قصة قصيدة قالوا جزعت فقلت إن مصيبة

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم ما كان من خبر حصان ابن الزيات محمد بن عبد الملك عندما أخذه منه الخليفة المعتصم بن هارون الرشيد.

قصة قصيدة قالوا جزعت فقلت إن مصيبة

أما عن مناسبة قصيدة “قالوا جزعت فقلت إن مصيبة” للشاعر محمد بن عبد الملك، فيروى بأنه كان لمحمد بن عبد الملك الملقب بابن الزيات حصانًا أشهب لم ير مثله في فراهته وحسنه في بلاد العرب في ذلك الزمان، وفي يوم من الأيام أتى إليه رجل يقال له محمد بن خالد، ورأى ذلك الحصان ، وأعجب بجماله، وبعد بضعة أيام من زيارته له، وبينما هو في مجلس الخليفة المعتصم بالله بن هارون الرشيد ذكر له جمال ذلك الحصان وحسنه، فبعث الخليفة إلى محمد بن عبد الملك وأخذه منه، وعندما أخذ حصان محمد بن عبد الملك حزن عليه، وأنشد قائلًا:

قالوا جَزِعتَ فَقُلتُ إِنَّ مُصيبَةً
جَلَّت رَزِيَّتُها وَضاقَ المَذهَبُ

كَيفَ العَزاءُ وَقَد مَضى لِسَبيلِهِ
عَنّا فَوَدَّعنا الأَحَمُّ الأَشهَبُ

يقول الشاعر محمد بن عبد الملك بأن لا شيء يعزيه بعد أن مضى حصانه في سبيله، وأبعد عنه، وودعه وهو الحسن الأشهب.

دَبَّ الوُشاةُ فَباعَدوهُ وَرُبَّما
بَعُدَ الفَتى وَهوَ الحَبيبُ الأَقرَبُ

لِلَّهِ يَومَ غَدَوتَ عَنّي ظاعِناً
وَسُلِبتُ قُربكَ أَيَّ عِلق أسلّبُ

نَفسي مُقَسَّمَةٌ أَقامَ فَريقُها
وَغَدا لِطِيَّتِهِ فَريق يُجنِبُ

الآنَ إِذ كَمَلَت أَداتُكَ كُلُّها
وَدَعا العُيونَ إِلَيكَ لَونٌ مُعجِبُ

وَاختيرَ مِن سِرِّ الحَدايِدِ خَيرها
لَكَ خالِصاً وَمِنَ الحُلِيِّ الأَغرَبُ

وَغَدَوتَ طَنَّان اللِّجامِ كَأَنَّما
في كُلِّ عُضوٍ مِنك صنجٌ يُضرَبُ

وَكَأَنَّ سَرجَكَ إِذ عَلاكَ غَمامَةٌ
وَكَأَنَّما تَحتَ الغَمامَةِ كَوكَبُ

وَرَأى عَلَيَّ بِكَ الصَّديقُ مَهابَةً
وَغَدا العَدُوُّ وَصَدرُهُ يَتَلَهَّبُ

أَنساكَ لا بَرِحَت إِذنَ مَنسِيَّة
نَفسي وَلا زالَت بِمِثلِكَ تُنكَبُ

المصدر: كتاب "الجليس الصالح والأنيس الناصح" تأليف سبط ابن الجوزيكتاب "طرائف عربية" تأليف رجب محمود إبراهيم بخيتكتاب "عصر المأمون" تأليف أحمد فريد رفاعي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: