين بها.
  • النمط الشخصي للقيادة: يتميز فيه رجل الإدارة بالتأكيد على شخصية الفرد ومراعاة الحد الأدنى من القواعد والتعليمات مع لامركزية السلطة ودرجة عالية من العلاقات الشخصية مع المرؤوسين، والهدف الأساسي لهذا النمط هو العمل على جعل المرؤوسين سعداء والعمل على إرضائهم، أي أنه يضع مصلحة الأفراد فرق مصلحة المنظمة.
  • النمط التوليفي للقيادة: وهو الذي يقوم بجمع النمطين السابقين المتطرفين في موقف وسط نميز فيه سلوك رجل الإدارة بالاهتمام على تحقيق الهدف، وفي ذات الوقت يعطيهم الفرصة لتحقيق وإشباع الحاجات الشخصية؛ أي يحاول هذا النمط أن يوفق بين مصلحة المنظمة من ناحية ومصلحة الأفراد من ناحية أخرى.

المصدر: السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية، أ.د  فاروق فيله، د.محمد عبد المجيد، عمان، 2005محمد عبد العليم صابر، نظم المعلومات الإدارية، مصر ، 2007محسن أحمد الخضري، إدارة التغيير ، 2003طيطي، خضر مصباح، إدارة التغيير التحديات والاستراتيجيات للمدراء المعاصرين، الأردن، 2010اتجاهات حديثة في إدارة التغيير، الدكتور سيد سالم عرفة، 2012


شارك المقالة: