حديث في التيسير على الناس

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ مبلّغاً لرسالة الإسلامِ في كلِّ صفاته، موضّحاً أنّ الإسلامَ لا يأتي بالإكراهِ والتّنفيرِ وطلبِ ما لا يستطاعُ، وكانّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ يوصي أصحابهُ بالتّسهيلِ على النّاسِ والتّيسيرِ عليهمْ، وأنْ يكونوا رُسلاً لهُ للأمّةِ يوضحونَ دينهمْ بصورتهِ السّمحةِ الرّحيمة، وسنعرضُ حديثاً في الدّعوةِ إلى التّيسير.

الحديث:

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا آدمُ، حدّثنا شعبةُ، عنْ أبي التّيّاحِ، قال: سمعتُ أنسَ بنَ مالكٍ  رضيَ اللهُ عنهُ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “يسِّرُوا ولا تُعسِّروا، وسكّنوا ولا تُنَفِّروا”)). رقمُ الحديث: 6152.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأدبِ، بابُ: (قولِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “يسّروا ولا تعسِّروا”)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريُّ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ خادمُ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ ومنَ المكثرينَ بروايةِ الحديث عنهُ منَ الصّحابةِ، أمّا رجالُ سندِ الحديثِ البقيّةِ:

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى ضرورةِ التّيسيرِ على النّاسِ، وقدْ دعا عليه الصّلاةُ والسّلامُ إلى التّيسيرِ وعدمِ التّنفيرِ لإظهارِ صورةِ الإسلامِ السّمحةِ في سهولتهِ ومرونتهِ، وكذلكَ التّسكينُ وعدمُ التّنفيرِ، وقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ يوصي أصحابهُ في الفتوحاتِ والغزواتِ بذلكَ موضّحاً لهمْ أنّ التّنفيرَ منَ الأساليبِ الّتي تنفّرُ النّاسَ منْ دخولِ الإسلامِ، وأنّ المسلمينَ في طبيعتهمْ يجبُ أنْ يكونوا مبشّرينَ بما جاءَ به الإسلامُ، وقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ سهلاً في كلِّ أمورهِ بوصفهِ مبلّغاً لهذا الدينِ السّمحِ، وعلى أمّة الإسلامِ الاقتداءُ بهِ كلٌّ في موقعهِ، فالمسؤولُ يجبُ أنْ يكونَ ميسّراً لأمورِ العبادِ، والمعلّمُ كذلكَ في تبليغِ الرسالةِ الّتي يعلّمها للنّاسِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • الإسلامُ دينُ التّسامحُ والتّساهلُ وعدمِ التّنفيرِ.
  • يجبُ على المسلمِ الاقتداءُ برسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَمَ في تبشيره وسهولته وعدمِ تنفيره.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيالثقات لابن حبّان


شارك المقالة: