المخاطر المهنية التي يتعرض لها عمال صناعة الطوب

اقرأ في هذا المقال


أهمية الكشف عن المخاطر المهنية في صناعة الطوب:

تستجيب الأذن البشرية للأصوات بطريقة معقدة وفعالة للغاية، كما إنه جزء شائع من حياتنا اليومية بحيث لا يمكننا التغاضي عن دوره في الحفاظ على حياة صحية، حيث يمكن للإنسان أن يهرب من الصوت المزعج غير المرغوب فيه الذي يسبب إزعاجاً في عين الناظر.

وعلى الرغم من وجود العديد من مصادر الضوضاء بما في ذلك الصناعات وأعمال البناء والعشوائية من مختلف الأدوات أو أنواع الآلات؛ لا تزال المستويات العالية من الضوضاء المهنية تمثل مشكلة في جميع مناطق العالم، وخاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، يتعرض أكثر من 30 مليون عامل لضوضاء خطيرة.

فمثلاً في ألمانيا، يتعرض 4-5 ملايين شخص (12-15٪ من القوى العاملة) لمستويات ضجيج تُعرف بأنها خطرة، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وعموماً؛ يمكن أن تؤدي أصوات 60 ديسيبل إلى الصم مؤقتاً، كما ويمكن أن تسبب أصوات 100 ديسيبل صماً تاماً (منظمة الصحة العالمية، 2002م).

كما يؤثر الضجيج على الإنسان جسدياً ونفسياً، حيث أن الاضطرابات والأمراض المختلفة الناتجة عن الضوضاء قد تسبب ارتفاع ضغط الدم والصداع والأرق، كما يمكن أن يعني الصوت والضوضاء نفس الشيء، ولكن مع مراعاة البيئة الصوتية التي تميز بين هذين المصطلحين.

أيضاً قد يُطلق على الضوضاء تأثيرات صوت غير مرغوب فيه، وذلك كما أوضح مولينو (1979م)، حيث أن الضرر العضوي الفوري للأذن يمكن أن يحدث من الطاقة الصوتية المفرطة، كما تمت دراسة مستوى الضوضاء في مواقع مختلفة بما في ذلك المناطق السكنية والتجارية والصناعية ومناطق النقل في البنجاب في باكستان.

كما تمت الإشارة في الدراسة إلى التأثيرات السلبية المختلفة لمستوى الضوضاء المرتفع في المواقع المذكورة، حيث تم إجراء مقارنة مع المدن الرئيسية الأخرى من حيث مستوى الضوضاء أيضاً في الدراسة، أيضاً تمت دراسة التأثير الضار للتلوث الضوضائي على شاغلي مناطق مختلفة من دلهي بواسطة سينغ ودافار.

مناهج البحث العلمي الخاصة بحل المشكلة:

تتكون هذه الدراسة البحثية من جزأين، أحدهما عبارة عن استبيان وآخر هو أخذ العينات، حيث كانت منطقة الدراسة هي مقاطعتي (Rajshahi) و(Gazipur)، وذلك نظراً لوجود العديد من مجموعات أفران الطوب في تلك المنطقة.

وخلال وقت تصميم البحث؛ تم اختيار اثني عشر مجموعة من قمائن الطوب للبحث من بين ثمانية في منطقة راجشاهي وأربعة أخرى في منطقة غازيبور، كذلك استكشاف أسهل استراتيجية لإكمال العمل البحثي في الوقت المناسب تم إجراء استطلاع رأي.

كما تم تسجيل عينات الضوضاء المحيطة ومقارنتها بالمستوى القياسي الوطني لمعلمات جودة الضوضاء المحيطة، وهو متغير التحكم الموجود بالفعل؛ وبهذه الطريقة تم إيجاد مستوى المخاطرة لمعلمات الصوت.

جمع بيانات المسح:

تم جمع بيانات المسح من خلال جدول المقابلات الشخصية من المستجيبين من مناطق الفرن المختارة، كما تم إجراء ما مجموعه 350 مقابلة شخصية في مناطق الفرن المختارة، حيث تولى البحث كل العناية الممكنة لإقامة علاقة مع المستجيبين حتى لا يشعروا بأي تردد أثناء بدء المقابلة، وحيثما شعر المستجيبون بصعوبة في فهم أي أسئلة؛ حرصت الباحثة على الشرح والتوضيح.

أخذ العينات في الموقع:

لا توجد علاقة بسيطة بين القياسات الفيزيائية لمستوى ضغط الصوت وإدراك الفرد لجهارة الأصوات، حيث يتكون الصوت من ترددات مختلفة، لكن الأذن البشرية لا تستجيب لجميع الترددات، حيث تم تسجيل الضوضاء المحيطة من مواقع مختلفة لأخذ العينات في منطقة الدراسة.

كما تم أخذ عينات من مستوى الضوضاء المحيطة خلال فترة إنتاج الطوب. عادة ما تكون عدادات مستوى الصوت مجهزة بدارات ترجيح تقوم بتصفية الترددات المحددة، ولقد وجد أن المقياس (A) على مقياس مستوى الصوت يقارب بشكل أفضل استجابة التردد للأذن البشرية.

كما أن مستويات ضغط الصوت المقاسة بمقياس مقياس الصوت يتم اختصارها (dB)، حيث تتوفر العديد من الأجهزة الإلكترونية لقياس الضوضاء في الوقت الحاضر، وذلك خلال هذه الدراسة، كما تم استخدام مقياس مستوى صوت دقيق.

كما تم إجراء مسح فعال لمستويات الضوضاء في مواقع أخذ العينات المختلفة في منطقة الدراسة خلال فترة الإنتاج، وتم قياس مستويات الضوضاء خلال ساعات الذروة (09:30 صباحاً – 04:30 مساءً) في مناطق الفرن، أيضاً تم قياس مستويات الضوضاء للكشف عن مستوى شدة المصادر الفردية المختلفة، وكذلك مواقع أخذ العينات المختلفة في منطقة الدراسة، كما تم تعليق مقياس مستوى الصوت على ارتفاع 1.5 متر تقريبًا فوق سطح الأرض.

تحليل البيانات:

تم تحليل البيانات الثانوية والأولية ببرمجيات علمية مثل (MS Excel 2013)، حيث تم حساب القياسات الإحصائية مثل قيمة الانحراف الأقصى والدنيا والمتوسط والانحراف المعياري لتصنيف المتغيرات ووصفها، كما تم استخدام الجداول والرسوم البيانية لعرض النتائج.

النتائج النهائية ومناقشتها:

الضوضاء الشديدة هي نتيجة غير مرغوب فيها للبيئة المحيطة، حيث يمكن أن يتداخل مع النوم أو العمل أو رد الفعل، وعندما يتجاوز الحد الأقصى؛ فإنه قد يسبب اضطراباً فسيولوجياً ونفسياً، ومن ثم فإن هذا الضغط النفسي والجسدي يؤثر على الصحة العامة لمن يتعرضون له.

كما تحتاج أنشطة أفران الطوب المتزايدة إلى الاستخدام المفرط لأنواع مختلفة من الآلات مثل آلة النفخ (آلة Howa) وآلة مطحنة الصلصال وآلة كسارة الفحم وآلة بئر الأنبوب الضحل وصوت تحميل السيارة والطوب وما إلى ذلك، مما أدى إلى عدد من المشاكل البيئية في منطقة الدراسة، حيث تأثر غالبية عمال قمائن الطوب في مناطق الدراسة بهذه المشكلة، كما تمت مناقشة نتائج مسح الاستبيان والبيانات التجريبية الميدانية التي تم تحليلها أدناه.

المخاطر المهنية المصاحبة:

عندما تم إجراء مسح قصير للحصول على معلومات حول المخاطر المهنية بسبب التلوث الضوضائي في مناطق قمائن الطوب، كان من بين المستجيبين الذين استجابوا للتلوث الضوضائي كمشكلة، حيث قال 47٪ من المستجيبين أن الضوضاء مشكلة محتملة، بينما اعتبر 30٪ من المستجيبين أن التلوث الضوضائي مشكلة لا تطاق، كما قال غالبية المستجيبين تقريباً أن التلوث الضوضائي في منطقة الفرن أثر على صحتهم الجسدية والعقلية، بينما قال جزء صغير فقط من المستجيبين أن التلوث الضوضائي لم يكن له أي تأثير صحي كبير.

الحد الأقصى والحد الأدنى لمستوى الضوضاء:

أجريت الدراسة على الضوضاء المهنية للعمال نتيجة تشغيل الآلات في فترة إنتاج الطوب، وكما تبين أن مستوى التلوث الضوضائي للمصدر الفردي أثناء أخذ العينات في الموقع، حيث تم تسجيل أعلى وأدنى متوسط قيمة لأقصى مستوى للضوضاء في آلة الكسارة وآلة الآبار الأنبوبية الضحلة على التوالي.

كما تستخدم آلات التكسير لسحق الفحم والطوب، بحيث إنه غير قانوني ويحدث بيئة صاخبة في مجموعة قمائن الطوب والمناطق المحيطة بها، كما تم تسجيل أعلى وأدنى متوسط قيمة لأدنى مستوى للضوضاء في آلة النفخ (Hawa) وآلة الآبار ذات الأنبوب الضحل على التوالي.

المصدر: WHO. (2002). World Health Report 2002 – reducing risks, promoting health life. Geneva, World Health Organization.Trivedi, P.R. and Raj, G. (1992). Noise Pollution. Akashdeep Publication, New Delhi-110002, India.Daniel, N.G. (1998). Cause and effects of noise pollution. Interdisciplinary Minor in Global Sustainability, University of California, Irvine, USA.Narendra, S and S.C. D. (2004.) Noise pollution-sources, effects and control. J. Hum. Ecology.16(3) : 181-187.


شارك المقالة: