لبيد بن ربيعة من الشعراء في العصر الجاهلي والذين تميزوا ببراعتهم في استخدام الأساليب الشعرية، ومنها أسلوب الأمر في شعر الحكمة.
الأمر في شعر الحكمة عند لبيد بن ربيعة
من الأمثلة على أسلوب الأمر في شعر الحكمة عند لبيد بن ربيعة ما يلي:
فإذا جُوزِيــــــتَ قَرْضــــــاً فَــــــاجْزِه
إِنّمـــا يَجْـــزِي الفَتَـــى لَـــيْسَ الْجَمَـــل
أَعْمِــــــلِ العِــــــيسَ عَلَــــــى عِلاّتِهــــــا
إِنّمــــا يُــــنْجِحُ أصْــــحَاب العَمَــــل
وإِذَا رُمْــــــــتَ رَحِــــــــيلاً فَارْتَحِــــــــل
واعْــصِ مَــا يَــأمُرُ تَوْصِــيمُ الكَــسَلْ
وَاكْـــــــذِبِ الـــــــنَّفْسَ إِذَا حَـــــــدَّثْتَهَ
إِنَّ صِـــدْقَ الـــنَّفْسِ يُـــزْرِي بِالأَمَـــل
غَيْـــــرَ أَنْ لاَ تَكْـــــذِبَنْها فِـــــي التُّقَـــــى
وَاخْزُهــــــــا بِــــــــالبِرِّ اللهِ الأجَــــــــلّ
وَاضْــــبِطِ اللّيْــــلَ إِذَا طَــــالَ الــــسُّرَى
وتَـــــدَجَّى بَعْـــــد فَـــــوْرٍ واعْتَـــــدِل
تناولت هذه الأبيات على العديد من أفعال الأمر وهي: “فـاجزه، اعمـل، فارتحـل، واعـص واكذب، واخزها، اضبط …) وجميع هذه الأفعال جاءت بقصد الحث والنصيحة، وإن اختلاف هذه الأوامر يدل على تجربة الشاعر، والتي أراد منها إيصالها للناس لتكون لهم بها منفعة والاستفادة من تجاربه.
فالشاعر في البيت الأول يقوم بالحث على جزاء العمل، وكذلك يشجع الشخص على أن تكون لديه الهمة والعزيمـة العالية، فإذا أراد أمر ما يسعى حتى يتم تنفيذه من دون كسل، وكذلك أن يكون عنده إرادة قوية، ويمضي بعزيمة، ولا يتبع الشهوات فتتحطم كل آماله.
لبيد بن ربيعة العامري هو من الفحول العظيمة في الشعر الجاهلي ومؤلف واحدة من أشهر المعلقات في الشعر.
ولبيد بن ربيعة انتشر اسمه وأصبح ذو صيت بين الناس آنذاك، فلقد قام بالدفاع عن أمجاد قومه بواسطة شعره وافتخر بهذه الأمجاد، وكان أكثر موضوع تناوله في أشعاره شعره بالفخر بقومه وتقديم النصح لقومه، ولقد قام بالترفع عن الكسب المادي بالشعر وتميز بصعوبة الأساليب التي يستخدمها لكي يوصل خبرته للناس كما عاشها.
