من علامات الساعة الصغرى "عود أرض العرب مروجاً وأنهاراً"

اقرأ في هذا المقال


عود أرض العرب مرجاً وأنهاراً:

إن من علامات الساعة الصغرى التي سنتحدث عنها هي عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً”. وفي هذا الحديث دلالة على أرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً، وأنها ستعود كما كانت مروجاً وأنهاراً، وأنها ستعود كما كانت مزدوجاً وأنهاراً.
قال النووي في معنى عود أرض العرب مروجاً وأنهاراً،ومعناه أي أنهم يتركونها ويُعرضون عنها، فتبقى مهلة، لا تُزرع، ولا تُسقى من مياهها، وذلك لقلّة الرجال، وكثرة الحروب، وتراكم الفتن، وقرب الساعة، وقلّة الآمال، وعدم الفراغ لذلك والاهتمام به”.
والذي يظهر لي أن ما ذهب إليه النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث فيه نظر؛ فإن أرض العربِ أرضٌ قاحلة شحيحة المياه، وقليلة النبات، غالب مياهها من الآبار والأمطار، فإذا تُركت واشتغل عنها أهلها، مات زرعها، ولم تَعُد مروجاً وأنهاراً. وظاهر الحديث يدلّ على أن بلاد العرب ستكثرُ فيها المياه، حتى تكون أنهاراً، فتنبت بها النباتات، فتكون مروجاً وحدائق وغابات.
والذي يؤيد هذا أنه ظهر في هذا العصر عيونٌ كثيرةٌ تفجّرت كالأنهار، وقامت عليها زراعاتٌ كثيرة، وسيكون ما أخبر به الصادق عليه الصلاة والسلام، فقد روى معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك:” إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يُضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمسّ من مائها شيئاً حتى آتي، فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك، تبضّ بشيء من ماء، قال: فَسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئاً، قالا: نعم، فسّبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لهما ما شاء الله أن يقول. قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً، حتى اجتمع في شيءٍ. قال: ثم غسل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماءٍ منهمر، أو قال غزير، حتى استقى الناس، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” يوشك يا معاذ إن طالت بك حياةٌ أن ترى ما ها هنا مُلىء جِناناً”. صحيح مسلم.

كثرة المطر وقلة النباتات:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” لا تقوم الساعة حتى تُمطر السماء مطراً لا تُكِنّ منها بيوت المدر، ولا تُكِنّ منها إلا بيوت الشعر” ومعنى الطين المَدَر هي الطين اليابس المتماسك. مسند أحمد.
وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” لا تقوم الساعة حتى يُمطر الناس مطراً عاماً، ولا تُنبتُ الأرض شيئاً” مسند أحمد. فإذا كان المطرُ سبباً في إنبات الأرض، فإن للهِ تعالى أن يُوجد ما يمنع هذا السبب من ترتّب المسبّب عليه، والله تعالى خالق الأسباب ومسبّباتها، لا يعجزهُ شيء.
وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” ليست السّنة بأن لا تُمطروا، ولكن السّنة أن تُمطروا وتُمطروا ولا تُنبت الأرض الأرض شيئاً”. صحيح مسلم.

حسر الفرات عن جبل من ذهب:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” لا تقوم الساعةُ حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيُقتل من كل مئةٍ تسعة وتسعون، ويقول كل رجلٍ منهم: لَعلي أكون أنا الذي أنجو” صحيح البخاري. فليس المقصود بهذ الجبل من ذهب النفط أو البترول الأسود، كما يرى ذلك أبو عبية في تعليقه على النهاية وذلك من وجوه:
– أن النص جاء فيه: جبلٌ من ذهب، والبترول ليس على الحقيقة، فإن الذهب هو المعدن المعروف.
– أن النبي عليه الصلاة والسلام، أخبر أن ماء النهر ينحسر عن جبل من ذهب، فيراه الناس، والنفط أو البترول، يُستخرج من باطن الأرض بالآلات من مسافات بعيدة.
– أن النبي عليه الصلاة والسلام خصّ الفرات بهذا دون غيره من البحار والأنهار، والنفط نراهُ يستخرج من البحار كما يستخرج من الأرض، وفي أماكن كثيرة متعدّدة.
– أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الناس سيقتتلون عند هذا الكنز، ولم يحصل أنهم اقتتلوا عند خروج النفط من الفرات أو غيره، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام نهى من حضر هذا الكنز أن يأخذ منه شيئاً، كما في الرواية الأخرى عن أبي كعب رضي الله عنه، قال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا، إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:” يوشك الفرات أن يُحسر عن جبلٍ من ذهب، فمن حضره، فلا يأخذ منه شيئاً”. صحيح مسلم. ومن حمله على النفط، فإنه يلزمه على قوله هذا النهي عن الأخذ من النفط، ولم يقل به أحدٌ”، فإنه يلزمه على قوله هذا النهي عن الأخذ من لفظ، ولم يقل به أحدٌ”.

المصدر: كتاب أشراط الساعة، تأليف يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل- دار ابن الجوزي. كتاب نهاية أشراط الساعة الصغرى والكبرى، للدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي. كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الكبرى وآثارها الفكرية، لمشاري سعيد المطرفي. كتاب أشراط العلامات الكبرى، تأليف ماهر أحمد الصوفي. كتاب موسوعة أحاديث الفتن وأشراط الساعة، تأليف همام عبد الرحيم سعيد. كتاب فقه أشراط الساعة، تأليف محمد بن احمد بن اسماعيل المقدم.كتاب أشراط الساعة، تأليف يوسف بن عبد الله الوابل- دار ابن الجوزي.كتاب نهاية أشراط الساعة الصغرى والكبرى، للدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي.كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الكبرى وآثارها الفكرية، لمشاري سعيد بن المطرفي.كتاب أشراط العلامات الكبرى، تأليف ماهر أحمد الصوفي.كتاب موسوعة أحاديث الفتن وأشراط الساعة، تأليف همام عبد الرحيم سعيد.


شارك المقالة: