The Wicked Prince أو الأمير الشرير هي حكاية هانز كريستيان أندرسن الخيالية “الأمير الشرير” تدور حول رجل ذو قلب وعقل شرير، وهو نقيض “الأمير تشارمينغ” الذي نشره أندرسن في عام 1840.
الشخصيات:
- الأمير الشرير.
قصة الأمير الشرير:
في يوم من الأيام كان هناك أمير شرير كان قلبه وعقله منشغلين بغزو جميع دول العالم وإخافة الناس حيث دمر بلادهم بالنار والسيف، وداس جنوده المحاصيل في الحقول ودمروا أكواخ الفلاحين بالنار حتى ألقت النيران الأوراق الخضراء من الأغصان، وجفت الثمار على الأغصان السوداء. وهربت الأمهات الفقيرات، وأطفالهنّ العاريين بين أذرعهنّ خلف جدران بيوتهنّ التي تمّ إحراقها، ولكن هناك أيضًا تبعهنّ الجنود، وعندما وجدوهنّ كانت بمثابة غذاء جديد لمتعتهم الشيطانية ولا يمكن للشياطين أن يفعلوا أشياء أسوأ من هؤلاء الجنود، وكان الأمير يرى أن كل هذا كان صائباً، وأن الأمور تسير بشكل طبيعي هكذا، ثمّ زادت قوته يومًا بعد يوم، وكان اسمه يشكل رعب للجميع.
جلب ثروة هائلة إلى الوطن من المدن التي تم احتلالها، وتراكم الثروات تدريجياً في بلاده بحيث لا يمكن أن يكون مثلها في أي مكان حيث أقام قصورًا وكنائس وقاعات رائعة، وكل من رأى هذه المباني الرائعة والكنوز العظيمة صاح بإعجاب: يا له من أمير عظيم! لكنهم لم يعرفوا ما هو البؤس اللامتناهي الذي جلبه على البلدان الأخرى والذي كان سبب في ثروته، ولم يسمعوا التنهيدات التي اندلعت من المدن المدمرة.
غالبًا ما كان الأمير ينظر ببهجة إلى ذهبه وصروحه الرائعة، ويفكر مثل الناس في نفسه قائلاً: يا له من أمير عظيم! ولكن يجب أن يكون لدي المزيد، أكثر من ذلك بكثير لا قوة على الأرض يجب أن تساوي قوتي، لقد حارب جميع جيرانه وهزمهم وقام بتقييد الملوك المهزومين بالأغلال الذهبية في عربته عندما كان يقود سيارته في شوارع مدينته. وكان على هؤلاء الملوك أن يركعوا عند قدميه وأقدام حاشيته عندما يجلسوا على المائدة، ويعيشوا على بواقي طعامه الذي يتركه.
وفي يوم من الأيام نصب الأمير تمثاله الخاص في الأماكن العامة وثبته على القصور الملكية بل تمنى حتى أن يوضع في الكنائس وعلى المذابح، ولكن منعه الكهنة قائلين: أيها الأمير، أنت جبار حقًا ، لكن قوة الله أعظم من قوتك، نحن نرفض إطاعة أوامرك، وليثبت لهم أن له القدرة العظيمة فوق كل شيء، أمر ببناء سفينة رائعة يستطيع أن يبحر بها في الهواء حيث تم تجهيزها بشكل رائع وبألوان عديدة مثل ذيل الطاووس وكانت مغطاة بآلاف العيون، وكانت كل عين فوهة البندقية.
جلس الأمير في وسط السفينة، وكان عليه فقط لمس زنبرك من أجل جعل آلاف الرصاصات تطير في كل الاتجاهات بينما تم تحميل المدافع عليها ثمّ ربطت بهذه السفينة مئات النسور، فارتفعت بسرعة سهم لأعلى نحو الشمس و سرعان ما بدت الأرض في الأسفل بجبالها وغاباتها كحقل ذرة حيث صنعت المحراث أخاديدًا تفصل بين المروج الخضراء وسرعان ما بدت وكأنها خريطة بها خطوط غير واضحة وأخيرًا اختفى تمامًا في الضباب والغيوم.
ارتفعت النسور أعلى وأعلى في الهواء ثم ظهر ملاك بجناحين لامعين، فقام الأمير بفتح النار عليه لكن الرصاص أنحرف و عندما نزلت قطرة واحدة من دم الملاك تحطمت السفينة، مما جعلها تصطدم بالغابة واحترقت بسرعة ولكن نجا الأمير، وتحطمت أجنحة النسور القوية وحلقت الرياح حول رأس الأمير والغيوم حولها التي تشكلت بسبب الدخان المتصاعد من الغابة المحترقة ثمّ اتخذت أشكالًا غريبة والتي امتدت لأميال وارتفعت مثل الصخور الهائلة وتحولت إلى تنانين تنفث النار.
كان الأمير يرقد نصف ميت في سفينته عندما غرقت أخيرًا بصدمة مروعة في أغصان شجرة كبيرة في الغابة! قال الأمير: سأنتصر على الطبيعة، لقد أقسمت يجب أن تتحقق إرادتي ثمّ قضى سبع سنوات في بناء سفن رائعة للإبحار في الهواء، وكان لديه سهام مصبوبة من أقسى فولاذ لكسر جدران السماء بها و لقد جمع المحاربين من جميع البلدان، لدرجة أنهم عندما تم وضعهم جنبًا إلى جنب غطوا مساحة عدة أميال.
دخلوا السفن وكان الأمير يقترب من سفينته، وما إن طاروا مرة أخرى في الفضاء هاجمهم سربًا من البعوض الصغير ثمّ طاروا حول الأمير ولسعوا وجهه ويديه حينها استل سيفه بغضب ولوح به، لكنه لمس الهواء فقط ولم يضرب البعوض ثم أمر عبيده بإحضار أغطية باهظة الثمن ولفوه بها حتى لا يتمكن البعوض من الوصول إليه وبعدما نفذ الخدم أوامره، لكن بعوضة واحدة وضعت نفسها داخل أحد الأغطية، وتسللت إلى أذن الأمير ولسعته.
احترق المكان كالنار ودخل السم في دمه وبجنون من الألم، مزق الأغطية وملابسه أيضًا وألقى بها بعيدًا، ورقص حول نفسه أمام أعين جنوده الشرسين الذين سخروا منه وأصبح الأمير المجنون الذي أراد الحرب مع الطبيعة التي خلقها الله ، ولكن تغلبت عليه بعوضة صغيرة واحدة من خلق الله .
