قصة قصيدة صدع النعي وما كنى بجميل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة صدع النعي وما كنى بجميل:

أمّا عن مناسبة قصيدة “صدع النعي وما كنى بجميل” فيروى بأنه في يوم من الأيام وبينما كان سهل بن سعد الساعدي في الشام، لقيه رجل من أصدقائه، فقال له: هل تريد أن تذهب معي إلى بيت جميل بن معمر لكي نزوره؟، فإنّ المرض قد تمكن منه، فقال له سهل الساعدي: نعم، فلنذهب، فتوجها إلى بيت جميل ودخلا عليه، وكان شديد التعب، ويبدو على وجهه بأن الموت قد لحق به، وجلسا عنده، فقال جميل لسهل الساعدي: ما الذي تقوله في رجل لم يزن في حياته قط، ولم يشرب الخمر في حياته، ولم يقتل نفسًا حرم الله قتلها إلا بالحق، وهو يشهد بأن لا إله إلا الله وبأن محمدًا عبده ورسوله منذ ما يزيد عن الخمسين عامًا؟.

فقال له سهل بن سعد: من هو هذا الرجل؟، فإني أظن بإذن الله بأنه من الناجين، لأن الله تعالى يقول: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا}، فقال له جميل: أنا، فقال له سهل: والله لم أر في حياتي أعجب ممّا رأيت في ساعتي هذه، أتقول هذا عن نفسك وأنت الذي تقول الشعر في بثينة منذ ما يزيد عن العشرين عامًا؟، فقال له جميل: إنّي في آخر يوم من أيام حياتي، وإني لأقرب إلى الآخرة من الدنيا، ووالله لعل شفاعة نبينا لا تطولني إنّ أنا وضعت يدي في يوم من الأيام عليها لريبة، وكان أكثر ما يكون مني أن أمسك بيدها وأضعها على قلبي، فيرتاح، ثم أغمي عليه، وعندما أفاق أنشد قائلًا:

صَدَعَ النَعِيُّ وَما كَنى بِجَميلِ
وَثَوى بِمِصرَ ثَواءَ غَيرِ قَفولِ

وَلَقَد أَجُرَّ الذَيلَ في وادي القُرى
نَشوانَ بَينَ مَزارِعٍ وَنَخيلِ

بَكُرَ النَعِيُّ بِفارِسٍ ذي هِمَّةٍ
بَطَلٍ إِذا حُمَّ اللِقاءُ مُذيلِ

قومي بُثَينَةُ فَاِندُبي بِعَويلِ
وَاِبكي خَليلَكِ دونَ كُلَّ خَليلِ

نبذة عن الشاعر جميل بن معمر:

هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، كان جميلا حسن المظهر، نفسه كريمة، من أجاويد العرب، اشتهر بقول الشعر بمحبوبته بثينة، وسمي تيمنًا بها جميل بثينة.

المصدر: كتاب "مصارع العشاق" تأليف السرّاج القارئكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "تاريخ مدينة دمشق" تأليف ابن عساكركتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: