قصة قصيدة لعمري يا سعدى لطال تأيمي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لعمري يا سعدى لطال تأيمي:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لعمري يا سعدى لطال تأيمي” فيروى بأن شابًا من بني أسد فتاة من حيه، وقد كان أهل هذا الشاب أكثر مالًا من أهلها، وأيسر منهم حالًا، فعندما أتاهم وطلب منهم أن يذهبوا معه إلى بيت أهلها ويطلبوها منهم، فرفض أبوه أن يفعل ذلك، ومنعه من أن يتزوجها، فقد كان يريده أن يتزوج فتاة أيسر منها حالًا، وأخذ يعرض عليه بناتًا من الحي لكي يتزوج من إحداهن، ولكنه رفضهن، ورفض أن يتزوج من غيرها، وكان أبو الفتاة قد أبقى على ابنته من دون زواج، لعل هذا الشاب يأتي ويتزوج منها، ولكنه عندما أطال عليه، ولم يأته لفترة طويلة من الزمن، يئس منه، وقام بتزويج ابنته من غيره، وفي يوم من الأيام لقي هذا الشاب الفتاة بعد أن تزوجت، فأنشد لها قائلًا:

لَعَمْرِيَ، يَا سُعدى، لطالَ تأيمي
وَمَعْصِيَتي شَيخيّ فيكِ كلَيهِمَا

وَتْركيَ ذَا الحيّينِ لمْ أبغِ مِنهُمَا
سِوَاكِ، وَلم يَرْبَعْ هَوَايَ عَلَيهمَا

فقالت له الفتاة منشدة:

حَبِيبيَ لا تَعجَلْ لتَفْهَمَ حُجّتي
كَفانيَ ما بي من بَلاءٍ وَمن جُهدِ

وَمِنْ عَبَرَاتٍ تَعتَرِيني وَزَفرَةٍ
تَكَادُ لهَا نَفسِي تَسِيلُ من الوَجدِ

غُلِبتُ عَلى نَفسِي جَهَاراً وَلَمْ أُطِقْ
خِلافاً عَلى أهْلي بِهَزْلٍ وَلا جِدِّ.

وَلَنْ يَمْنَعُوني أنْ أمُوتَ برُغمِهِمْ
غداً، جوْفَ هذا الغار في جَدثٍ وَحدي.

فَلا تَنسَ أنْ تأتي هُناكَ، فَتَلتَمِسْ
مكاني فتَسلُو ما تَحَمّلتَ من جهدي.

وفي صباح اليوم التالي توجه الشاب إلى المكان الذي لقيها به في البارحة، ولكنه وجدها قد ماتت، فحملها، وسار بها حتى وصل إلى شعب في جبل، فوضعها به، وبقي بجانبها حتى مات هو الآخر، وبقيا في ذلك الشعب عامًا كاملًا لا يعرف أحد لهما أي خبر، وفي يوم من الأيام هتف هاتف إلى بعض أهل الحي الذين كانوا موجودين على قمة الجبل يومها، وكان اسم هذا الجبل أعراف، فقال الهاتف:

إنّ الكَرِيميَنِ ذَوِي التّصَافي
الذّاهِبَينِ بِالوَفَاءِ الصّافي

وَاللهِ مَا لاقَيْتُ في تَطْوَافي
أبْعَدَ مِنْ غَدْرٍ وَمِنْ إخلافِ

مِنْ مَيّتَينِ في ذُرَى أعرَافِ

وعندما سمع أهل الحي ما قال، توجهوا إلى الشعب، ودخلوه فوجدوهما ميتين، فحملوهما وعادا بهما إلى الحي، ودفنهم أهل الحي بجانب بعضهما.

حال الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحزن على فراق حبيبته، والاعتذار منها على ما بدا منه تجاهها، ومحاولة تبرير أفعاله بأنه أهله قد غصبوه عليها.

المصدر: كتاب "مصارع العشاق" تأليف السرّاج القارئكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: