قصة قصيدة تغير الرسم من سلمى بأحفار

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تغير الرسم من سلمى بأحفار

أمّا عن مناسبة قصيدة “تغير الرسم من سلمى بأحفار” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان الخليفة عبد الملك بن مروان في مجلسه على سرير له، وكان عنده في المجلس رجل يقال له محمد بن يوسف الثقفي، وهو أخو الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان الناس يدخلون إلى مجلسه، فكلما دخل أحدهم، يخبره محمد بن يوسف عن نسبه، وبقي الحال على هذا حتى دخل الجرير بن الخطفي، فقال له محمد بن يوسف: يا مولاي، هذا جرير بن الخطفي، فقال له الخليفة عبد الملك بن مروان: لا حيا الله من يقذف المحصنات، والذي لا يترك أعراض الناس.

وعندما وقف الجرير بين يديه، قال له: أسعد الله مساء أمير المؤمنين، إني عندما دخلت اجتمع الناس من حولي، وكان قد دخل من قبلي قوم لم يجتمع حولهم أحد، فاعتقدت بأن أمير المؤمنين قد ذكرني بذكر جميل أمامهم، فقال له الخليفة: لا والله، وإنما قلت لا حيا الله من يقذف المحصنات، المؤذي لعروض الناس، فقال له جرير: والله يا مولاي إني لم أقم يومًا بهجو رجل، إلا وأخبرته بذلك قبل سنة، فإن أعرض عني، أعرضت عنه، وإن لم يفعل قمت بهجائه، فقال له الخليفة: يا جرير هذا الأخطل صاحبك، فقم وسلم عليه، فقام إليه الجرير وسلم عليه، وعانقه، ومن ثم قال الأخطل للخليفة : والله يا مولاي، إن أشد هجاء كان علي لهو من أمك، فأمر الخليفة بإحضار جامعة، فذهبوا لإحضارها، ولكنهم تأخروا، فقال الخليفة للأخطل: أنشد، فأنشد الأخطل قائلًا:

تَغَيَّرَ الرَسمُ مِن سَلمى بِأَحفارِ
وَأَقفَرَت مِن سُلَيمى دِمنَةُ الدارِ

وَقَد تَكونُ بِها سَلمى تُحَدِّثُني
تَساقُطَ الحَليِ حاجاتي وَأَسراري

ثُمَّ اِستَبَدَّ بِسَلمى نِيَّةٌ قَذَفٌ
وَسَيرُ مُنقَضِبِ الأَقرانِ مِغيارِ

كَأَنَّ قَلبي غَداةَ البَينِ مُقتَسَمٌ
طارَت بِهِ عُصَبٌ شَتّى لِأَمصارِ

وَلَو تَلُفُّ النَوى مَن قَد تُشَوِّفَهُ
إِذاً قَضَيتُ لُباناتي وَأَوطاري

ظَلَّت ظِباءُ بَني البَكّاءِ تَرصُدُهُ
حَتّى اِقتَنَصنَ عَلى بُعدٍ وَإِضرارِ

وَمَهمَهٍ طامِسٍ تُخشى غَوائِلُهُ
قَطَعتُهُ بِكَلوءِ العَينِ مِسهارِ

بِحُرَّةٍ كَأَتانِ الضَحلِ أَضمَرَها
بَعدَ الرَبالَةِ تَرحالي وَتَسياري

أُختِ الفَلاةِ إِذا شُدَّت مَعاقِدُها
زَلَّت قُوى النِسعِ عَن كَبداءَ مِسفارِ

فقال له الخليفة: والله إني قد قضيت بأنك أشعر من مضى ومن بقي.

نبذة عن الأخطل

غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن سيجان، واحد من أشهر شعراء العصر الأموي،

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: