أين تقع أقدم مكتبة في العالم؟

مكتبة القرويين:

تقع مكتبة القرويين في وسط ساحة الصفارين بمدينة فاس العتيقة، ويعود تأسيس هذه المكتبة (خزانة القرويين) والتي ارتبط اسمها ب”جامعة القرويين”العريقة إلى القرن 14 الميلادي، وتحديدًا عام 750 للهجرة، على يد السلطان أبي عنان المريني، في البداية كانت المكتبة عبارة عن خزانة عادية، أُنشئت إلى جانب جامع القرويين لمساندة مهمَّته في التدريس.

نفائس مكتبة القرويين:

وتضُم مكتبة القروييّن حوالي أربعة آلاف مخطوطة مُفهرسة بطريقة الكترونية علمية، منها المُصحف الذي كُتب بماء الذهب على رقّ الغزال بالخط الكوفي القديم، والذي يعود إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري، ونسخة من كتاب “العبر” لابن خلدون، بخط يده، وقد كان قد أهداها إلى المكتبة حين كان يدرس في فاس، وقد اختارتها “منظمة الأمم المُتحدة للتربية والعلوم والثقافة” (اليونسكو) ضمن التراث العالمي الإنساني.

إنَّ قيمة المكتبة تعود إلى توافر أقدم مخطوط، والذي يعود إلى القرن الثاني الهجري وهو كتاب “الصيغ” لأبي سحاق ابن ابراهيم الفزاري، وتحتوي المكتبة أيضًا على مخطوط نادر، على شكل أرجوزة طبية كتبها ابن طفيل، تحتوي على أكثر من (7700) بيت من الرجز السهل الواضح ، وهي تتحدَّث عن الطب بطريقة رياضيّة، وهي النُسخة الوحيدة المعروفة في العالم لهذا الطبيب والمفكِّر والفيلسوف، ومخطوط آخر لكتاب ابن رُشد “البيان والتحصيل” مكتوب مُذهّب وعلى رق غزال، وأنجيل مكتوب باللغة العربية، يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، بالإضافة إلى 600 مطبوع حجري، و30.000 مجلَّد، وأجزاء من مؤطأ مالك، ومخطوطات لابن سينا، ونسخة في الفلك بشرح الفارابي، ومخطوط لكتاب “الأخلاق” لأرسطو، وهي النسخة الوحيدة المُترجمة إلى العربية.

وفيما يتعلَّق بصيانة محتويات المكتبة، ورصيدها العلمي فإنّها تضُم أحدث مُختبر للترميم على الصعيد العربي، وهي الآن تُساير التطور العالمي في هذا المجال، من أجل المحافظة على كنوزها الثمينة.

ومن أجل الحفاظ على تلك المخطوطات القيّمة، توجّه الخُبراء إلى فهرستها بطريقة ألكترونيّة علميّة وحديثة، وشاملة، كما تمّ تخزينها بطريقة الميكروفيلم، ممّا يُسهِّل على الباحثين والطلبة عمليات البحث المُختلفة، وكذلك المُحافظة على نفائس المكتبة من التلف والضياع، كما وأنَّها مُجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، للحفاظ عليها من الرطوبة، والحرارة، والسَّرقة.

ثلاث مراحل أساسية مرت على مكتبة القرويين:

وقد مرَّت مكتبة القرويين، عبر تاريخها الذي يمتد إلى سبعة قرون، بثلاث مراحل أساسية، في ظل حُكم ثلاث دول، تعاقبت على حُكم المغرب، منذ تأسيسها، فقد أُسَّست في عهد المرينيين، على يد أبي عنان المريني، ثمَّ جاء بعد ذلك السعديون الذين امتدَّت دولتهم من (1554 إلى 1659) فأضافوا جناحًا آخر يُسمَّى جناح السعديين، وفي القرن العشرين عام (1940) جاء السلطان العلوي محمد الخامس، فبنى جناح العلويين.