ما هي طرق المعالجة المحاسبية للمخزون؟

اقرأ في هذا المقال


هناك اختلاف في العمليات المالية في المؤسسات التجارية عن المؤسسات الخدمية، من حيث طُرق تحقيق وجذب الإيرادات، حيث تحقيق الإيرادات للمؤسسات الخدمية عن طريق تقديم الخدمات للعملاء والزبائن، مقابل أجور وأتعاب، فعلى سبيل المثال مكاتب الاستشارات الاستثمارية، وكذلك مكاتب تقديم الاستشارات المحاسبية ومكاتب التدقيق وغيرها، بينما فيما يتعلق بالمؤسسات التجارية فهي تُحقق إيراداتها من خلال شراء البضائع والسلع، ومن ثم إعادة بيعها إلى الجهات المتخصصة بالبيع المباشر للعميل أو للزبون.

مفهوم المخزون السلعي:

يُعتبر المخزون السلعلي بأنه جميع المواد والسلع التي تمتلكها المؤسسة وتحتفظ بها؛ لغايات بيعها. ويختلف المخزون في المؤسسات والشركات التدجارية عمّا هو في المؤسسات الصناعية، حيث أنه في المؤسسات التجارية يُعتبر المخزون بضاعه جاهزة للبيع يتم استخدامها أو استهلاكها في أي وقت، بينما المخزون في المؤسسات الصناعية فيُعتبر مواد أولية وبضائع تحت التشغيل بحاجة إلى تصبيع وإعادة التصنيع، حيث تقوم المؤسسات التجارية خلال الفترة المالية الخاصة بعمليات البيع والشراء للبضائع، وعند قدوم نهاية الفترة المالية سوف نجد جزء من هذه البضائع في المخازن غير مباعة، وهذه البضائع يُطلق عليها اسم المخزون آخر المدة، أو بضاعة آخر المدة والتي تظهر في الميزانية العمومية من جانب الأصول، تحت بند الأصول المتداولة.

كيفية جرد المخزون:

المقصود من عملية الجرد هو إيضاح وبيان كمية ومقدار البضائع الموجودة في المخازن، وتحديد قيمتها المالية في نهاية الفترة المالية، حيث تعمل المؤسسات في نهاية الفترة المالية تخصييص لجنة مالية مكوَّنة من مجموعة من الأشخاص؛ للقيام بعملية الجرد المحاسبي للبضائع الموجودة والمتبقية في المخازن، عن طريق عدّ وإحصاء وقياس البضائع وتعبئة هذه المعلومات في نماذج الجرد. وفيما يلي نموذج جرد مبسط لمحل بيع المواد الغذائية:

اسم الصنفالوحدةتكلفة الوحدة $الكميةالتكلفة الاجمالية $
معلباتكرتون101001000
سكاكركيلو5100500
مشروبات غازيةقطعة0.520001000
مواد تنظيفقطعة1300300

الرقابة على المخزون:

المخزون من أهم الموارد التي تمتلكها المؤسسات بشكل عام؛ ولذلك هو يلقى عناية خاصة من قِبل أصحاب المؤسسات، حيث تؤثر قيمة المخزون بشكل أساسي على النتائج الخاصة بأعمال المؤسسة، من ربح وخسارة، وكذلك تؤثر على المركز المالي للمؤسسة. وبناء على ذلك يتم اتباع طرق معينة للرقابة على المخزون.
ومن أهم هذه الطرق أن تقوم المؤسسة بتخصيص بطاقة خاصة لكل صنف من الأصناف الموجودة بداخل المؤسسة، تُسمَّى بطاقة الأصناف، حيث يتم تسجيل في هذه البطاقة جميع الحركات الواردة والصادرة الخاصة بالصنف المحدد؛ لمعرفة كمية ورصيد كل صنف في أي وقت من الأوقات، ومقارنتها مع بعضها البعض ومع البضائع الموجودة في المخازن، حيث تقوم المؤسسات بالقيام بعملية توظيف شخص مسؤول عن البضائع الموجودة في المخازن، يُسمّى أمين المستودع أو أمين المخزون. وفيما يلي نموذج لبطاقة صنف أحذية رياضية لمحل لتجارة الأحذية:

التاريخنوع العمليةالواردالصادرالرصيد
12/31رصيد آخر المدة25
1/1رصيد أول المدة10
1/31مبيعات64
2/28مشتريات5054
8/31مردودات مبيعات155
10/1مردودات مشتريات3025

المعالجة المحاسبية لعمليات البضاعة:

في العالم المحاسبي يتم استخدام نظامين محددين للقيام بعملية الجرد، هما الجرد الدوري والجرد المستمر. وفيما يلي سوف نقوم بتوضيح هذه الطرق:

نظام الجرد الدوري:

سُمّي بالجرد الدوري لأنه يتم التعامل به بشكل دوري وبشكل مستمر أي أنه لا يتم لمرة واحدة فقط، حيث تقوم المؤسسة تبعاً لهذا النظام بعملية جرد فعلية للبضاعة الموجودة في المخازن في نهاية الفترة المالية؛ وذلك لمعرفة كمية وتكلفة البضائع المتبقية في المخازن ولم يتم بيعها في آخر المدة أو مخزون آخر المدة. وكذلك لمعرفة تكلفة البيعات وبالتالي معرفة نتيجة عمل المؤسسة من ربح أو خسارة، فتبعاً لهذا النظام يتم استخراج إجمالي الدخل في نهاية الفرة المالية من خلال الخطوات التالية:

1- جرد المخزون نهاية المدة: من خلال جرد نهاية المدة أو آخر المدة يتم معرفة كمية البضائع المتبقية في المخازن في نهاية الفترة المالية.

2- توضيح كمية المخزون في آخر المدة: بعد القيام بعملية الجرد الفعلي للمخزون في فترة نهاية المدة، فيتم استخراج تكلفة البضاعة الموجودة في المخازن وتحديد قيمتها المالية وتسجيل هذه القيمة بالدفاتر، تليها مرحلة إقفال الحساب المخزون في أول المدة في الدفاتر المحاسبية كما يلي، علماً بأن (ح) تعني حساب:

المدينالدائنالبيان
xxxمن ح/بضاعة آخر المدة
xxxإالى ح/الأرباح والخسائر (ملخص الدخل)
قيمة البضاعة المتبقية في المخازن
المدينالدائنالبيان
xxxمن ح/الأرباح والخسائر(ملخص الدخل)
xxxإلى ح/بضاعة أول المدة
إقفال حساب البضاعة في أول المدة


وعادةً ما يظهر حساب بضاعة آخر المدة في جانب الأصول في قائمة المركز المالي بجانب الأصول. وكذلك يظهر المخزون أو ما يُسمى بحساب آخر المدة في قائمة الدخل مطروحاً منه البضاعة المتاحة للبيع؛ وذلك لتحديد تكلفة البضاعة المباعة “تكلفة المبيعات” وذلك حسب نظام الجرد الدوري، حيث تُمثل تكلفة البضاعة في آخر المدة في أول المدة للفترة المالية القادمة.

3– استخراج تكلفة البضاعة المباعة: تُعبر تكلفة البضاعة المباعة عن تكلفة البضاعة المباعة التي كانت تملكها المؤسسة، بالإضافة إلى المشتريات التي تمت خلال الفترة المالية مطروحاً منها تكلفة البضاعة في آخر المدة، حيث يقوم المحاسبون باستخراج تكلفة المبيعات تبعاً لنظام الجرد الدوري كما يلي:

القيمة الكليةالقيمة الجزئيةالبيان
xxxبضاعة أول المدة
xxx(+) صافي المشتريات
xxx(+) مصاريف المشتريات
xxxالبضاعة المتاحة للبيع
(xxx)(-) بضاعة آخر المدة
xxxتكلفة المبيعات

4– استخراج مجمل دخل الفترة: بعد القيام بتحديد تكلفة البضاعة المباعة، خلال الفترة المالية، أصبح من الإمكان أن تُحدد المؤسسة أو الشركة مجمل الدخل التي حصلت عليه من خلال المعادلة المحاسبية التالية:

القيمةالبيان
xxxصافي المبيعات
(xxx)(-) تكلفة المبيعات
xxxمجمل الدخل (ربح/خسارة)

ما هي الحسابات المستخدمة وفق نظام الجرد الدوري؟

تبعاً لنظام الجرد الدوري يتم فتح مجموعة من الحسابات واعتمادها والعمل بها، حيث تكون مخصصة لحركة البضائع خلال الفترة المالية وهذه الحسابات هي ما يلي:

  • حسابات خاصة بالمشتريات: حساب المشتريات، حساب مصاريف المشتريات، حساب مردودات المشتريات ومسموحاتها وحساب الخصم على المشتريات (الخصم المكتسب).
  • حسابات خاصة بالمبيعات: حساب المبيعات، حساب مردودات المبيعات ومسموحاتها، حساب الخصم على المبيعات (الخصم المسموح به).
  • حسابات خاصة بالمخزون: حساب بضاعة اول المدة، حساب بضاعة آخر المدة.

نظام الجرد المستمر:

تِبعاً لهذا النظام فإنه يتم معرفة تكلفة البضاعة المباعة، وكذلك يتم معرفة مقدار الأرباح التي حققتها المؤسسة أو الخسائر التي تحملتها المؤسسة أولاً بأول، وبعد القيام بعملية تسجيل كل عملية بيع تحدث دون الانتظار أو التأجيل حتى نهاية السنة؛ لتتمكن المؤسسة والمحاسبين المعنيين من القيام بعملية الجرد، ومعرفة قيمة بضاعة آخر المدة، حيث يتم القيام بفتح حسابين، حساب خاص بالبضاعة يكون بالجانب مدين عند حدوث عملية الشراء ودائن عند عملية البيع ورصيده يمثل البضاعة المتبقية بالمخازن.
والحساب الآخر مخصص لتكلفة المبيعات ويكون مدين، ويتم استخدام هذا النظام من قِبل المؤسسات التي تتعامل مع عدد قليل من الفئات والأصناف المعروضة للبيع، ذات القيمة السعرية العالية مثل معارض السيارات ومحلات بيع الأثاث والمفروشات وغيرها.

المصدر: كتاب مبادئ المحاسبة، د. أحمد رجب عبد العال – أستاذ المحاسبة بجامعة الإسكندرية ورئيس قسم المحاسبة بجامعة بيروت العربية، مركز الكتب الثقافية 1983م.كتاب أصول المحاسبة، د. خالد أمين عبد الله - د. سليمان حسن عطية. - د. فوزي غرابية. - د. نعيم دهمش، د. هاني محمود أبو جبارة، قسم المحاسبة، كلية الإقتصاد والتجارة الجامعة الأردنية عمان – الأردن، جمعية عمال المطابع العاونية 1981م.كتاب أصول صناديق الاستثمارفي الأسواق المالية، الكاتب د.شريط صلاح الدين، طبعة سنة2018محاسبة وتقييم المشروعات الإقتصادية، د. علي يوسف خليفة، منشأة المعارف الإسكندرية 2001م.كتاب مبادئ الاستثمار وتطبيقاته،الكاتب جميل جموه،طبعة سنة 2019


شارك المقالة: