ما هي طرق تصحيح الأخطاء المحاسبية؟

اقرأ في هذا المقال


تعتمد عملية تصحيح الأخطاء المحاسبية بناءً على نوع الخطأ المحاسبي والمرحلة أو الوقت الذي تم اكتشاف به هذه الأخطاء، حيث تختلف طريقة التصحيح من خطأ وذلك تِبعاً للمكان الذي تم إيجاد فيه الخطأ والمرحلة المحاسبية لذلك.

طرق تصحيح الاخطاء المحاسبية:

العديد من الطرق المتبعة لتصحيح الاخطاء، حيث تعتمد الطريقة على نوع ومكان الخطأ، ومن هذه الطرق ما يلي:

1- تصحيح الأخطاء التي تظهر عند التسجيل بدفتر اليومية:

في حال تم اكتشاف الخطأ المحاسبي عند القيام بعملية تسجيل القيود في دفاتر اليومية؛ فإنه لا يمكن تصحيحه أو تعديله عن طريق الحذف أو الشطب أو التعديل أو المحو، وكذلك الحال عند استخدام البرامج الحاسوبية والأنظمة المحاسبية المتبعة، فهي لا تعطي الحرية للمحاسب للقيام بعملية التعديل أو الحذف. ولكن يوجد طريقتين لتصحيح وتعديل الأخطاء التي تم اكتشافها عند التسجيل وهي: الطريقة غير المباشرة المطولة والطريقة المختصرة المباشرة.
فالطريقة المطولة (غير المباشرة): فمن خلال اتباع هذه الطريقة يتم تصحيح الخطأ المحاسبي من خلال كتابة قيدين الأول لإلغاء القيد الخاطئ، والثاني قيد لتصحيح الخطأ، حيث سيتم توضيح شكل هذه القيود في الدفاتر المحاسبية من خلال المثال التالي: على سبيل المثال، لقد قام المحاسب بتسجيل قيد خطا لعملية بيع بضاعة على الحساب بقيمة 5000$ وذلك بتسجيل القيد التالي، “علماً بأن ح تعني حساب”:

المدينالدائنالبيان
3000من ح/المبيعات
3000إلى ح/المدينون
بيع بضاعة على الحساب

ومن خلال الجدول التالي سيتم تصحيح القيد الخطأ باستخدام الطريقة المطولة، أولاً نقوم بتسجيل قيد عكسي لإلغاء القيد الخطأ كما يلي:

المدينالدائنالبيان
3000من ح/المدينون
3000إلى ح/المبيعات
عكس القيد الخطأ

ثانياً نقوم بتسجيل القيد الصحيح:

المدينالدائنالبيان
5000من ح/المدينون
5000إلى ح/المبيعات
بيع بضاعة على الحساب

أمّا الطريقة المختصرة المباشرة: فمن خلال اتباع هذه الطريقة، يتم تسجيل قيد محاسبي واحد فقط يتم فيه إلغاء القيد الخاطئ وإثبات القيد الصحيح، ولكن من خلال اتباع هذه الطريقة قد لا تنجح من جميع الأخطاء التي تحدث في دفتر اليومية؛ ولهذا يفضل استخدام الطريقة السابقة أي الطريقة المطولة وليست الطريقة المختصرة؛ لتسهيل عملية مراجعة الأخطاء المحاسبية وتصحيحها.

2- تصحيح الأخطاء التي تحدث في دفتر الأستاذ:

أغلب الأخطاء التي تحدث في دفتر الأستاذ العام، إما أن تحدث عند القيام بعمليات الترحيل من دقتر اليومية إلى دفتر الأستاذ، أو عند تحليلها وتبويبها في صفحة الأستاذ أو عند القيام بعملية الترصيد. وعادةً ما يتم اكتشاف هذه الأخطاء؛ نتيجة عدم توازن ميزان المدفوعات أو وجود الأخطاء الواضحة في العمليات المحاسبية، حيث أنه عند اكتشاف الخطأ يتم تسجيل العملية المالية في الدفاتر المحاسبية، ومن ثم القيام بترحيل الخطأ إلى دفتر الأستاذ العام، وهكذا عند وجود الخطأ في دفتر اليومية من الممكن أن يُعدل الخطأ ويشطب ويمحو ويُمسح.

3- تصحيح أخطاء السنوات السابقة:

الأخطاء المحاسبية للسنوات السابقة إما أن تحدث سابقاً ويتم اكتشافها حالياً، أو أن تحدث ويتم اكتشافها بنفس العام أو بنفس السنة المالية. وهذه الأخطاء إما أن تكون مفتعلة وارتكابية أو أن تكون أخطاء عن طريق السهو أو غير معتمدة الحدوث، حيث يجب أن يقوم المحاسب بتصحيح الخطأ بنفس الفترة التي تم اكتشاف فيها هذا الخطأ؛ حتى لا يستمر تأثير هذا الخطأ على القوائم المالية التي يتم إنشائها في نهاية السنة المالية. ومن المعروف أن الحسابات مقسومة إلى جانبين؛ الحسابات الدائنة والحسابات المؤقتة، حيث تختلف طريقة تصحيح الأخطاء باختلاف تأثير هذا الخطأ على الحاسبات.
ومن خلال المثال التالي سوف نقوم بتوضيح طريقة تصحيح الأخطاء التي حدثت على الحسابات الدائمة، حيث ظهر رصيد حساب المدين (شركة القدس) المسجل في دفاتر الشركة في نهاية شهر نيسان من سنة 2016 بقيمة 20.000 دولار وعند مطابقة الحسابات ومراجعتها مع المدين تبين بأن هنالك دفعة من شركة التعاون في شهر 12/2015 بقيمة 5000 دولار، مسجلة بالخطأ باعتبارها دفعة من حساب شركة التفاؤل. ونلاحظ من هذا المثال أن الخطأ حدث في سنة 2015، وتم اكتشافه في سنة 2016؛ أي بعد القيام بعملية إقفال حسابات 2015، وهذا الخطا قد أثّر على حساب من الحسابات الدائمة وهو حساب المدينون، ففي هذه الحالة يتم تصحيح الخطأ بتسجيل القيد التالي في 31/03/2016:

المدينالدائنالبيان
5000من ح /المدين (شركة التفاؤل)
5000إلى ح/المدين (شركة التعاون)
تعديل خطأ وقع في الفترة المالية السابقة

بينما في حال كان الخطأ، قد أثر على الحسابات المؤقتة مثل الإيرادات والمصاريف؛ عندها سوف يتم تصحيح الخطأ كما هو واضح في المثال التالي: تم اكتشاف المحاسب في شهر مايو 2016 بوجود مصاريف سفر وإقامة في شهر أكتوبر 2015 بقيمة 3000$ دفعها صاحب الشركة ولم يتم تسجيلها. والمطلوب هو تصحيح الخطأ في سنة 2016. حيث نلاحظ من هذا المثال أن الخطأ حصل في سنة 2015 وتم اكتشافه في سنة 2016؛ أي بعد إقفال حسابات 2015، وهذا الخطا قد أثر على حساب من الحسابات المؤقتة وهو المصروفات الذي تم إقفاله في سنة 2015، ففي هذه الحالة يتم تصحيح الخطا بتسجيل القيد التالي:

المدينالدائنالبيان
3000من ح/ أرباح محتجزة أو مدورة
3000إلى ح/ جاري صاحب الشركة
إثبات مصاريف سنوات سابقة

ملاحظة:في نهاية السنة المالية 2016 وعند إعداد القوائم المالية المقارنة(2015+2016) يتم عرض قائمة 2015 بقيمها التعديلية.

المصدر: كتاب مبادئ المحاسبة، د. أحمد رجب عبد العال – أستاذ المحاسبة بجامعة الإسكندرية ورئيس قسم المحاسبة بجامعة بيروت العربية، مركز الكتب الثقافية 1983م.كتاب أصول المحاسبة، د. خالد أمين عبد الله - د. سليمان حسن عطية. - د. فوزي غرابية. - د. نعيم دهمش، د. هاني محمود أبو جبارة، قسم المحاسبة، كلية الإقتصاد والتجارة الجامعة الأردنية عمان – الأردن، جمعية عمال المطابع العاونية 1981م.كتاب أصول صناديق الاستثمارفي الأسواق المالية، الكاتب د.شريط صلاح الدين، طبعة سنة2018محاسبة وتقييم المشروعات الإقتصادية، د. علي يوسف خليفة، منشأة المعارف الإسكندرية 2001م.كتاب مبادئ الاستثمار وتطبيقاته،الكاتب جميل جموه،طبعة سنة 2019


شارك المقالة: