ما هي أشراط علامات الساعة الصغرى؟

اقرأ في هذا المقال


أشراط علامات الساعة الصغرى:

إن أشراط الساعة نوعين وهما صغرى وكبرى، والفرق بينهما بأنّ الكبرى يعقبها قريباً قيامُ الساعة، ويحدث لها تأثير كبير على وجه الأرض، ويستشعرُ بها جموع الناس، لكن الصغرى فإنها تتقدم على الساعة بزمن، وتقع في مكانٍ دون مكان آخر، ويشعر بها قومٌ دون قوم. وسنبدأ هنا بذكر العلامات الصغرى، مستدلاً إياها من الآيات والأحاديث الواردة في ذلك متحرياً الدقة وصحة الأحاديث، وثبوت الآثار. وسنبدأ الآن بذكر بعض هذه العلامات.

  • بعثة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن بعثته هي دليلٌ وعلامةٌ على اقتراب الساعة، وأن هذه العلامةُ هي أولُ أشراطُ الساعة الصغرى. فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: “رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال بإصبعيهِ هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام: بُعثتُ والساعة كهاتين” رواه البخاري ورواه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام:” بُعثتُ في نَسم الساعة”.
    وقال القرطبي: أولُها النبي عليه الصلاة والسلام؛ وذلك لأنه نبيٌ آخر الزمان، وقد بُعث ليس بينه وبين القيامة نبيّ.
  • وفاة النبي عليه الصلاة والسلام: الفجيعة بموته عليه الصلاة والسلام، وهي من أوائل علامات قُرب الساعة فقد قال عوف بن مالك: أتيتُ النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فقال: إعداد ستاً بين يدي الساعة: موتي ، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظلُ ساخطاً، أي يكثر المال عند الناس ويغتنوا حتى لا يكاد الرجلُ يفرح إلّا بآلاف الدنانير، ثم فتنةً لا يبقى بيت من العرب إلا دخلتهُ، ثم هدنةً تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً تحت كلّ غايةً اثنا عشر ألفاً.
  • انشقاق القمر: فقال تعالى:”اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُوَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ” القمر:1-2.
    قال الحافظ ابن كثير: قد كان هذا في زمان رسول الله عليه الصلاة والسلام كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة، وهذا أمرٌ متفقٌ عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي عليه الصلاة والسلام وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات.
    وقال أنسٌ رضي الله عنه: “إنّ أهل مكة سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يريهم آية؛ فأراهم انشقاق القمر”. متفق عليه. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:” بينما نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم بِمنى إذ انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقةً وراء الجبل وفلقةً دونه، فقال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم”اشهدوا”. متفق عليه.
    وقال ابن عباس رضي الله عنه:”اجتمع المشركون على رسول الله صلّى الله عليه فقالوا: إن كنت صاقاً فشق لنا القمر فرقتين، ونصفاً على قعيقعان، وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربهُ أن يُعطيه ما سألوا؛ فأمسى القمر القمر نصفين ، نصفاً على أبي قبيس، ونصفاً على قعيقعان، ورسول الله عليه الصلاة والسلام، يقول:”اشهدوا”. رواه أبو نعيم في دلالة النبوة.
  • انقراض الصحابة الكرام رضي الله عنهم: إن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام هم خيرُ هذه الأمةِ بعد نبينا عليه الصلاة والسلام، وفي حديث أبي موسى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون” رواه مسلم. ففي هذا الحديث قرن ذهاب الصحابة عليه الصلاة والسلام بذهاب أمارتينِ للساعة، ذهاب النجوم، ونزول الشهب، وموت الرسول عليه الصلاة والسلام. وأنه ثبت في الأحاديث أنه يذهب الصالحون الأول فالأول فتقوم الساعة على شرار الخلق.
  • فتح بيت المقدس: عندما بُعث النبي عليه الصلاة والسلام، كان بيت المقدس تحت وطأةِ الروم والنصارى والروم: هي دولة قويةً ومتمكنةً، وقد بشر النبي عليه الصلاة والسلام بفتح بيت المقدس، وعدّ ذلك من أشراط الساعة، كما في حديث عوف بن مالك، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:” اعدد ستاً بين يدي الساعة” رواه البخاري. وذكر منها فتح بيت المقدس.
    وقد فُتح بيت المقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة:16 هجري- 637 للميلاد. وطهرهُ من الكفر وبنى فيه مسجداً. وقد فُتح بيت المقدس مرتين مرة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومرةً في زمن الدولة الأيوبية؛ فتحهُ صلاح الدين الأيوبي رحمهُ الله. وستُفتح القدس بإذن الله على يد فئة مؤمنة، حتى أن الشجر والحجر ينطلق قائلاً:” يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي ورائي تعال فاقتلهُ” رواه مسلم.

المصدر: كتاب نهاية العالم أشراط الساعة الصغرى والكبرى، للدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي.كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائد في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية، تأليف مشاري سعيد المطرفي.كتاب مختصر أشراط الساعة الصغرى والكبرى، إعداد عوض بن علي بن عبد الله- تقديم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.كتاب موسوعة أحاديث الفتن وأشراط الساعة، تأليف همام عبد الرحيم سعيد.كتاب الحشر وقيام الساعة، للشيخ ماهر أحمد الصوفي.


شارك المقالة: