قصة قصيدة ما بال قومك يا رباب

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أن الشكل الخارجي لا يجب أن يكون مقياسًا لكيفية تعامل الناس مع بعضهم البعض، إلا أن قصتنا لهذا اليوم تدل على غير ذلك، وفيها خبر من أخبار الإمام مالك بن أنس.

من هو ذو جدن؟

هو ذو جدن بن الحرث بن حضرموت، وهو ملك حمير في صنعاء.

قصة قصيدة ما بال قومك يا رباب

أما عن مناسبة قصيدة “ما بال قومك يا رباب” فيروى بأن الحسن بن حماد كان في يوم من الأيام في المدينة المنورة، وبينما هو في إحدى طرق المدينة، وكان ذلك في النهار، وبينما هو يسير كان ينشد متمثلًا بشعر ذي جدن، حينما قال:

ما بال قومك يا رباب
خزراً كأنّهم غضاب

يعاتب الشاعر حبيبته رباب، ويسألها عن سبب غضب أهلها منه.

غاروا عليك، وكيف ذاك
ودونك الخرق اليباب

إن زرتُ أهلكِ أوعدوا
وتَهِرّ دونهمُ كِلابُ

وبينما هو ينشد هذه الأبواب، فتحت إحدى نوافذ بيت قريب منه، وخرج من تلك النافذة صاحب البيت، وكانت لحيته حمراء، وقال للحسن بن حماد: يا فاسق، والله إنك قد أسأت الأداء، ومنعت المعنى، ونشرت الفاحشة بين الناس بهذه الأبيات التي أنشدتها، ومن ثم أخذ هذا الرجل ينشد شعرًا، وكان صوته جميلًا، حتى أن الحسن بن حماد قال فيه بأنه لم يسمع صوتًا مثله من قبل قط.

وبسبب دهشته من شدة جمال صوت هذا الرجل، قال له: أصلحك الله يا أخي، من أين لك هذا الصوت الجميل، فقال له الرجل: لقد نشأت وأنا صبي وكنت أحب الجلوس مع المغنين والأخذ منهم، حتى أتقنت الغناء، ولكن أمي قالت لي: يا بني، إنك صاحب وجه قبيح، ولن يفيدك صوتك الجميل بسبب قبح وجهك، ولن يلتفت الناس إلى غنائك، فعليك أن تترك الغناء، وتطلب الفقه، ففعلت كما طلبت مني أمي، ودرست الفقه، ووصلت إلى هذه الحال التي تراها، فطلب منه الحسن أن يعيد له الشعر الذي أنشده، فقال له: لا وكرامة، أتريد أن تقول لمن تسمعه إياه بأنك أخذته عن مالك بن أنس، وعلى الرغم من إصرار الحسن بن حماد إلا أن مالك بقي على رفضه، وبعد طول المحاولات، انصرف الحسن من عنده، وأكمل طريقه.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الحسن بن حماد يمشي في المدينة، وكان يتغنى بأبيات من الشعر، وبينما هو في مسيره، أوقفه أحدهم، وأسمعه صوته، فكان من أجمل ما يكون.

المصدر: كتاب "رسالة الغفران" تأليف أبو العلاء المعري كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: