العالم السفلي في الأساطير اليونانية

اقرأ في هذا المقال


في الأساطير اليونانية كان العالم السفلي مجالًا للإله اليوناني هاديس وغالبًا ما يظهر العالم بالإضافة إلى مفهوم الحياة الآخرة في القصص ليكون بمثابة دليل لكيفية عيش الناس حياتهم.

الإله اليوناني هاديس

الهاديس (Hades) هو الإله اليوناني الأكثر ارتباطًا بالعالم السفلي على الرغم من وجود العالم السفلي اليوناني قبل ظهور الآلهة الأولمبية، وأصبح هاديس مرتبطًا بالعالم السفلي بعد حرب الجبابرة أو الحرب العظمى عندما انتفض أبناء كرونوس ضد والدهم والجبابرة الآخرين، وبعد ذلك كان زيوس وبوسيدون وهاديس يرسمون القرعة لتقسيم الكون إلى الأعلى، وبينما أُعطي زيوس السماء والأرض وبوسيدون مياه العالم أُعطي هاديس السيادة على العالم السفلي والحياة الآخرة، وتم التعرف على أهمية وقوة هاديس من خلال حقيقة أنّ العالم السفلي كان يشار إليه غالبًا باسم هاديس.

كان هدف هاديس هو زيادة عدد الأرواح في مملكته السرية، ولقد حكم الجنازات وضمن دفن الموتى بشكل لائق ومحترم، ومع ذلك بمجرد دخول روحهم إلى العالم السفلي تأكد من أنّهم لا يستطيعون المغادرة، وكان لدى هاديس كلب حراسة اسمه سيربيروس، وفي بعض الأحيان قيل أنّ سيربيروس لديه ثلاثة رؤوس وفي بعض الأحيان بدا وكأنه كلب عادي، وقام الكلب بدوريات في مدخل العالم السفلي للتأكد من عدم خروج الموتى وعدم دخول الأحياء.

دور العالم السفلي في الأساطير اليونانية

لم يتحدث الإغريق كثيرًا عما حدث عندما ماتوا ولكن تم تناقل بعض القصص عبر العصور القديمة، ومن الشائع التفكير في العالم السفلي اليوناني على أنّه مجرد نسخة من الجحيم، وفي الواقع تم استخدام مصطلح هاديس تاريخيًا كمرادف مهذب للجحيم، ويشمل العالم السفلي اليوناني الحياة الآخرة بأكملها ويحتوي على الجنة والنار على حد سواء حيث يمكن أن يغمر الصالحون ويعاقب غير المستحقين.

الجغرافيا اليونانية للعالم السفلي

في الأساطير اليونانية كان الاعتقاد السائد هو أنّه لن يترك أي شخص يدخل العالم السفلي، وبالتالي من الناحية النظرية لم تكن هناك طريقة للكتاب القدامى لوصف عالم العالم السفلي بدقة، ومع ذلك فقد تم ذكر بعض الملامح في المصادر القديمة، وكان الإجماع العام هو أنّ العالم السفلي بشكل غير مفاجئ كان موجودًا تحت سطح الأرض على الرغم من وجود وجهة نظر بديلة في نهاية الأرض.

مداخل العالم السفلي

إذا تم العثور على مجال هاديس تحت الأرض فقد تم تسمية العديد من مداخل العالم السفلي في المصادر القديمة، وتم استخدام شق في الأرض في صقلية من قبل كل من هاديس وأورفيوس وهرقل حيث كل منهما استفاد من كهف في تيناروم، واستخدم اينيس كهفًا على بحيرة أفرنوس بينما دخل أوديسيوس عبر بحيرة أشيرون وحرس ليرنين هيدرا مدخلًا مائيًا آخر، كما شهدت الرحلة المحفوفة بالمخاطر التي قام بها ثيسيوس إلى أثينا حول خليج سارونيك أن يمر البطل اليوناني بستة مداخل أخرى معروفة إلى العالم السفلي.

مناطق العالم السفلي

بشكل عام يمكن اعتبار العالم السفلي اليوناني مكونًا من ثلاث مناطق مختلفة وهم: تارتاروس ومروج أسفديل وإليزيوم أو إليسيون، وكان يُعتقد أنّ تارتاروس هي أعمق منطقة في العالم السفلي والمكان الذي سيستغرق فيه السندان تسعة أيام للوصول إليه إذا سُمح له بالسقوط من بقية العالم السفلي، وتارتاروس هي منطقة العالم السفلي المرتبطة عادة بالجحيم وكانت المنطقة التي تم فيها تنفيذ العقوبة والسجن، وعلى هذا النحو كان المكان الطبيعي للسجناء الجبابرة تنتالوس وإيكسيون وسيزيف.

كما كانت مراعي أسفديل منطقة العالم السفلي حيث سينتهي الأمر بغالبية المتوفين لأنّها كانت منطقة اللامبالاة حيث لن ينتهي الأمر بمن عاشوا حياة جيدة للغاية أو سيئة للغاية، وبعد أن شرب المتوفى من نهر ليثي فإنّ المتوفى الموجود هنا سوف ينسى حياته السابقة ولكنه سيقضي الأبدية في رماد من الغفلة، وكانت إليسيون أو الحقول الإليزية منطقة من العالم السفلي حيث كان من المفترض أن يطمح إليها البشر، وكانت الجنة موطن الأبطال وكانت منطقة العالم السفلي الأكثر ارتباطًا بالجنة، وكان سكان الجنة يقضون الكثير من المتعة خاليًا من العمل والجهاد.

أنهار العالم السفلي

سيتحدث الجغرافيون القدماء أيضًا عن خمسة أنهار اجتازت العالم السفلي، حيث كانت هذه الأنهار نهر ستيكس ونهر الكراهية ونهر ليثي ونهر النسيان ونهر فليجيثون ونهر النار ونهر كوكيتوس ونهر العويل ونهر أكيرون ونهر الألم، وكان نهر أتشيرون هو أول نهر واجهه المتوفى عندما دخل العالم السفلي والنهر الذي كان تشارون ينقل عبره أولئك الذين يستطيعون الدفع.

سكان العالم السفلي

بالطبع لم يكن العالم السفلي اليوناني مجرد موطن لهاديس والموتى بل كان مكانًا يسكنه مجموعة من الآلهة والأرواح وهناك نصيب للآلهة والمخلوقات، وسيضم إلى هاديس في العالم السفلي لمدة نصف عام من قبل عروسه بيرسيفوني ابنة زيوس الذي كان قد اختطفها، وثلاثة ملوك وهم: مينوس وإيكوس ورادامانثيس وسيقيمون أيضًا في العالم السفلي لأنّهم كانوا قضاة الموتى، كما أقامت مجموعة من الآلهة والإلهات اليونانية أيضًا في العالم السفلي بما في ذلك هيكات إلهة السحر وإريبوس إله الظلام ونيكس إلهة الليل وثانتوس إله الموت وهيبنوس إله النوم، وتم العثور أيضًا في العالم السفلي على إيرينيس (فوريس) وخارون ورجل العبّارة وسيربيروس كلب الحراسة ذو الثلاثة رؤوس في هاديس.

زوار العالم السفلي

كما ذكرنا سابقًا كان الاعتقاد السائد في اليونان القديمة هو أنّه لن يتركها أي شخص يدخل العالم السفلي أبدًا، ولكن كانت هناك العديد من القصص لأشخاص يفعلون ذلك بالضبط، حيث دخل هرقل عالم الهاديس ويزيل سيربيروس لفترة وجيزة لأحد عماله، كما دخل أورفيوس بينما كان يحاول إعادة زوجته المتوفاة يوريديس، ودخل أوديسيوس للحصول على الاتجاهات إلى وطنه، في حين قام اينيس بزيارة للعالم السفلي لرؤية والده المتوفى وكانت سيكي في العالم السفلي باحثًا عن إيروس، ودخل ثيسيوس وبريثوس أيضًا العالم السفلي معًا، ولكن سعيهما كان غير جدير لأنّ بيريثوس كان يرغب في اتخاذ بيرسيفوني كعروس له، ونتيجة لذلك تم سجن ثيسيوس وبريثوس من قبل هاديس على الرغم من إطلاق سراح ثيسيوس في النهاية من قبل هرقل.

أسطورة الوصول إلى العالم السفلي

للوصول إلى العالم السفلي على المرء أولاً العثور عليه ثم تكون مخبأة تحت الأرض وتحيط بها خمسة أنهار، ويساعد هذا في منع أي شخص من الهروب أو الدخول، وبعد وفاة شخص ما يقودهم هيرمس رسول الآلهة إلى مدخل العالم السفلي، ومن هناك كانوا يستقلون قاربًا عبر النهر ويتم تسليمهم إلى هاديس، وكان هو وأحيانًا مجموعة من القضاة الآخرين يقررون إلى أين يذهب المرء بناءً على ما إذا كنت قد عشت حياة جيدة أو سيئة.

داخل هذه المملكة كان هناك العديد من المناطق المختلفة، وعندما مات الأبطال وغيرهم من اليونانيين المحترمين ذهبوا إلى مكان يسود فيه بعض السعادة والمتعة، بينما ذهب الأشرار إلى مكان يتعرضون فيه للتعذيب إلى الأبد وينتهي المطاف بمعظمهم في مكان ما بينهما.

المصدر: E. M. Berens, The Myths & Legends of Ancient: Greece and Rome, MetaLibri, October 13, 2009. LILIAN STOUGHTON HYDE, FAVORITE GREEK MYTHS: YESTERDAY’S CLASSICS, CHAPEL HILL, NORTH CAROLINA, 2008. JESSIE M. TATLOCK, GREEK AND ROMAN MYTHOLOGY, NEW YORK, THE CENTURY Copyright, 1917. ALEXANDER S. MURRAY, MASTUAL OF MYTHOLOGY: GREEK AND ROMAN, NORSE, AND OLD GERMAN, HINDOO AND EGYPTIAN MYTHOLOGY, NEW YORK: CHARLES SCRIBNER'S SONS, 1893.


شارك المقالة: