تحتاج الحياة البشرية إلى السعي والمثابرة؛ وذلك من أجل الاستمرارية في حياة الناس بصورة طبيعية، فمن الضروري القيام بحياة سوية أيضاً، تكون على مستوى عالي من التقدم، بحيث لا يطلع الإنسان على ما حدث معه في الماضي، وخصوصاً الأحداث التي تتضمن الآلام والأحزان وخيبات الأمل، وغيرها من الأمور التي تؤثر بالشخص، وخصوصاً تلك الأحداث التي تجعله يتخبط في مكانه، فينظر إلى الماضي دون أن يقوم بتحريك خطوةٌ إلى الأمام، وبناء على ذلك فيتوجب على الإنسان النظر إلى الأمام والتخطيط إلى المستقبل القادم بطريقة إيجابية.
مضمون مثل “من لا ينظر إلى الأمام يبقى في الوراء”:
تناولت بعض الأمثلة الشعبية في المجتمع الإسباني موضوع مثل (But it must be forward looking to think of your past)، الذي يختص بتمركز اهتمام الإنسان على الأمور التي حدثت له في الماضي، مما يجعل الشخص دائم الوقوف في مكانه، وكما يجعله يثبت مكانه في الماضي دون التقدم إلى الأمام بخطوه فكان أول من قال هذا المثل هم الشعب الإسباني بلغتهم الخاصة، ومن ثم تم ترجمة المثل إلى اللغتين الإنجليزية والعربية، وأصبح يقال في الكثير من الأشخاص التي تتوافق صفاتهم الشخصية مع المثل.
أوضح المثل أن وقوف الشخص على ما هو وضعه في الماضي، يؤثر عليه بشكل كبير في حياته القادمة، مما يجعله مربوط بمكان محدد لا يقوى على الخروج منه، فيجعله متأخراً دائماً، ولا يحقق أي من الأهداف التي يرغب بها في حياته، لأنه قام بدمج ما بين حياته وأمور وذكريات مضت، فمن الممكن أن لا تكون جميع الأمور التي حدثت في الماضي سيئة، ولكن الشخص عندما يستمر بالنظر إليها والتوقف عندها، دون أن يحاول ويثابر في المسير إلى الأمام نحو المقدمة في تحقيق طموحاته وأحلامه وأهدافة، فإنه يبقى دائماً في الصفوف الخلفية المتأخرة.
قدم المثل الإسباني نصيحة ثمينة وفي غاية الأهمية، لكل إنسان يعيش على وجة الكرة الأرضية، ولم تقتصر على شخص أو مجتمع بعينه، ألا وهي من أجل أن يستطيع الإنسان أن يتحرر من جميع ما حدث معه في الماضي من أحداث ووقائع وآلام وأحزان، فإنه يتوجب عليه تركها في الماضي في الزمان الذي حدثت فيه، وأن يقوم بعيش حاضره ورسم مستقبله، وأن يسعى لتحقيق كل ما يوفر له الحياة الرغيدة والسعيدة.
