صور لنا الشعر الجاهلي جانب من جوانب حياة الجاهليين والتي تتمثل بالملابس وأنواعها المختلفة والتي توضح بساطة العيش وكيف تطورت بعد انتشار التجارة واتساع نطاقها.
أبرز أنواع الملابس من خلال الشعر الجاهلي
1- الأتحمي: وهي عبارة عن برود يمانية موشيةٌ بخطوط حمراء وخضراء تلبسها الأنثى وسمي بذلك نسبة للمكان الذي وضع فيه في اليمن وهو أتحم وقد صور لنا الأدباء الإناث للاتي لبسن الثياب ومنهم بشر بن أبي حازم عندما وصف محبوبته:
فيا لك حاجة ومطال شوقٍ
وقطع قرينةٍ بعد ائتلافٍ
كما ذكرها الشنفرى واصفًا إياها كالعبادة التي تستر جسم المرأة وتحميها عن أي شيء حيث ينشد:
ويوم من الشعرى يذوب لُعابهُ
أفاعيه في رمضائه تتململ
2- البرود: وهي ملابس للمرأة وتعد من أفخر أنواع الثياب وتدل على معالم حضارية بسبب نوع القماش المصنوعة منه وكذلك طريقة حياكتها وعُرفت بغلاء ثمنها وجودتها العالية لهذا كانت تصنع للنساء المترفات في الجاهلية وخط طرفة بن العبد أبياته فيها حيث ردد:
جازَتِ البيدَ إِلى أَرحُلِنا
آخِرَ اللَيلِ بِيَعفورٍ خَدِر
3- الدرع: يُعد أيضًا من ملابس الأنثى ويختلف عن درع الحرب وورد له اسم آخر وهو القميص أو الثوب الصغير وكانت ترتديه المرأة في بيتها وتميز بألوانه وإضافة الأزرار إليه وذكره علقمة الفحل في أبيات وصف فيها المرأة:
صفر الوشاحينِ ملءُ الدِّرع خَرعبة ٌ
كأنَّها رَشأٌ في البَيتِ مَلزومُ
4- الرَّيْطة: وهي الثياب الطويلة تُحاك بأشكال كثيرة وأطلق عليها أيضًا المُلاءه وتتميز بليونة ودقة صنعه ولونه الأبيض النقي وكان يُنسج للنساء المترفات وذكره ابن المنقذ حيث أنشد:
وترى الرّيط مواديع لها
شعرا تلبسها بعد شعر
5- السابري: وهو نوع من الثياب المخصصة للرقيق وانتشاره في الجاهلية يدل على علاقة الجاهليين واتصالهم بالحضارات الأخرى مثل الفرس، وورد ذكره في المقطوعات مرارًا ومنه قول حاتم الطائي:
تَهادى عَلَيها حَليُها ذاتَ بَهجَةٍ
وَكَشحاً كَطَيِّ السابِرِيَّةِ أَهضَما
